تفاجأ عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام الأخيرة بحجب حساباتهم الفايسبوكية

تفاجأ عدد من نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام الأخيرة بحجب حساباتهم الفايسبوكية ، حيث عمدت إدارة موقع التواصل الاجتماعي الشهير إلى توقيف حسابات الكثير من المغاربة و حجبها لأسباب ظلت مبهمة و لم يتم توضيحها من طرف الفايسبوك.
و من بين المتضررين من حجب حساباتهم الفايسبوكية النشيطة نذكر الصحفي رضوان الرمضاني و عمر الشرقاوي و الفاعلة السياسية فدوى الرجواني و آخرون بعدما تعرضوا لموجة من عمليات التبليغ لدى ادارة الفايسبوك.
و في هذا الصدد ، أكد يوسف سعود الخبير في الشؤون التكنولوجية و المعلوماتية في تصريح صحفي بأن خاصية التبليغ أصبحت تستخدم في تصفية الحسابات الفايسبوك ، مضيفا بأنه قد آن الأوان لمارك زوكيربورغ أن يعيد فيها النظر لأنها غدت سلاحا كثير الاستخدام.
و تحدث سعود أيضا خلال تصريحه عن الدوافع التي تجعل بعض الحسابات تتلقى سيلا من الهجمات “المنظمة” و “المنتقاة” حيث صرح بأن هذا الأمر يطال الكثرين، فيمكن أن تختلف مع صديق في مباراة لكرة القدم ويعبئ ضدك عبر التبليغ فيتم حذف حسابك أو توقيفه.
و تساءل ذات المتحدث عن التناقضات الكثيرة التي تحدث بخصوص عمليات “السينيال” ، مضيفا “لماذا لا يضع مارك أسماء الحسابات التي قامت بالتبليغ و هكذا لن يستطيع الكثيرون التبليغ لأن اسماءهم ستظهر وبالتالي سيتفادى الكثيرون هذه الخاصية أو الظهور بشكل علني وحتى إن كان مدعي فأسماء المبلغيين ستحدد ذلك”.
و كتب الناشط الجمعوي حماد الكبير رئيس جمعية متخصصة في الجريمة الإلكترونية بمختلف أنواعها و تنشط بشتى دول العالم تدوينة فايسيوكية تطرق من خلالها لحجب حسابات عدد من المشاهير المغاربة ، حيث أكد بأن “ما يقع في الفايسبوك يضر بصورة كبيرة مصداقية هذا الموقع و يجب تدارك الأمر قبل فوات الاوان من ادارة الفايسبوك”.
و أضاف لكبير في تدوينته: “باعتباري رئيس جمعية تحارب الجريمة الالكترونية بشتى انواعها، تعرفها ادارة الفايسبوك و خصوصا فرعها بمدينة النت بدبي، سنراسل غدا ادارة الفايسبوك للاحتجاح على مسح عدة حسابات بدون سبب يخالف قوانين الموقع”.
اما عن خلفيات هاته الحملات المنظمة بحجب حسابات شخصيات اشتهرت بمواقفها الجريئة و الشجاعة في عدد من المواضيع ، فقد أكد حماد لكبير بأن هناك احتمالين ، “أولهما أن ادارة الفايسبوك تلجأ للتعاطي الاتوماتيكي مع كثرة الاشعارات و الثاني أن هناك مغربي يشتغل بإدارة الفايسبوك و يقوم بمسح الحسابات مستغلا كثرة الاشعارات و ذلك ان لديه تبرير لتفعيل الاشعارات”
اما الناشطة أسماء فاخوري فقد كتبت تدوينة هاجمت من خلالها “جيوش السينيال” كما أسمتهم جاء فيها “لقد تم توقيف حسابي رضوان الرمضاني وفدوى الرجواني و سنيالاو الحسابات ديال الأشخاص اللي داروهم في اللائحة السوداء ديال الإنقلابيين”.
و أضافت الناشطة المعروفة بمواقفها المثيرة للجدل “كاينين شي عشابة طالبوا الملك محمد السادس بإعدامنا و اللي طالب بنفينا من المغرب حيت كان عندنا رأي مختلف في قضية تركيا، ما غديش نهدر على الكومنطيرات اللي شبعانة سب فينا وفي واليدينا والدعاء بخرابنا وموتنا”.
و ختمت أسماء تدوينتها برسالة مباشرة لمن يضيعون وقتهم في التبليغ عن حسابات فايسبوكية تختلف معهم في الرأي عوض الانشغال بأمور تفيدهم في مستقبل حياتهم ، حيث كتبت “مازلت مصرة على الفكرة ديالي، لا ديمقراطية مع حكم العشابة و من لا يعترف بالديمقراطية”.
بدوره علق الناشط محمود اعبابو على ظاهرة حجب بروفايلات نشطاء الفايسبوك المغاربة من خلال تدوينة جاء فيها “في كل مرة وكموجات المد والجزر يخرج علينا دعاة الرأي الواحد والمتعصبون بنكهة ” سكت راك كتعصبني” وربما أيضا ” لا تقترب من أصنامي” بحملات تبليغ منظمة في الغالب تتم بتسيق عبر مجموعات سرية أنشئت لهذا الغرض، تغلق على اثرها بروفايلات”.
و وجه اعبابو أيضا رسالة من خلال تدوينته مفادها “لهؤلاء أقول بأن مملكة مارك يا صديقي المتعصب ليست ضيعتك الخاصة وأعتقد أن مارك جزاه الله خيرا وضع لنا جميعا خاصية بسيطة لكن تأثيرها كبير وأجرها أكبر إسمها “زر البلوك” ، ستغنيك عن الضغط الدموي والعصبي الذي تحس به كلما قرأت منشورا تعتبره أنت مستفزا و يمس فكرة “فرقتك الناجية” والمقصود هنا بالناجية ليس المفهوم الهارب والقادم من نجد والحجاز، بل ببساطة هو كل تجمع وفكر يرفع شعار نحن ولا أحد”
و كتب صاحب التدوينات التي تحظى بنسب مشاهدة كبيرة أيضا في حسابه “يا صديقي ماذا لو كان النقاش في الواقع ؟؟ هل كنت ستحمل سيفا تقطع به رأس المخالف ؟؟ فلنقدم جميعا طلبا لمارك من أجل انشاء زر فجّر أو “فركع” حتى تنعم أنت وصحبك بحلاوة الرأي الواحد و الوحيد ، دمت مريضا كما تحب لنفسك”.
و انضم الصحفي الجيلالي بنحليمة لقائمة المعقبين على ظاهرة حجب بروفايلات المغاربة بالقول “تقنيا اخبرني احد العارفين أن حذف حساب في الفايس يلزمه 5000 تبليغ من مستخدمي الفايس، لكم ان تتصوروا هذا الاتفاق الغريب الذي يحصل فقط لإخراس صوت مختلف والمبلغين عادة هم الذين يدافعون في العلن عن الديمقراطية والحق في الاختلاف و شرعية الصناديق”.
اما عمر الشرقاوي الذي تعرض بدوره لعملية حجب بروفايله بالفايسبوك بعد عملية تبليغ منظمة ضده قبل ان يسترجعه ، فقد كتب تدوينة جاء فيها “سواء كان التبليغ لاعدام الحسابات الفيسبوكية للمخالفين من تخطيط الدولة او الجماعات او الافراد فهو ينم عن جينات داعشية ممزوجة بمقدار كبير من التحكم والإرهاب الفكري”.
هذا و تجدر الإشارة إلى أن الفايسبوك لا يملك لحدود الساعة اي وسيلة معقولة و منطقية تمكن من رد الحساب الملغى او المبلغ عنه لصاحبه و المسطرة المعتمدة غير واضحة و غير فعالة و لا تضمن اي شيء لصاحب الحساب المبلغ عنه وفق عدد من المتخصصين في هذا المجال.
هبة بريس – ياسين الضميري