أخبار جهويةأخبار وطنية

إنها تستحق أن تكون سيدة سنة 2015: ” الساخي أمينة ” ممرضة سيزيفية تتنقل بين الدواوير النائية لتتفقد المرضى المعوزين

الحسن البوعشراوي

كم هو جميل ان تجد إنسانة متواضعة تخدم مصالح العامية وخاصة في مناطق نائية ، هذا حبا للمهنة الشريفة التي تمتهنها ، انها الممرضة ” الساخي امينة ” التي تعمل بالمستوصف القروي لأملن التابع ترابيا لتافراوت ، والتي استطاعت ان تكسر كل الحواجز وقيود الطبيعة ووعورة المسالك لتتنقل بين وديان وفيافي وجبال المنطقة التي تضم اكثر من 46 دوارا ، وتتجول لوحدها بين هذه الدواوير وتتفقد المرضى الذين لا حول لهم ولا قوة ولا يقدرون على التنقل الى المستوصف القروي الوحيد الموجود باملن ، هذا راجع الى وعورة المسالك وزادها كون اهل المنطقة غالبيتهم معوزين وفقراء جراء الجفاف الذي ضرب المنطقة لسنوات متتالية .

ليس غرض هذه الانسانة هو المال او التجوال ، بل ان نبل عملها الشريف يسري في دمها وتتألم للإحصائيات الكبيرة التي تصلها من هؤلاء المرضى الذين لازموا ديارهم وغير قادرين على التنقل ، فتقرر الرحيل مستعملة كل الإمكانيات البسيطة التي تتوفر عليها من آليات ومعدات  غير خائفة من تقلبات الطقس من حرارة وأمطار ، غرضها هو الوصول ومد يد المساعدة وبوسائل نقل بسيطة فتجدها يوما تستعمل سيارة الاسعاف او يوما وسط السكان ممتطية سيارات الخطافة التي تقول هي عنهم أنهم ” عتاقة ” وليسوا خطافة .

تجدها في الدواوير ببذلتها البيضاء وصندوقها البسيط الذي يحتوي على ادوية ، تكشف الامراض للمرضى وتمدهم بالأدوية وبعض الاحيان تقوم بتتبع حالة النساء الحوامل وتمدهم بنصائح تفيدهم في فترة الحمل ، كما تقوم بتلقيح الاطفال دون تنقلهم الى المستوصف ، وان صادفها الظلام تستضيفها العائلات وتستمر في اليوم الموالي في عملها النبيل .

مثل الممرضة المثالية ” الساخي امينة ” يجب الاعتراف بمجهودها وعملها النبيل الذي تقدمة لاناس في مناطق نائية وقريبة منهم وتتألم لمرضهم وهي التي راكمت تجربة كبيرة في التمريض تجاوزت 13 سنة من الخدمة ، هي امراة سيزيفية تستحق اكثر من تكريم وتشجيعها على عملها المكلف والمضني الذي لا تكسر قيوده الا الإصرار السيزيفي الذي قل في زمننا الذي طاله الإهمال والتهميش .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: