أخبار جهوية

تالوين : حكاية اختطاف على طريقة الأفلام الهوليودية

تعود إرهاصات الحكاية إلى شهرين ، خلال فعاليات ما يسمى بالمهرجان الدولي للزعفران ، حيث قام وزير الفلاحة رفقة وفد كبير بزيارة لضيعة فلاحيه للزعفران متواجدة بدوار تلاغت جماعة سيدي حساين و هي مملوكة لشركة تأسست حديثا يراج أنها تابعة لهول دينك يضم العديد من كبار الأغنياء و من بينهم شخصية نافدة في وزارة الفلاحة ، كتمهيد لحكاية الاختطاف و من أجل وضعها في سياقها لابد من أن نستحضر حدثين كانا مقرونين بكواليس تلك الزيارة و انتهت بصدام بين رجل سلطة و مواطنين في دوار أضرضور إماديدن و انتهت بكشف مواطن عن سيناريو خطفه و حجزه و الاعتداء عليه و تهديده بالقتل .

خلال فعاليات المهرجان ، و بعيدا عن كل تلك البهرجة التي سعت إلى تلميع صورة عاصمة الذهب الأحمر ، و زرع الأمل و الاطمئنان المزيف في نفوس الفلاحين الصغار الفقراء المنهكين بسنوات من سوء تدبير ملفاتهم بدءا بحرمانهم من نصيبهم في الملايين من الدراهم التي صرفت لدعم و تطوير سلسلة الزعفران و انتهاء بمشاكل التسويق ، و هو ما أثار غضب الكثير من الفلاحين و من بينهم سكان دواري تلاغت و أضرضور حيث عبروا عن نيتهم – كل على حدا – في تنظيم وقفة احتجاجية سلمية بجانب الطريق التي سيسلكها موكب الوزير أملين لفت انتباهه و توقفه لمحاورتهم .

مربط الفرس بالنسبة لنا يبقى مرتبطا بما حدث في دوار اضرضور ، حيث أدى تدخل عون للسلطة إلى نسف الخطوة و إعدام أملهم و فرصتهم السانحة للتبليغ عن مشاكلهم و أحاسيس الغضب التي تتمالكهم حيال ما تعرفه عمليات الاستفادة من شبكة السقي بالتنقيط و توزيع بدور الزعفران و باقي المخططات المخصصة لتطوير سلسلة الزعفران التي يهيمن على تدبيرها لوبي انتخابوي في غياب لأي نوع من التشارك و التكافؤ في فرص الاستفادة ، لقد كان تدخل العون بمثابة النقطة التي أفاضت الكأس بخصوص سنوات من الممارسات اللامسؤولة و التي تجسدت حسب ما ورد في نص شكاية حصلت على نسخة منها ، موقعة من قبل سكان الدوار ، مرفوعة إلى عامل إقليم تارودانت يوم 12 نونبر 2013 ، تجسدت تلك الممارسات في عبارات السب و الشتم و الإهانة المستمرة للساكنة و استغلال السلطة لممارسة الريع في قضاء مصالحه الخاصة و إهمال و تعطيل مصالح المواطنين .

للإشارة فإن منطقة تالوين كغيرها من الكثير من مناطق المغرب العميق ، لازال أعوان السلطة يمتطون فيها صهوة سنوات الاستعمار الفرنسي و سنوات التاريخ الأسود للمخزن ، في التضييق على حرية المواطنين و مصالحهم ، و لازال بعضهم يتمتع بحرية التصرف بدون قيد أو رقيب في زمن العهد الجديد و الدستور الجديد … ، و لازال بعضهم ينعم بالامتيازات و العطايا فكيف نفسر عون سلطة عين حديثا مع انه في الخمسينات من عمره و حصل على بقعة أرضية من أراضي تندرج ضمن الملك العام للشعب و حيازتها لبناء منزل للسكن ، و هو نفس الشخص الذي جعل نفسه متأهبا لإفراغ غضبه في أي لحظة على من سولت له نفسه و هو ما كشف عنه خلال المسيرة التضامنية مع الطفلة سهام ضحية العنف المدرسي حين تدخل بشكل هستيري ينم عن الحقد أمام الملأ و طالب رجال الدرك لاعتقال فاعل و نعته بالزعيم ، إن أي مهتم بالشأن المحلي و مطلع على خباياه يمكن أن لا تثير استغرابه ، لكن اليوم لم تعد تنفع معها اللامبالاة بظهور حالة استثنائية تحمل قدرا كبيرا من الخطورة ، تعيد إلى أدهاننا حكايات سنوات الرصاص ، من اعتقالات و خطف و تعذيب و اغتيال للفاعلين الحقوقيين ، و هو ما عبر النظام ألمخزني عن طي صفحاته ، و فوجئنا بتجسيده مرة اخرى من طرف أدنى هياكل السلطة المخزنية .

ففي شكاية وقعها مواطن ينحدر من دوار أضرضور إماديدن جماعة سيدي حساين قيادة إسكتان دائرة تالوين إقليم تارودانت ، وجهها إلى وكيل الملك لدى ابتدائية تارودانت تتوفر صوت سوس على نسخة منها ، اكد فيها تعرضه للخطف و الضرب و الجرح و التهديد بالقتل ، فحسب أقواله فقد وقع ذلك يوم الثلاثاء 31 12 2013 حالي الساعة 14:30 حيث كان واقفا بجوار الطريق ينتظر وسيلة نقل تقله إلى السوق الأسبوعي إمغيض ، فإذا بسيارة بيضاء من نوع ترافيك تقف بمحاذاته و طلب منه السائق الذي كان إلى جواره شخص أخر أن يركب لإرشادهم إلى أحد الدواوير ، و لم يتردد في القبول ، و توالت الأحداث التي من خلالها ، لم يعي الوضع الذي كان فيه سوى عندما اكتشف أن هناك شخص ثالث كان مختبئا في المقعد الخلفي مقرب من عون السلطة الذي انقض عليه بعد أن حاول الفرار و انهال عليه بالضرب و قاده إلى منزل و اقفل عليه في غرفة ، ليعرضه لمختلف أنواع التنكيل و الترهيب و التهديد بالقتل ، و علم أن ذلك يأتي كمحاولة لتصفية حسابات بخصوص الشكاية التي سجلت ضد العون فيما قبل .

مباشرة بعد نجاته من الحادث ، قام الضحية بوضع ملفه لدى مصالح الدرك الملكي مرفقا بشهادة طبية ، كما راسل وكيل الملك في القضية ، و يأمل أن تتخذ العدالة مجراها و أن تولى قضيته باهتمام مستحق نضرا لخطورتها ، و بدورنا و إد نقف كطرف محايد في القضية إلا أننا نأمل الإسراع في فتح تحقيق جاد و مفصل في القضية ، كما نأمل وضع حد لأشكال استغلال السلطة من قبل مختلف هياكل السلطة و إلزامهم بالعمل وفق القانون و باعتبارهم مستخدمين لدى الشعب و يتلقون أجورهم من أموال الشعب ، كما نأمل أن تفتح التحقيقات في ملفات أساسية من قبيل مخططات و برامج وزارة الفلاحة الخاصة بسلسلة الزعفران ، و مشاريع ما يسمى بالمبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، و أشكال استغلال أراضي الدولة و السكن الإداري ، و إعادة النظر في سياسة تبذير المال العام في تدبير مهرجان الزعفران ، و التسريع في إنجاز البنيات التحتية الأساسية في مختلف جهات المنطقة و في مقدمتها قطاع الصحة و التعليم

تارودانت 24 : معاش عبد اللطيف

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: