“شطحات” إعلاميين مصريين .. تاريخ من “استفزاز” الآخرين

ما قالته الإعلامية المصرية أماني الخياط، في حق المغرب من كونه بلداً متقدماً في الإيدز، واقتصاده يعتمد على الدعارة، ليس هو الحادث المروري الأول في تاريخ الإعلام المصري، فقد سبق وأن دخل في مشاداةٍ مع عدد من دول المنطقة العربية، ورغم اعتذار الخياط عن تصريحاتها، إلّا أن المقام قد يفرض إعادة استعادة بعض اللقطات التي أثارت الكثير من الجدل، وفتحت النقاش حول أخلاقيات الإعلام في بلد الشقيقة مصر.
فعلاقة بالمغرب والدعارة، سبق لمحلل وصحفي رياضي مصري، هو علاء صادق، أن شتم الحكم المغربي عبد الرحيم العرجون، ووصفه بـ”الوقح” و”الفاجر” و”الأعرج” و”الوضيع”، وذلك بسبب إدارته لنهائي دوري أبطال إفريقيا بين النجم الساحلي التونسي والأهلي سنة 2007، وهو النهائي الذي انتهى بتتويج الفريق التونسي.
ولم يتوقف علاء صادق عند هذا الحد، بل اتهم العرجون بتقديم “المتعة في المغرب” لكاتب رياضي سعودي هو طلال الحمود، وذلك بعدما دافع هذا الأخير عن العرجون، وكتب في عموده أن الشتائم الذي صدرت عن صادق ليست مقبولة. وقد خلّفت تصريحات صادق استنكاراً مغربيا وسعوديا كبيراً، تجلّى بشكل أكبر في المنتديات الكروية على شبكة الانترنت.
وقد كتب آنذاك الصحافي المغربي بدر الدين الإدريسي رداً على تصريحات صادق:” إن كان “الدكتور” علاء يبحث عن مقاضاة للعرجون بإسم العروبة، فإننا باسم المهنية، باسم الاحترافية، وباسم الضمير العربي الحي فينا، باسم الشموخ الذي يبعدنا عن كل “عنجهية” “فرعونية”، ندعو الدكتور علاء لأن ينسحب في صمت، ويعود إلى طبه إن كان يتذكر منه شيئا، فأما الصحافة وأما السينما فإنهما منه براء” وذلك في إشارة للمهنة الأصلية لعلاء صادق.
وعلاقة بالدعارة، فقد عمّت حالة من الغضب في المغرب سنة 2010، بسبب مسلسل مصري يسمى “العار”، أظهر فتاة مغربية بدور مومس تغوي الرجال، وقد أدت هذا الدور المغربية إيمان شاكر الحائزة على لقب ملكة جمال المغرب 2009، وكان المشهد الذي أثار موجة الاحتقان هو ذلك الذي غازلها فيه الفنان المصري مصطفى شعبان، لترّد بلهجة مغربية لم يفهمها المغازل، فكان منها إلّا أن قالت إنها مغربية وليست مصرية.
وبعيداً عن المغرب، فالكثير من الناس يتذكرون الحرب الإعلامية الخطيرة بين الإعلام المصري ونظيره الجزائري، التي وصلت حد أن دعا إعلامي مصري معروف، هو عمرو أديب، الله كي ينكّد على الجزائريين فرحتهم بالفوز في مباراة بإقصائيات كأس العالم 2010 التي تواجدت فيها مصر والجزائر في المجموعة ذاتها.
وقال أديب في برنامج “القاهرة اليوم” على قناة أوربت، إن المواطن الجزائري يكره المواطن المصري رغم الخدمات الكبرى التي قدّمتها مصر للجزائر، كما وصف الجزائريين بأوصاف قبيحة بعد انتهاء المباراة التي جرت بالسودان بتأهل الجزائر، غير أنه تراجع فيما بعد عن أقواله، واعتذر للجزائريين عمّا بدر منه.
وليس أديب هو الوحيد الذي شتم الجزائريين في كرة القدم، بل إن صحافيا مصريا آخر هو خالد الغندور، كان كذلك من المساهمين في الحملة الشرسة ضد الجزائر، ووصف الصحافة الجزائرية بغير المؤدبة، وسخر من العلم والمنتخب الجزائري، كما قال إن رفاق مجيد بوكرة معروفين بإضاعة الوقت والخداع في الملعب، قبل أن يتراجع هو الآخر عن أقواله.
ولم يسلم حتى الرئيس التونسي منصف المرزوقي من انتقادات الإعلام المصري، فقد سخر منه مذيع مصري ووصفه بالصبي، وقال إنه لا يعرف حتى طريقة اللباس الصحيحة، وذلك على خلفية مواقف المرزوقي من الانقلاب بزعامة عبد الفتاح السيسي.
وبدوره تلقّى السودان أصنافاً من السخرية عندما أدرجت القنوات المصرية إعلاناً تجارياً مسيئاً عن الفول السوداني، يقول “السوداني طول عمرو مذلول و منكسر”، وهو ما أثار موجة من الاستنكار في صفوف السودانيين، خاصة القاطنين بمصر، الذين قالوا إنهم صاروا يتعرّضون لمضايقات لفظية من بعض المصريين، الذين يكرّرون على مسامعهم عبارة الإعلان التجاري، ثم ينطلقون بعد ذلك في قهقهات عالية.
ويتعرّض أهالي غزة بالأراضي الفلسطينية منذ أيام إلى حملة إعلامية خطيرة من طرف بعض الإعلاميين المصريين، ومنهم توفيق عكاشة، الذي قال إنّ حماس هي من تستفز إسرائيل، وبأن غزة محرومة من الرجال، بما أن لا أحد منهم ثار على حركة حماس، مستنكراً إرسال المساعدات المصرية إلى قطاع غزة، لأن المصريين أحوج إليها ممّن باع أرضه، ذلك على حد قوله.
هسبريس من الرباط