اخبار العالمالأخبارمتابعات

شهادات صادمة لأسرى مغاربة في سجون البوليساريو حكوا عن 15 شكلا للتعذيب في “مراكز بوليساريو” تتراوح ما بين النفسي والعقلي والبدني

للسجناء المغاربة العائدون من بوليساريو معاناة مع الاعتقال والتعذيب،جلهم قضى ما يربو عن نظير عمره وقت اعتقاله. توقفت فترة سجنهم فيما يسمى لدى بوليساريو بـ”المراكز” وعادوا إلى ذويهم، ليجدوا معاناة أخرى لمتخطرلهم على بال.

 فقد جر هؤلاء معهم أمراض وعللا في الصحة والبدن، وصعوبات في الاندماجداخل المجتمع، مع ما استتبع ذلك من غياب أي تعويض لهم،وحتى مداخليهم المالية ما تزال محدودة.

موقع “أكابريس” ينقل إلى قراءه، شهادات صادمة لبعض من هؤلاء الأسرى داخل سجون البوليساريو الذين التقاهم الموقع…آلام وأمال تنتظرهم، في انتظار جبر ضررهم الفردي والجماعي.

وللتعذيب أشكال وأصناف يحكي محمد السجين والضابط السابق والبالغ من العمر 48 سنة أنه يجري تقسيم السجناء المغاربة بكرة كل صباح. “كايحسبونا ويقسمونا لفرق ومجموعات”، هناك من يشحن ويفرغ المواد الغذائية القادمة لدى المنظمات الدولية في
سياق المساعدات، ومختلف الحمولات عسكرية كانت أم مدنية، وهناك من يحفر
الآبار والخنادق التي كان البوليساريو يتخذها مخابئ للسلاح، وآخرون يشتغلون في المزارع والبناء” كلشي فابور بلا ريال بلا جوج”.

يؤكد محمد أحد المعتقلين الذي قضى نحو 24 سنة ونيف في سجون تندوف،غير أن
محمد عقب وقال “كنت ملي كانخوي شي كاميو ديال الدقيق، وعارف راه الشيفور ما شي من بوليساريو، كاندوز ليه 10 خناشي ديالوا و 10 ديالي باش يبيعهوم
ليا ويجيب لي الفلوس”.

يقول علي عسكري تم اعتقاله في حسرة وتعسر ” بزاف داكشي لي كانو كايديرو
لينا”، كان التعامل معنا يتم بممارسات سادية  كالتجويع والمنع من العلاج والتطبيب وغياب النظافة وأخذ الدم كرها لفائدة المؤسسات الجزائرية، بل من الأسرى من “يسلب” دمه قسرا خمس مرات في الشهر، خاصة من يتوفرون على فصيلة دموية نادرة، مما تنتج عنه مضاعفات صحية غير مأمونة العواقب، إضافة إلى ضعف في التغذية التي كانت قليلة وتتزاوج ما بين العدس والأرز”، وإكراه المرضى على العمل الشاق والمضني، مع إنزال العقوبات الجماعية والضرب الفضي إلى إحداث تشوهات جسدية على الأسرى، وفي أحايين إلى الموت، “ما زال كنتفكر شي صحابنا الله يرحمهم ماتوا قدامنا غير بالعصى والجوع والقهر، الله  يرحمهم” يختم محمد كلامه قبل أن يتوقف عن الحديث وعيناه ذرفتا
دمعا.

يسترسل في الحديث ويقول : ” كانوا يجرونا بالماكينات الكبار ، كيديرو حبل في الأيدي أو الأرجل، وكاين لي كايموت، شفتهوم بعيني أو قدامي”، كما يقوم الضباط الجزائريين باستنطاق الأسرى المغاربة تحت التعذيب، وحيث “السب والشتم والإكراه على العمل الدعائي المعادي للوطن، إذ يكتبون مناشر، ويطالبون الأسرى بقراءتها في التلفاز تحت الضغط والإكراه، “باش يبينوا للناس بلي كانكرهو المغرب” على حد قول محمد “ماكايخليونا نصيلو، وكايعذبونا بزاف في المناسبات الدينية والوطنية المغربية والأسرى كلهم حاضرين، باش نويلو كانخافو منهم، ونصدقوهوم في كاع لي تايكولوه وكايأمنوا به” يحكي السجين السابق عبد الله الذي قضى ربيع عمره في سجون مخيمات لحمادة.

عدد من الأسرى الذين التقاهم موقع “أكابريس” في أكادير قالوا إنهم كانوا “محرومين من مراسلة العائلات منذ الاعتقال إلى وقف إطلاق النار سنة 1991،وحتى بعده “كاين ما كايوصلنا غير القليل كلشي مراقب الرسالة إلى بغيتي ترسلها للعائلة خصها تكون محلولة، يقروها عجباتهوم تمشي ويدوزوها إلا ما عجباتهومش يقطعوها، ونفس الطريقة كانوا كيديروها مع الحوايج لي كانت عائلاتنا كاتصيفتها لينا عبر تونس والجزائر بواسطة الصليب الأحمر”، أضف إلى ذلك يقول السجناء الناجون من موت محقق لـموقع “أكابريس” أنمسؤولي المراكز/المعتقلات يزرعون الفتنة والتفريق بين الأسرى “الجنود
والضباط”،عبر إعمال سياسة “فرق تسد الاستعمارية”.

وتتوزع معتقلات البوليساريو أو ما يسمى لدى هذا الأخير بـ”المراكز” ما بين حمدي باشيخ الرابوني و9يونيو والداخلة والسمارة والعيون وأوسرد وتيفاري.

 15  شكلا للتعذيب بين النفسي والمعنوي والجسدي روى عدد من الأسرى المغاربة المفرج عنهم لموقع “أكابريس”، أنالبوليساريو تتفنن في أشكال التعذيب التي تتراوح ما بين  شحن وإفراغ المواد الغذائية القادمة لدى المنظمات الدولية في سياق المساعدات، ومختلف الحمولات عسكرية كانت أم مدنية؛ وكذا توظيف المعتقلين المغاربة في  حفر
الآبار والخنادق التي كان البوليساريو يتخذها مخابئ للسلاح؛ والعمل مجانا في المزارع.
 كما يتم تشغيلهم في مختلف أشكال البناء، وفي حقهم تمارس أشكال سادية نظير التجويع والمنع من العلاج والتطبيب وغياب النظافة وأخذ الدم كرها لفائدة المؤسسات الجزائرية، بل من الأسرى من “يسلب” دمه قسرا لخمس مرات في الشهر، خاصة من يتوفرون على فصيلة دموية نادرة، مما تنتج عنه مضاعفات صحية غير مأمونة العواقب، أضف إلى ذلك هزالة وضعف التغذية التي كانت قليلة وتتزاوج ما بين العدس والأرز.

كما يتم إكراه المرضى من الأسرى على العمل الشاق والمضني، مع إنزال العقوبات الجماعية والضرب الفضي إلى إحداث تشوهات جسدية على الأسرى، وفي أحايين أخرى إلى الموت، وعبر الجر بالآليات عبر وضع حبل على مستوى اليد أو الرجل، أفضى إلى موت عدد من الأسرى.

كما يقوم الضباط الجزائريين باستنطاق الأسرى المغاربة تحت التعذيب، ويتعرض الأسرى المغاربة للسب والشتم والإكراه على العمل الدعائي المعادي للوطن، إذ يكتبون مناشير ويطالبون الأسرى بقراءتها تحت الضغط والإكراه، كما يتم حرمانهم من وسائل الإعلام المكتوبة والمسموعة، وتنفذ في حقهم محاولات غسل الدماغ والشحن الإيديولوجي في سياق الحرب بين محور الشرق والغرب آنذاك عبر لقاءات ومحاضرات مباشرة لتحريض الأسرى المغاربة ضد بلدهم.

هذا، ويحرم الأسرى المغاربة من مراسلة العائلات منذ الاعتقال إلى وقف إطلاق النار سنة 1991، وحتى بعده عبر الرقابة الممارسة على الرسائل الصادرة أوالواردة، ويتم زرع الفتنة والتفريق بين الأسرى “الجنود والضباط”، عبر إعمال سياسة “فرق تسد الاستعمارية”.

 وبينما يمنع الأسرى المغاربة من ممارسة الشعائر الدينية، يزيد البوليساريو في مضاعفة التعذيب إبان المناسبات الدينية والوطنية المغربية على مرأى ومسمع من الأسرى جميعهم ووسط مخيمات الذل والعار.

كيف يقضي الأسرى يومهم ؟
من تحدثوا إلى موقع “أكابريس”  من السجناء العائدين قالوا إن الاستيقاظ يكون حوالي الساعة الخامسة والنصف صباحا، ” كيسحبونا بحال الغنم، وكايقسمونا لمجموعات في وسط المركز”، قبل أن يعقب السجين محمد عن سؤال لـموقع “نفيس.كوم” لماذا هاته العملية؟ “راه كانو ما كيعرفو يحسبوا، أو كيقسمونا 40 في كل مجموعة قصد القيام ليشرع في توزيعنا على فرق للقيام بالأعمال اليومية، فريق يذهب إلى المزارع للقيام بالأشغال الفلاحية، وفريق إلى الهلال المركزي قصد شحن المساعدات الدولية وتفريغها، فريق آخرإلى موقع يسمى “العرض” مخصص للصحافة، ورابع لشحن وتفريغ التجهيزات
العسكرية وقنينات الغاز وغيرها وهكذا دواليك، وكانت كل مجموعة تصل إلى نحو مائة فرد ويمكن أن تقل عن ذلك حسب طبيعة الضغط على العمل والفصل. 

يسترسل الأسرى المغاربة في القيام بهاته المهام في الخلاء إلى حدود مغرب الشمس، على أن عمل فرق أخرى  يستمر حتى التاسعة ليلا، ” كانا عرقانين والشمس شاعلة ، المهم خصك ما تبقاش جالس”.

العودة إلى المركز تتطلب من جديد، عد جميع الأسرى في باب المركز وإدخالهم إليه، يتم تناول وجبة العشاء داخل المركز زهاء الساعة السابعة مساء، ليتم عد السجناء الأسرى من جديد طوال الليل في الساعة العاشرة والثانية عشرة ليلا، والثالثة صباحا على خلفية “الحرمان من النوم، ولي ما ناض كاياكل العصا”، نفس السيناريو يتكرر سبعة أيام على سبعة أيام  وعلى مدى كل عام، “كاين لي دوزها 25 سنة وكاين لي 24 سنة، كلها أوحضو”.
صدمات وكدمات ما بعد العودة
“كل من عاد إلى أحضان أسرته وعائلته، حمل معه على الأقل مرضين مزمنين “.

هذه خلاصة سنوات الاعتقال كما ورد على لسان  السجناء العائدين، “منهم من قضى نحبه بسببها في غياب الرعاية الصحية له منذ أيام، كحالة بوجمعة المنحدر من أمزميز الذي كان يشكو من سرطان في الرئة وأحمد اليزمي القاطن بحي الشهداء في أيت ملول بضواحي أكادير قيد حياته، ومنهم من ما يزال يشكو المرض كحالة مالك مرابط من تارودانت الأسير المعتقل سنة 1978 والمفرج عنه عام 1989 الذي يعاني من مرض الربو الحاد والأب لخمسة أبناء بمعاش يصل إلى 1200 درهم مع احتساب التعويضات العائلية. “المعاش لا يكفي لسد الرمق اليومي للمعيشة، فبالأحرى أن يتم صرفه في علاج الأمراض التي نقلناها في فترات اعتقالنا كالروماتيزم الحاد وأمراض الكلي وأمراض المعدة وقرحتها وأمراض السكري، وأمراض أخرى غير محصورة العدد والصنف” يقول مرابط.

ثالثة الأتافي، من وجد زوجته متزوجة بأخته فأنجبت أطفالا من صلب شقيقه،ومنهم من بنت أسرته بيتا براتبه التي كانت تتقاضاه أسرته طيلة فترة أسره وتبرأت منه، ومنه ترك عرضه للشارع وغير ذلك كثير من المآسي التي خلفتها سنوات الأسر في غياب أي دعم نفسي أو مساعدة اجتماعية تخفف من المعاناة التي لم تندمل جراحها بعد حسب قولهم.

 مطالب آنية للأسرى العائدين
تتلخص مطالب الأسرى المغاربة العائدين من سجون تندوف في  رد الاعتبار النفسي والمعنوي لهم ، وتعويضهم عن سنوات الأسر، وكذا  جبر ضرر ضحايا الاعتقال من المتوفين والمعاقين والمصابين بالأمراض والعاهات المستديمة، على علة أن ما يتقاضاه الأحياء اليوم لا يكفي لتغطية نفقات التمريض والتطبيب.
 كما يطالب الأسرى المغاربة المفرج عنهم بتسيير اندماجهم في المجتمع وتوفير المتابعة الصحية، وفي الآن نفسه منح تعويضات للمدنيين الذين لا يتجاوز عددهم 120 فردا، و تعميم الاستفادة من رخص النقل والعمل على مساعدتهم من أجل توفير السكن والترقية؛ فضلا عن الاستفادة من تعويضات التنقل بالنسبة للعسكريين.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: