أكادير…تحلية مياه البحر أسلوب ناجع لتلبية الطلب المتزايد على الماء

في ظل المشاريع الفلاحية المهيكلة التي عرفتها جهة سوس ماسة و التعريف بالأهداف الإستراتيجية لمخطط المغرب الأخضر و أهداف المخطط الفلاحي الجهوي ، الممنوحة للقطاع الفلاحي ، بقائمة أهدافه ومضامينه، وذلك من أجل طموح أساسي للمحافظة على الموارد المائية و تثمينها، مع الحرص على ضمان رأس المال المستثمر في الفلاحة التصديرية.
عقد المكتب الجهوي للإستثمار الفلاحي لسوس ماسة، صباح يوم الأربعاء 27 دجنبر الجاري بقاعة الاجتماعات ، ندوة صحفية لتسليط الضوء حول مشروع تحلية مياه البحر لاحتياجات السقي والتزويد بالمياه الصالحة للشرب في منطقة سوس ماسة.
وفي هذا الإطار، قدم عرض شامل حول مشروع تحلية مياه البحر لتلبية احتياجات السقي وإمدادات مياه الشرب، لمواجهة تحديات التدبير المائي في المنطقة، والحفاظ على النشاط الفلاحيا لمزدهر والاستثمارات ذات الصلة، حيث أن تزايد الضغط على الموارد المائية التقليدية سواء منها السطحية أو الجوفية يشكل تحدي حقيقي أمام التنمية المستدامة في المنطقة. ولمواجهة هذا التحدي قررت كل من وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات والمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب تجميع جهودها في إطار المشروع الكبير لتحلية مياه البحر لتلبية احتياجات الري ولتوفير مياه الشرب في المنطقة بطاقة إنتاجية نهائية تبلغ 400 ألف متر مكعب في اليوم.
يعد هذا المشروع، الأكبر من نوعه في العالم من حيث القدرة الإنتاجية المشتركة لحاجيات الري والتزويد بالماء الصالح للشرب، كما أنه ينسجم تماما مع بيئته الطبيعية، وسيشكل رافعة لتحقيق النمو الاجتماعي والاقتصادي المستدام للمنطقة بأسرها. ومن المقرر أن يبدأ تشغيل المشروع في نهاية عام 2020، حيث سيؤمن إمدادات مياه الشرب لمنطقة أكادير الكبرى وسيوفر مياه الري للزراعة المسقية ذات القيمة المضافة العالية، حيث تبلغ المساحة المسقية من هذه الفرشة حوالي 17500 هكتار.
وقت سجلت فرشة اشتوكة عجزا ب 60 مليون متر مكعب سنويا بسبب الإستغلال المفرط، ويحتسب هذا العجز بناء على الفرق بين الكميات المستعملة سنويا و الموارد القابلة للتجدد، وينجم عن تفاقم هذا العجز الذي يهدد استمرار الأنشطة الفلاحية بالمنطقة.
ومن جانب آخر، فإن تزويد أكادير الكبير بالماء الشروب يتم حاليا انطلاقا من المياه الجوفية لفرشة سوس و المياه السطحية المجمعة بواسطة سدي عبد المومن و مولاي عبد الله.
هذه المياه المعبأة تتعرض بشكل مستمر و متفاقم لانخفاض حجمها نتيجة تكرار دورات الجفاف في المنطقة خلال العقود الأخيرة، الشيء الذي ينذر بوصولها إلى مرحلة العجز عن الإستجابة للطلب على الماء الشروب و الصناعي، هكذا ونظرا لعدم توفر موارد مائية عادية إضافية قابلة للتعبئة، فإن اللجوء إلى تحلية مياه البحر صار حالا لا محيد عنه لمواجهة الطلب المتعاظم في الجهة سواء على الماء الشروب أو مياه الري.
في هذا السياق كان المكتب الوطني للكهرباء والماء يعتزم إنجاز وحدة لتحلية مياه البحر بقدرة إنتاجية تصل إلى 100000 متر مكعب يوميا ( 1150 لتر في الدقيقة) قابلة للتطور إلى 200000 متر مكعب يوميا ( 2300 لتر في الدقيقة) وذلك بهدف تغطية حاجيات الجهة من الماء الشروب في أفق 2030، ويتعلق الأمر بمشروع ” أكادير “