صفقات تقوية الأمن الإلكتروني بالمغرب تجذب اهتمام شركات عالميّة

بعد أن تعددت التقارير الدولية المطالبة للمغرب بتقوية أمنه الإلكتروني وحماية معطياته الرقمية، جاء الدور على المؤسسة الأمريكية “ماركيت أند ماركيت” لكي تؤكد أن المغرب بات من الأسواق الإفريقية الأكثر إقبالا على الاستثمار في مجال الأمن الرقمي، إلى جانب كل من جنوب إفريقيا ونيجيريا، وهو الأمر الذي جعل الشركات العالمية المتخصصة في هذا المجال تخوض منافسة محمومة للظفر بالصفقات بالمملكة كما بالقارة السمراء.
وقالت دراسة المؤسسة الأمريكية إن نمو سوق الأمن المعلوماتي في المغرب يعود لعدد من العوامل، على رأسها التشريعات والإجراءات التي وضعتها الحكومة لتحصين نفسها رقميا، وارتفاع عدد مستعملي الهواتف الذكية والمنخرطين في خدمة الأنترنت.
ونبهت الدراسة إلى أن المغرب سيواجه هجمات إلكترونية جد متطورة خلال السنوات القادمة، ما دفع إلى توقع ارتفاع استثمارات الشركات المغربية الكبرى في مجال الأمن الإلكتروني وحماية المعطيات، خصوصا وأن التجارة الإلكترونية في المغرب بدأت تعرف نموا مضطردا خلال الأشهر القليلة الماضية.
وكشفت معطيات المؤسسة الأمريكية أن استثمارات الدول الإفريقية في مجال الأمن المعلوماتي ستبلغ 920 مليون دولار، مع متم العام الحالي، على أن تصل إلى 2,3 مليار دولار في أفق سنة 2020، أي بمعدل نمو 20 في المائة خلال السنوات الخمس القادمة.
ووضعت الدراسة جنوب إفريقيا في المرتبة الأولى من حيث حجم الاستثمارات المخصصة للأمن الرقمي، وذلك نظرا لحجم الأنشطة الاقتصادية في هذا البلد الإفريقي، متبوعة بالمغرب الذي وصفته الدراسة بأنه سوق في مرحلة النمو ويعرف تطورا مهما في ظرف وجيز.
وعن المجالات التي سيستثمر فيها المغرب بقوة، خلال المرحلة القادمة، فقد أكدت الدراسة أن الاهتمام سينصب على تأمين شبكات الاتصال وحماية المضامين والمعطيات، خصوصا معطيات المؤسسات العمومية، قبل أن تقدم قائمة للقطاعات المعنية بشكل كبير بتحقيق أمنها الإلكتروني وعلى رأسها قطاع المالي، والنقل الجوي، والدفاع والمخابرات، ثم الاتصالات، كلها قطاعات ترى الدراسة الأمريكية أنها أكثر من يستثمر في مجال الأمن الرقمي.
تزايد اهتمام المؤسسات المغربية بمجال الأمن الإلكتروني دفع بالمؤسسات العالمية المختصة في حماية الأنظمة المعلوماتية إلى توجيه جهودها نحو القارة السمراء لتجد لها موطئ قدم في سوق مازال في طريق النمو حسب ما أكدته المؤسسة الأمريكية.