“حركة تمرد المغرب” تعلن في ندوتها الصحافية الأولى عن تأسيسها بالرباط

اكابريس انفو
تحت يافطة سوداء ينبعث “الغضب” من شعارها، وتتوسّطها صورة قبْضة يد قابضة على جمرة ملتهبة، عقدت “حركة تمرد المغرب”، والتي أضيفت إلى شعارها عبارة “قهرتونا” تجنبا لكلّ تأويل بكون فكرة تأسيس الحركة مستنبطة من تجربة حركة تمرّد المصرية، ندوتها الصحافية الأولى، منذ الإعلان عن تأسيسها، وذلك بمقر النقابة الوطنية للصحافة المغربية بالرباط.
أعضاء الحركة، وتفاديا على ما يبدو للانتقادات التي طالت أعضاء حركة 20 فبراير، وبعض الاتهامات التي طالتهم، فيما يخصّ العقيدة، بدؤوا البيان الموزع على الصحافيين، والموجّه إلى “الشعب المغربي العظيم”، بعبارة “بسم الله الرحمان الرحيم”. بيان الحركة يشير إلى أنّ النزول إلى الشارع جاء بهدف تجنيب البلاد استمرار العبث عن طريق وضع حدّ لاستمرار التسلط والاستبداد وكل أشكال الفساد والانخراط في نضال سلميّ هادف تنطلق معالمه ابتداء من 17 غشت القادم.
الحركة، حسب أعضائها، تهدف إلى تصحيح مسار نضال المجتمع المغربي والاحتجاجات الشعبية، التي كانت مستمرة منذ خروج حركة 20 فبراير قبل سنتين، والتي انطلقت بمنهجية مختلفة عن منهجية الحركة، “التي لم يكن لها مطلب سياسي واضح، بينما نحن وضعنا مطلب الملكية البرلمانية سقفا لمطالبنا”، حسب عضو الحركة توفيق مطيع.
وبخصوص ما إن كانت الحركة ستنهج نفس طريقة عمل حركة 20 فبراير، في الخروج إلى الشارع، أضاف مطيع أنّ “حركة تمرد المغرب قهرتوتنا” ستخرج إلى الشارع يوم 17 غشت، وبعد ذلك يتوقف الاحتجاج ريثما يتمّ الإعلان عن موعد جديد للخروج إلى الشارع، مع الاشتغال طيلة المدة الفاصلة بين الخرجات الاحتجاجية على مناقشة القضايا الراهنة عبر تنظيم لقاءات وحوارات وحلقات نقاش بحضور فاعلين سياسيين واقتصاديين وحقوقيين ومثقفين ومكوّنات المجتمع المدني.
مشروع إنشاء “حركة تمرد المغرب قهرتونا”، حسب المتحدث ذاته يروم الوصول إلى إحداث استقرار قوي للمغرب، وذلك في اتجاه الضغط على الدولة لإعادة الثقة للمواطنين المغاربة في العمل السياسي، عبر القيام بمجموعة من الإصلاحات الجذرية، “والتي لم تستطع الحكومة الحالية القيام بها”.
وعن سبب انتظار مدّة ما يقارب سنتين، قبل انبثاق الحركة، وحول ما إن كان ظهورها إلى العلن يأتي في إطار إعادة التجربة المصرية في المغرب، قال أحد أعضاء الحركة لهسبريس، إن “حركة تمرد المغرب قهرتونا” لا علاقة لها بحركة تمرد مصر، التي أسقطت نظام محمد مرسي، وأنّ خروجها إلى العلن في هذا الظرف بالذات، جاء لكون شروط النزول إلى الشارع أصبحت ناضجة، في أفق الدفع باتجاه ملكية برلمانية، بعدما لم يستجب دستور 2011 لتطلعات الشعب المغربي.
في هذا الإطار، قال عضو الحركة عبد الله الحمزاوي، إنّ ظهور “حركة تمرد المغرب قهرتونا”، جاء في ظلّ غياب تكريس قواعد الديمقراطية، “إذ تبيّن بعد عامين من تنصيب حكومة حزب العدالة والتنمية أنّ ما وقع لم يكن سوى التفاف على مطالب الشعب المغربي”، مضيفا أنّ حكومة بن كيران اكتفت بخطاب أخلاقي دون مباشرة إجراءات فعّالة للاستجابة لمطالب الشعب المغربي، “وهو ما أفضى إلى التفكير في خلق “حركة تمرد المغرب قهرتونا”.
حكومة بن كيران، التي تسعى “حركة تمرد المغرب قهرتونا” إلى إسقاطها وإحلال حكومة ائتلاف وطني محلّها، كانت هدفا لانتقادات أعضاء الحركة، الذين أجمعوا على عجزها عن الاستجابة لمطالب الشعب المغربي، حيث قال توفيق مطيع، إنّ الشيء الوحيد الذي يسير إلى الأمام في ظل “الحكومة الملتحية” ويعرف تصاعدا مستمرا، هو الزيادة في الأسعار، بينما تعرف جميع القطاعات تدهورا وتقهقرا إلى الخلف، مثل الصحة والتعليم والشغل، منتقدا تضييع الحكومة في “الخطابات الشفوية”، ودخولها في صراعات وهمية مع التماسيح والعفاريت.
وأشار إلى أنّ الهدف الأكبر لـ”حركة تمرد المغرب قهرتونا”، هو الوصول إلى قاع المجتمع، وذلك بإشراك المواطنين غير المؤطرين سياسيا، لأنهم “هو القادرون على قلب موازين القوى لصالح مطالب الشعب المغربي”.
هسبريس – محمد الراجي (صورة منير امحيمدات)