أخبار جهويةالأخبارثقافة وفنربورطاجاتصحافة واعلامصوت وصورة

أكادير تحتضن أكبر معرض جهوي بمشاركة أكثر من 180 عارضًا وعارضة من مختلف أنحاء الجهة

باسين عبد العزيز

تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، شهدت ساحة الأمل بمدينة أكادير انطلاق فعاليات المعرض الجهوي للاقتصاد الاجتماعي والتضامني، الذي تنظمه جهة سوس ماسة بشراكة مع وزارة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، وذلك بحضور وازن لشخصيات رسمية ومسؤولين على أعلى المستويات. وقد تميز هذا الحدث الاقتصادي والاجتماعي الكبير بمشاركة واسعة تجاوزت 180 عارضًا من مختلف أقاليم الجهة، ما يعكس أهمية القطاع ودوره في تعزيز التنمية المحلية ودعم الحرفيين وأصحاب المشاريع الصغرى.

حفل الافتتاح شهد حضور،فاطمة الزهراء عمور
وزيرة السياحة والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، ولحسن السعدي كاتب الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، إلى جانب والي الجهة السيد سعيد امزازي، وكاتب الدولة الحسن السعدي، ورئيسة الجهة كريمة أشنكلي، إضافة إلى رئيس المجلس الإقليمي وعدد من الفاعلين الاقتصاديين والاجتماعيين. هذا الحضور الوازن يعكس الاهتمام الكبير الذي توليه الجهات المسؤولة لتنمية الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، باعتباره ركيزة أساسية للنهوض بالاقتصاد المحلي وخلق فرص عمل مستدامة.

المعرض لم يكن مجرد فضاء للعرض والتسويق، بل كان ساحة نشطة تعج بالحركة، حيث تنوعت المعروضات بين الحرف اليدوية التقليدية والصناعات الفلاحية، مما أضفى عليه طابعًا متميزًا يجمع بين الأصالة والمعاصرة. كان للحرف التقليدية حضور قوي، إذ شارك العديد من الصناع التقليديين، من بينهم الحرفيون المتخصصون في النقرة والسبيكة، الذين قدموا إبداعاتهم في مجال الحلي المغربي التقليدي، وهو فن عريق يعكس التراث الغني للمملكة. كما حضر الصنايعي العمراوي ايدر، الذي أدلى بتصريح لجريدة “الأخبار المغربية”، متحدثًا عن جولاته العالمية التي قام بها بفضل الصناعة التقليدية المغربية، مبرزًا أهمية هذا القطاع في الترويج للهوية الثقافية للمغرب.

 

ولم تقتصر العروض على الصناعات التقليدية فقط، بل شملت أيضًا المنتوجات الفلاحية والعطور وصناعة الزرابي، إلى جانب أروقة خاصة ببائعي التمور، الحناء، والملحفة المغربية الفم زكيتيه، التي أضفت لمسة خاصة على المعرض وأكسبته طابعًا مميزًا، جذب اهتمام الزوار والمتسوقين الذين أبدوا إعجابهم بجودة المنتجات المعروضة. هذه التوليفة المتنوعة عكست الغنى الثقافي والاقتصادي للجهة، وأكدت على الدور المحوري الذي يلعبه الاقتصاد الاجتماعي والتضامني في تعزيز الهوية المحلية وتحقيق التنمية المستدامة.

إلى جانب العروض التجارية، شكل المعرض فضاءً للتبادل المعرفي والتكويني، حيث تم تنظيم مجموعة من الندوات والمحاضرات والدورات التكوينية لفائدة العارضين والعارضات، تحت إشراف خبراء وطنيين وجهويين. هذه اللقاءات ناقشت سبل تطوير القطاع، التحديات التي تواجهه، والفرص المتاحة للنهوض به، خاصة في ظل التحولات الاقتصادية المتسارعة التي تتطلب تكيفًا مستمرًا مع متطلبات السوق.

الزخم الكبير الذي شهده المعرض لم يكن مجرد تفاعل بين البائعين والزبائن، بل كان فرصة ذهبية لتعزيز التواصل بين الفاعلين في مجال الاقتصاد الاجتماعي والتضامني، ولبناء شراكات جديدة تهدف إلى تطوير المشاريع وتعزيز مكانتها في السوق الوطنية والدولية. فمن خلال هذه التظاهرة، تمكن العارضون من التعريف بمنتجاتهم وخدماتهم، واكتشاف فرص تمويل جديدة، والاستفادة من التجارب الناجحة التي تم عرضها ضمن الأقطاب المخصصة للمؤسسات الداعمة والمجتمع المدني.

هذا الحدث، الذي سيمتد من 15 إلى 21 فبراير 2025، يعتبر منصة حقيقية للنهوض بالاقتصاد المحلي، حيث أتاح للحرفيين والفاعلين في القطاع فرصة إبراز مهاراتهم وإبداعاتهم، وتعزيز مكانة الاقتصاد الاجتماعي والتضامني كدعامة رئيسية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية. نجاح هذا المعرض يعكس بوضوح مدى الديناميكية التي يتمتع بها هذا القطاع، ومدى الإقبال المتزايد على المنتجات التقليدية والفلاحية المغربية، التي تظل شاهدًا حيًا على غنى الموروث الثقافي والحضاري للمملكة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: