اكادير :بحث لنيل شهادة الماستٍر تحت موضوع “المبادرة الوطنية للتنمية البشرية و حماية التراث ( عمالة انزكان ايت ملول نمودج )

مدينة اكادير : محمد امنون
عرفت يوم السبت الماضي إحدى قاعات كلية الآداب و العلوم الانسانية بجامعة ابن زهر بأكادير مناقشة رسالة لنيل دبلوم الماستر في الماستر في وحدة الجنوب المغربي : تراث وتنمية ، تحت عنوان :” المبادرة الوطنية للتنمية البشرية و دورها في حماية التراث -عمالة إنزكان أيت ملول نموذجا ” من إعداد الطالب الباحث احمد عديدي ، وهو أحد أبناء مدينة انزكان ، حيث أطره في بحثه الدكتور عبد الواحد اومليل . فيما تكونت لجنة المناقشة إضافة إلى الأخير كل من الدكاترة مبارك ازارا و عبد الله ابودرار و رشيد الخو . و من أبرز النقاط التي تطرق لها الطالب في بحثه نجده في محوره الاول يتداول في الإطار النظري لورش المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالإقليم مع إبراز أهم اجهزة الحكامة للورش والفاعلين المتدخلين فيه .. و قد قسم تناوله لهدا الجانب الى جزئين : الجزء الاول تناول فيها عمالة إنزكان أيت ملول معطيات عامة، حيث قام بالتعريف بخصوصيات العمالة والجماعات الحضرية الكبرى بها و هي نفسها المستهدفة في إطار برنامج محاربة الإقصاء الاجتماعي بالوسط الحضري ( إنزكان،ايت ملول، الدشيرة الجهادية، القليعة) و هي الاحياء الحضرية بالإقليم المستهدفة في إطار برنامج محاربة الإقصاء الاجتماعي بالوسط الحضري ، بينما لم تستهدف الجماعات القروية إلا في البرنامج الأفقي .
كما تناول الطالب في الجزء الثاني من المحور، أسس وأليات واجهزة وبرامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، حيث قام بتعريف المبادرة من خلال تقديم عام ، ثم بالسياقين الداخلي و الخارجي والتعريف بمفهوم التنمية ومراحلها، ثم التطرق لأليات التفعيل و المتابعة في ورش المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، خاصة المقاربتين التشاركية و المندمجة كآليتين ترتكزان عليهما المبادرة. فيما اشار ان برامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية تنقسم إلى أربعة، وتمت إضافة برنامج التأهيل الترابي في المرحلة الثانية 2011-2015 وهذه البرامج هي :برنامج محاربة الإقصاء الاجتماعي بالوسط الحضري ويقابله في المجال القروي برنامج محاربة الفقر بالقرى بينما برنامج الهشاشة يعنى بفئات تعرف هشاشة قصوى، أما البرنامج الأفقي فهو يغطي جميع المناطق التي لا تدخل سواء في برنامجي محاربة الفقر بالقرى أو محاربة الإقصاء الاجتماعي بالوسط الحضري، وفي أخر الفصل الثاني تطرق إلى مصادر تمويل مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية .
الى دلك تناول البحث في محوره الثاني موضوع المبادرة والعمل الجمعوي والتراث الثقافي والطبيعي: أية علاقة؟ وأية حصيلة ؟ ، و قد قسم المحور الى قسمين ، القسم الاول تناول فيه التقديم المفاهيمي (العمل الجمعوي – التراث- الحكامة – الالتقائية) ، بينما تداول في القسم الاخير العلاقة الثلاثية الاركان : المبادرة ، المجتمع المدني ، التراث .
و في الاخير اختتم الباحث بحثة بخلاصة مضمونها أن عمالة إنزكان ايت ملول بفضل هذا الورش الكبير استطاعت إخراج الى حيز الوجود مجموعة من المشاريع اخرها تهيئة فضاء للحرفيين بحي أسايس العتيق بتنسيق مع الجمعية المهنية لتجار الذهب والفضة. بالإضافة الى التفكير الجدي في مشروع إحياء ساحة اسايس العتيق الذي يشكل ذاكرة هامة بالنسبة للمدينة ويحمل رمزية خاصة. ومشروع إحداث قرية الفخار بالتمسية. وهي كلها أفكار و مشاريع تدل على ان فكر احياء التراث من خلال مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية يتطور من سنة لأخرى. وهذا راجع بالأساس الى وجود فاعلين محليين مهتمين بالتراث على مستوى عمالة إنزكان ايت ملول وإنزكان على وجه الخصوص ساهم في تقديم هذه الافكار على شكل مشاريع قابلة للتحقق .
هدا و يشار ان ورش المبادرة الوطنية للتنمية البشرية الدي اطلقه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، في 18 ماي 2005 ، هو مشروع تنموي من أجل تحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية لسكان المغرب.يقوم على ثلاث محاور أساسية :
- التصدي للعجز الاجتماعي بالأحياء الحضرية الفقيرة والجماعات القروية الأشد خصاصا
- تشجيع الأنشطة المدرة للدخل القار والمتيحة لفرص الشغل
- العمل على الاستجابة للحاجيات الضرورية للأشخاص في وضعية صعبة.
و قد بلغَ حجْم الأموال التي صُرفتْ على برامج الورش خلال العشر سنوات الماضية 17 مليارَ درهم، وانتقل الغلاف المالي المرصود لبرامج المبادرة في المرحلة الأول، الممتدّة من 2006 إلى 2010 من عشرة ملايير درهم، ليصلَ إلى 14 مليارَ درهم خلال المرحلة الثانية الممتدّة ما بين 2011 و 2015.
وبحسب المعطيات التي قدمتها التنسيقية الوطنية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية في لقاء سابق مع و سائل الاعلام بمناسبة الذكرى العاشرة لانطلاق المشروع ، فقدْ تمّ إنجازُ ما يناهز 38341 مشروعا، و 8294 نشاطا باستثمار إجمالي بلغ 29.1 مليار درهم، بلغ عدد المستفيدين منها أكثر من 9.7 مليون مستفيد، نصفهم يتمركز في العالم القروي.
وطغَى الاهتمام بمحاربة الفقر والهشاشة على حجم الاستثمارات، إذ أنّ برنامج محاربة الإقصاء بالوسط الحضري عرف استثمارا فاق البرامج الأخرى وذلك باستثمار إجمالي يقدر بـ 8.9 مليار درهم، وبخصوص عدد المستفيدين فقد بلغ فقد سجل أكبر نسبة في إطار البرنامج القروي بـ3.2 مليون شخص، وهو ما يمثل نسبة 33 في المائة من العدد الإجمالي.
وفيما بتعلق بمحاربة الفقر بالوسط القروي، فقد ناهز إجمالي المشاريع والأنشطة خلال الفترة الممتدة ما بين 2005 و 2014، 12868 مشروع، و 1235 نشاط، انصبّت بالأساس على مشاريع التجهيز والخدمات الاجتماعية الأساسية، وبخصوص إنعاش الأنشطة المدرّة للدخل والتشغيل فبلغ عدد المشاريع المنجزة 1677 مشروع، منها 1445 نشاط مدر للدخل، لفائدة 76،6 ألف مستفيد.
وفي مجال محاربة الإقصاء في الوسط الحضري، كشفت الأرقام التي قدمته التنسيقية الوطنية للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية أنّ عدد المشاريع التي تمّت برمجتها بلغ 6388 مشروعا، و 1933 نشاطا، وانتقلَ متوسط كلفة المشاريع من 774556 درهما سنة 2006 إلى 1683974 درهما سنة 2014.
وبلغ عدد المشاريع المنجزة في إطار برنامج محاربة الهشاشة 3061 مشروعا، و 941 نشاطا، وهيمنتْ على المشاريع مشاريع بناء وتجهيز مراكز الرعاية الاجتماعية، حيث استهدف البرنامج على الخصوص الأفراد المهمشين، والذي بلغ عددهم مليون شخص في وضعية هشاشة، كما عرف البرنامج تعبئة 5.1 مليار درهم، بلغت نسبة مساهمة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية فيها 3.1 مليار درهم.
وبالنسبة لعدد المستفيدين فقد بلغ 9.7 مليون شخص، وجاءت جهة الدار البيضاء الكبرى على لائحة الجهات التي ضمّت أكبر عدد من المستفيدين، بـ1.533.000 مستفيد، تلتْها جهة سوس ماسة درعة بـ1.507.000 مستفيد، ثمّ جهة مراكش تنسيفت الحوز بـ1.039.000 مستفيد، في حين جاءت جهة وادي الذهب الكويرة في الرتبة الأخيرة بـ133 ألف مستفيد.