تحقيق: “أكادير نيوز” تميط اللثام عن مشاريع التنقيب عن النفط بشواطئ أكادير وتكشف خيوط العملية

حينما تناسلت الأنباء على أن المغرب سيكون بمثابة قوة إقتصادية جديدة بشمال افريقيا, لقي ذلك إنشراحا في الأوساط الشعبية خاصة الطبقة الدنيا بإعتبار فكرة الخليجي “الخانز فلوس” من البترول لطالما كانت الشاهد الوحيد الذي يربط ثقافة هذا الكنز العميق بعقول المغاربة , أما أنظار المستثمرون فقد اتجهت إلى التفكير في آفق جديدة لمشارعهم, ومن مدينة أكادير إنطلقت حكاية التنقيب عن الذهب الأسود, جريدة “أكاديرنيوز” تتبعت خيوط الحكاية منذ وضع أول آلة في المحيط الأطلسي بحثا عن رائحة للغاز الطبيعيي أو النفط من الصويرة حتى سواحل بوجدور وكيف يتأقلم ممثلو الشركات المكلفة بالمهمة مع ظروف إشتغالهم رغم السرية المحيطة بالعملية كل هذا وأكثر ضمن تحقيق خــاص لجريدة أكادير بريس الإلكترونية :
بداية الحكاية
قبيل حلول السنة الجديدة 2014 بثلاث أشهر أعلن المكتب الوطني للهيدروكاربورات عن انطلاق عمليات الحفر بشكل رسمي قبالة السواحل الغربية داخل المنطقة الممتدة بين أكادير وسيدي افني ، وكانت الحفارة التي تدعى “le Cajun Express” وهي وحدة شبه غطاسة تنتمي إلى الجيل الخامس من هذا النوع من الحفارات وستستغرق 60 يوما خاصة أن هذا النوع من الحفارات سيستعمل لأول مرة في المغرب كما لا ننسى أنه سبق لعدة شركات أجنبية أن قامت بعمليات التنقيب والبحث عن البترول والغاز الطبيعي بالمياه الوطنية على المحيط الأطلسي، حين قامت شركة «شال» وشركة «فانكَو» سنة 2004 بالتنقيب ما بين سواحل الصويرة وأكَادير، كما قامت بالعملية ذاتها شركة «بتروناس» الماليزية سنة 2008 بسواحل الرباط ،وشركة «ربسول» الإسبانية سنة 2010 بسواحل العرائش وطنجة فلم تتوصل هذه الشركات إلى أية نتيجة.
الشركات تقتسم الكعكة
مع تناسل أول الأنباء أن المغرب بدوره سيكون من الدول المحظوظة جدا لتنظاف إلى دول الخليج وغيرها تقاطرت الشركات العالمية لتقتسم كعكة التنقيب فحصلت كل من شركة ” ENERGY KOSMOS ” و ” CAIRN ” على حصة 20 بالمائة من حصص استغلال من خلال فرعهما ” CAPRICORN ” في كل من الأثقاب التي سيتم حفرها بسواحل مدينة بوجدور بالجنوب المغربي و بمجرد الانتهاء من الآبار السالفة الذكر سيتم حفر أثقاب استكشافية في مناطق أخرى.
غير أن شركة أخرى ستدخل على الخط وهي العملاقة ” BRITISH PETROLEUM ” التي تعتبر من أكبر الفاعلين في مجال التنقيب واستغلال النفط في العالم فقد حصلت على حصة 45 بالمائة من حصص استغلال الآبار التي يرتقب أن يبدأ استغلالها بمنطقة سيدي المختار بالصويرة في حين ستحصل شركة ” Kosmos” على نسبة 30 بالمائة أما بالنسبة لحصة المكتب الوطني للمحروقات فقد تم حصرها في نسبة 25 بالمائة فقط .
أما بالنسبة لحقل “فم أساكا” فحصلت شركة ” Kosmos” على نسبة 29,925 بالمائة في حين بلغت حصة شركة ” Pathfinder ” 18,750 بالمائة أما نسبة ” BRITISH PETROLEUM” فقد وصلت إلى 26,325 بالمائة في حين احتفظ المكتب الوطني للمحروقات بنسبة 25 بالمائة وهي ذات النسبة التي سيحصل عليها في الحقل الذي يحمل اسم تغازوت في حين ستحصل “كوسموس ” على نسبة 30 بالمائة وستؤول نسبة 45 بالمائة إلى ” BRITISH PETROLEUM“.
زيارات تفقدية لنقط الحفر
في ظل التنقيب الجاري زار وفد وزاري رفيع المستوى بحضور أمينة بنخضرة حقل سيدي المختار في الثامن من نونبر الماضي كما انتقل الوفد إلى زيارة وتفقد عمليات الحفر التي تجري بعرض البحر في المنطقة الواقعة بين أكادير وسيدي افني كما عمل الوفد على القيام بمحاولات عديدة من أجل العمل على وصول فاعليين عالميين في مجال التنقيب عن النفط في العالم الأمر الذي سيشهد معه المغرب المزيد من عمليات التنقيب حيث سيصل عدد الآبار التي سيتم حفرها إلى متم السنة الحالية حوالي 11 بئر.
تعليمات صارمة بعد الإهمال
خلال عملية التنقيب عاش ميناء أكادير حالة استنفار قصوى من أجل تنفيذ مقتضيات التعليمات الصارمة التي تلقتها إدارة الميناء من دوائر عليا من أجل تسهيل مهمة الشركات المتخصصة في التنقيب عن النفط والتي اختارت ميناء أكادير من أجل القيام بكافة الخدمات اللوجستيكية التي تحتجها عمليات التنقيب وجاءت اللقاءات مع مدراء الشركات المكلفة بالتنقيب لاستماع إلى احتياجات الشركات المعنية والتي كانت تعاني من ضيق المرفأ الذي خصص لها في وقت سابق حيث تم تمكينها من بقعتين داخل الميناء تبلغ مساحة الأولى حوالي 7500 متر مربع فيما تجاوزت مساحة البقعة الثانية 9000 متر مربع كما تم تمكين الشركات منن مستودع تتجاوز مساحته 4000 متر مربع داخل المنطقة الصناعية،
ووسط اللامبالاة من طرف المسؤولين بالميناء تلقوا تعليمات جد صارمة من أجل تقديم كل الخدمات والتسهيلات المطلوبة بعد تم توقيف سفينة كانت محملة بمجموعة من الآليات خارج الميناء لمدة زادت عن 72 ساعة بدعوى أن السفينة لم تستكمل بعد الإجراءات الإدارية, التعليمات الصارمة للموظفين قابلها حالة من الإنشراح في وسط ممثلي الشركات النفطية من خلال الإستجابة لمطالبهم وخوفا من أن تنقل هذه الشركات خدماتها اللوجستيكية نحو لاس بالماس وهو ما يعني خسارة كبيرة للاقتصاد المغربي خاصة وأن هذه الشركات وفرت عددا كبيرا من اليد العاملة المغربية كما أنها ساهمت في تحريك عجلة الاقتصاد في العديد من القطاعات المرتبطة بها خاصة قطاع الخدمات والتموين وغيره.
تسريبات وسط الكتمان
في إطار السرية المضروبة على مشاريع التنقيب عن النفط بالسواحل المغربية بعد أن سجل إختفاء شبه كامل للتصريحات الرسمية أين وصلت العملية , فإن تسريبات خاصة تفيد أن الأمور تتجه نحو الأحسن وإستمرار الشركات في عملها دونما تسجيل آي انسحاب يدل على أن موعد الإعلان الرسمي عن الكمية المكتشفة لم يعد يفصل عنه سوى أشهر معدودة كما أن دخول فاعلين جدد إلى جانب شركات أخرى يزيد من يقين أن النفط والغاز الطبيعي يوجد داخل السواحل المغربية.
طرائف على شرف التنقيب
للمغاربة مع المناسبات طرائف عديدة وإيمانا منهم بالمثل الشعبي القائل “العبد في التفكير والرب في التدبير” فإن على شرف التنقيب عن النفط بالسواحل المغربية تداول الفيسبوكيون وغيرهم في المقاهي نكتة أن قبيلة مغربية وتزامنا مع الحدث كانت في موسم الحرث فإذا بجرار يدوس على أنبوب ناقل للكزوال بين محطتين للوقود تعودان لمستثمر, فإذا بالكزوال يصعد إلى السماء من قوة الثقب ما جعل أهالي القرية يصيحون بأنهم إكتشفوا البترول في قريتهم التعيسة وإنفرجت القلوب ففكروا في دبح بقرة سمينة على هذا الإكتشاف الغير مسبوق معلنين الفرحة العارمة, لكن فرحتهم ستتحول من نعمة إلى نقمة حينما وصلت فرحتهم إلى عناصر الدرك بكونهم إعتدوا على حق الغير بإحداث ثقب في الأنبوب الذي لايرى للعيان بكونه مغطى بالتراب على عمق متر واحد عن سطح الأرض وهو ما أدى إلى نفاد الكزوال بالمحطة بعد شكاية المستثمر ليبدأ مسلسل الإعتقالات وسط الساكنة.