أخبار جهويةأخبار وطنية

ما جدوى تنظيم جائزة “طروفيل” سنويا بأكادير، في سهرة باذخة بفندق خمسة نجوم،في نشاط رسمي يغيب عنه الفلاحون المعنيين بهذه الجائزة ؟

كل سنة تمر،إلا وتخلف جائزة”طروفيل”المنظمة سنويا بأكادير،انتقادات شديدة من قبل بعض الجمعيات الفلاحية الممثلة على الخصوص للفلاحين الصغار و المتوسطين ، لأن الجائزة أولا تنظم في سهرة باذخة وبفندق فخم من صنف خمسة نجوم عوض أن تنظم بالمناطق الفلاحية بسوس باشتوكة أو هوارة أو سبت الكَردان.

وثانيا تلقى ندواتها باللغتين الفرنسية والإنجليزية مع العلم أن معظم الفلاحين المنتجين لا يفهمون هاتين اللغتين،كما أن الجائزة أقصت اللغة الأمازيغية سواء في مطبوعاتها أو شعاراتها أو ندواتها وكان بالأحرى أن تلقى إما بالدارجة المغربية أو الأمازيغية لتعم الفائدة وتتم ترجمة ذلك بشكل فوري للضيوف الأجانب من الأوربيين والأفارقة.

وثالثا يغيب عنها الفلاحون المنتجون الحقيقيون بسوس في حين تحضر فيها الشركات والمقاولات والبنوك التي يكون غرضها فقط الربح والتسويق و مراكمة المال على حساب الفلاحين المنتجين الذين يعانون الأمرين من حيث تدني الثمن في الأسواق،وغلاء تكلفة الإنتاج من أسمدة وماء ويد عاملة،وغلاء الطاقة الكهربائية،وارتفاع الفائدة عن الديون…

ولهذا اعتبرالفلاح لحسن بولكيد رئيس جمعية منتجي ومصدر الخضر والبواكر بالمغرب فرع سوس،المدافع عن الفلاحين الصغاروالمتوسطين ،أن الجائزة هي فقط إشهار و تسويق وتلميع لصورة هذه المقاولات والشركات الممولة لهذه الجائزة.

وأنها لا تعنى لا من قريب ولا من بعيد بهموم ومشاغل الفلاحين المنتجين عامة الذي يعانون من أزمات عديدة،أزمة تدني الأثمنة بالسوق والتي يستفيد منها فقط الوسطاء،زيادة على ارتفاع أثمنة ماء السقي،وارتفاع فواتير الكهرباء،وغلاء الأسمدة ومصاريف اليد العاملة.

 بحيث إن الفلاح المنتج والمصدرفي آن واحد مطوق بمصاريف مضاعفة وأحيانا لا يسترد من إنتاجه ما تم صرفه في سبيل ذلك،في الوقت الذي نجد فيه الجهة المنظمة لجائزة طروفيل،تفتخربتوزيع هذه الشواهد ليس على الفلا حين الحقيقييين بل على تلك المقاولات والبنوك المستفيدة من أزمات هؤلاء الفلاحين الصغار والمتوسطين وأيضا من أزمات بعض الفلاحين الكبار.

وقال بولكيد في تصريحاته للجريدة لا داعي لتنظيم مثل هذه الجائزة للضحك على ذقون الفلاحين،إذا لم يحضرفيها الفلاح الحقيقي وتنظم بالمناطق الفلاحية التي تعرف إنتاجا في الخضروات و البواكر والفواكه لكي يحضر إليها جميع الفلاحين الصغار والمتوسطين والكبار بعين المكان.

وأن تعرف أيضا حضور جميع وسائل الإعلام الحقيقية دون انتقاء لأن الفلاحين المنتجين الحقيقيين ملوا من هذا التسويق المشبوه الذي تقوم بعض وسائل الإعلام الرسمية،لأنها لم تعكس حقيقة نبض الفلاح المنتج الذي تطوقه الديون والمصاريف والمتكبد لخسارات مالية فادحة…

وأكد أيضا أنه لا داعي لتنظيم جائزة في فندق خمسة نجوم،وفي سهرة باذخة،قيل عنها إنها لتثمين الفلاحة المغربية،وهذا بمثابة كذب على ما يعانيه الفلاحون المغاربة بمنطقة سوس،لذلك انسحبت السنة الماضية وهذه السنة،يقول بولكيد ،لأنني لا أريد أن أزكي مثل هذه الجوائز التي باتت في النهاية ضحكا على الذقون ليس إلا.

ودعا في نهاية تصريحه وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية أن تصحح مسار هذه الجائزة وأن تراقب ماليتها جيدا،وأن تجعلها في خدمة الفلاح المنتج وليس في خدمة اللوبيات بما فيهم الوسطاء الذي تسببوا في أزمات للفلاحين،وألهبوا جيوب المواطنين بأثمنة حارقة بسبب ارتفاع أثمنة الخضروات والبواكر و الفواكه في الأسواق.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: