أخبار جهويةثقافة وفن

مهرجان الدشيرة : احياء لفن الروايس وتكريم لرواد الاغنية الامازيغية وثقافتها

الحسن البوعشراوي …

تعيش مدينة الدشيرة الجهادية على مدى ثلاثة أيام على إيقاع الدورة الثامنة لمهرجان فن الروايس  ،الذي ينظم ما بين 30  نونبر و 02 دجنبر  الجاري بمبادرة مشتركة بين  المديرية الجهوية للثقافة لسوس ماسة درعة وبتعاون مع الجماعة الحضرية للدشيرة الجهادية .

ويروم المهرجان الى تحقيق جملة من الأهداف التي تأتي في مقدمتها العناية بفن “تيرويسا “كفن تراثي اصيل وكمكون أساسي من مكونات التراث الموسيقي ببلادنا ، كما تستهدف المساهمة في إنعاش الذاكرة الفنية للمنطقة ككل ولمدينة الدشيرة على وجه الخصوص سعيا لإعادة الاعتبار لهذا الفن ورموزه ومساهماته في ضمان استمرار يته وتشجيع الممارسين الجدد له ، وتسليط الضوء على هذا الفن الغنائي المغربي المتميز ، وما يواجهه من تحديات  .

وقد عرف يوم الافتتاح زيارة للمعرض المخصص للآلات الموسيقية والصور التي تؤرخ حياة مجموعة من الروايس الذين قضوا نحبهم او الذين لا زالوا على قيد الحياة ومستمرين في العطاء لهذا النوع الفني الامازيغي الأصيل ، والعجيب في الأمر هو الإقبال الكبير على هذا المعرض الذي عرف ازدحاما للزوار ، ومدى إعجابهم لمحتوى هذا المعرض من الات موسيقية قديمة واسطوانات لآلة “الفونو ” القديمة ، مع صور بالأبيض والأسود المبهرة ، والشواهد التقديرية والهدايا الرمزية والفخرية  ،  وكان الفضل لنجاح هذا المعرض راجع الى فنان معروف  مند أمد بعيد ، حيت كانت موهبته هي جمع كل الوسائل التي كان يوظفها الروايس القدامى من خلال مشاركاتهم في الحفلات والمهرجانات والأعراس بالمنطقة  ، منها الآلات الموسيقية كالرباب والوطار والطارة والناقوس والعواد …  وجمع الاسطوانات “فونو”  التي تحمل أسماء الأغاني واسم وصور اصحابها ، وكذا كل ما هو مهم في تاريخ هذا الفن الأصيل من وثائق وشجرات لأصل بعض شوامخ فن الروايس ، انه الفنان ” امزيل ابراهيم ” والمنتمي لمجموعة الفنان ” الحسن امنتاك” ، وصاحب محل لبيع الالات الموسيقية بأحد الأحياء بمدينة انزكان ، والذي سبق له ان شارك في عدة محافل ومهرجانات عبر معرضه القيم ، منهم معرض فاس للروايس ، ومهرجان تيكوين للروايس ، ومهرجان انمودا الثاني ، ومهرجان  الفنون الشعبية وخصوصا دورة الفنانة فاطمة تباعمرانت ومهرجانات التي تنظمها سنويا جمعية تايوغت بانزكان ،و مشاركته الفعالة في النسخ الكاملة لمهرجان ايكودار المنظم بادا وكنظيف .

واكد لنا معد هذا المعرض ” إبراهيم أمزيل ” ان الغرض من هذا المعرض ومشاركاته المتوالية في اغلب المهرجانات هو التعريف بهذا الفن الأصيل وما واكبه من تطور عبر الأزمان ، لا سواء في الآلات الموسيقية ولا في شكل ومادة الاسطوانات ، والتعريف بجزء مهم من الرعيل هذا او داك من فنانة الروايس ، وهمه الوحيد هو زرع وتحبيب هذا الفن لهذا الجيل او الجيل القادم ، ولخير دليل على نجاح معرضه هو الإقبال الكبير من الشباب الزوار لمعارضه اينما حل وارتحل ، ونوعية الأسئلة المطروحة عليه التي تبين شغف كل الاجيال الى الوصول الى المعلومة عن هذا الفن الأصيل ، الذي واصل الركب رغم مجموعة من الاكراهات والمعيقات التي تواجهه.

ابراهيم امزيل منظم المعرض
ابراهيم امزيل منظم المعرض

وبالموازاة مع الافتتاح ومع معرض الالات الموسيقية ، اقيم تقديم وتعريف بكتاب” ترويسا ” للإعلامي المرموق ” محمد والكاش ” ، كتاب قيم يؤرخ لتاريخ الروايس مند الرعيل الاول ، والغني في محتواه  بصور الروايس القدامى والآلات الموسيقية الموظفة أنداك ، هذا الكتاب سيعتبر مرجعا مهما للباحثين والمهتمين والطلبة للبحث عن المعلومة الكافية لهذا الموروث الفني الثقافي الأصيل ، كما تم توقيعه بحضور جمهور غفير وتحت تصفيقات مدوية، لينكب الجميع في الإسراع الى الحصول على نسخة من هذا الكتاب القيم مع دفع ثمن رمزي لصاحبة ، وبعد ذلك توقيعه من طرف محمد والكاش ، ليبقى توقيعة محبة عربون بين محبيه وشخصيته الفذة .

ومن خلال السهرة الافتتاحية تم تكريم الفنان” احمد امنتاك” والذي تتبعه جمع غفير من خلال المنصة الكبرى التي أقيمت بساحة الحفلات بالدشيرة ، ورغم الصقيع والبرد لم يغادر الجمهور الكبير ارجاء الحفل ، نظرا لقيمة الفنان المكرم احمد امنتاك والذي كان مند صغره مولعا بالغناء والشعر ، ليصبح بعد ذلك من امهر العازفين على الآلتين الوتريتين للروايس ” الرباب ولوطار ” وفي رصيده اشهر قصائده “الله الوطن” ، ” اكزاكالن ايموريك” أي نزلت الموسيقى الى الارض ، الفنان اعطى الكثير لهذا الفن وشارك في محافل ومهراجانات وقنوات إذاعية وتلفزية ، وداع صيته في الجبل والسهو ، ووسط الجالية المغربية بالخارج ، ليبقى محبوبا لذا الجماهير الامازيغية التي تصدح باسمه الواعد .

جانب من الاسطوانات المعروضة وبجانبها شجرة لرعيل من الوايس
جانب من الاسطوانات المعروضة وبجانبها شجرة لرعيل من الوايس

ومواكبة لهذا التكريم عرفت المنصة الشرفية توالي مجموعات فنية امازيغية معروفة وقدمت عروضا مهمة  منها المجموعة التراثية والرايسة فاطمة تاشتوكت والرايسة نعيمة بنت اودادن والرايس لحسن اخطاب والرايس العربي احيحي ، الذين شكلوا مجموعات تتبعها الجمهور بشغف كبير مرددين لحنها الشجي وكلماتها دات الوزن والمعاني الراقية   ، لتعلن منشطة السهرة “مونى بلهيم” صحفية باذاعة راديو بلوس في نهاية السهرة الاولى التي ارتاح لها الجميع ، ضاربة موعدا في الليلة القادمة ليوم السبت لسهرة واحدة وزاخرة لنوعية وقيمة المجموعات والفنانة المشاركين فيها ومنهم الرايسة كبيرة تباعمرانت  والرايس الحسين الباز والرايسة تتريت والرايس اوطالب المزوضي..

كما نشير ان برمجة هذا المهرجان تضم   ةىاليوم  السبت تنظيم ندوة فكرية على الساعة الخامسة بالمقر القديم لبلدية الدشيرة ، موضوعها ” فن الروايس ومشاكل القرصنة ” والتي سيؤتتها مجوعة من الأساتذة الباحثين والمهتمين بهذا النوع من الموروث الفني الثقافي الامازيغي  .

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: