الشعب مالقا مياكل ونانسي عجرم صمات ملايين السنتيمات فرقصة واحدة باكادير

أليس من العيب في ظل حكومة الإسلاميين الذين لطالما تغنوا أيام المعارضة بشعارات مناهضة سياسة المهرجانات والرقص على حساب فقر المغاربة، أن تتواصل مسلسلات الضحك على الذقون من خلال حفلات تضيع فيها ملايين الدراهيم بل ملايير السنتيمات ؛ عملية حسابية بسيطة تظهر أنه عوض أن تدعم المجالس المنتخبة والدولة حفلات ماجنة بميزانيات ضخمة يمكن أن تستثمر في بنيات تحتية ترتقي بالبلد إلى مصاف الدول النامية، عوض أن يخرج بنكران ويسب آلاف المعطلين ويشتمهم ويشبعهم عصا القوات العمومية كان الأجدر به برمجة ما يتم تخصيصه للمهرجانات سواء كدعم الدولة عبر مؤسساتها أو المجالس المنتخب أو الخواص الذين يتم تغاضي الطرف عما ينفقونه من دعم ولا يتم احتسابه في قائمة الأموال المؤدى عنها ضريبية، لدعم تشغيل المعطلين وحث الخواص الذين ينفقون أموال باهظة في المهرجانات على خلق مناصب شغل للشباب.
كثير من الناس لا يفهمون مسألة أساسية هي أن دعم الخواص للمهرجانات هو دعم غير مباشر للدولة لتلك المهرجانات على اعتبار أن تلك الأموال لا يتم احتسابها أثناء المراجعات الضريبية وبالتالي تكرس لمبدأ تواطئ الحكومة مع الخواص. ولو رغبت الحكومة لفرضت على الشركات المانحة والمدعمة أولويات يجب دعمها كالبنيات الأساسية من طرق ومستشفيات ومدارس والبرامج التنموية كتوفير الماء والكهرباء وتحسين دخل الفقراء والطبقات الهشة و تطوير برامج ناجعة لتحسين الدخل وغير ذلك كثير . الحكومة لها من الإمكانات ما يمكنها أن تجد حلولا ناجعة لما وصلنا إليه من فقر وشاشة وتردي لمستوى الخدامات في بعض المؤسسات العمومية.
نانسي عجرم لم تغني سوى دقائق معدودات بمنصة الهواء الطلق بأكاديى، لتحصل على ما حصلت عليه من ملايين السنتيمات الله اعلم من وفرها، ومن أين أوتي بها، والواضح أن الخفي أكثر من الظاهر . كل الجرائد خرجت أمس واليوم بخبر فشل الحفل لكن موضوع الفشل أقل أهمية بكثير بموضوع ضياع ملايين مغرب ما تزال فيه مقومات التنمية غير متوفرة . الشعب المغربي ظهرت له حقيقة مهمة هي أن الإسلاميين ليست لديهم القدرة على النهوض بأوضاع البلد وعل محاربة الفساد.
معتصم لحسن – الجنوب24