الأخبار

*أكادير : فريق لمبتوري الأطراف يتمكن في ظرف قياسي من قهر العجز وتحقيق نتائج مبهرة*

باسين عبد العزيز

رفع ” حمزة المودن ” سقف الجرعات الفائقة من الهمة العالية لشحذها ، وتطويعها كي يقهر بها انعكاسات حادثة السير التي وضعت لمدة غير يسيرة ، نقطة توقف اضطراري أمام شغفه الرياضي بكرة القدم ، والتي حولت أيام وشهور عطالته البدنية الرياضية إلى عزلة للتفكير وإعادة ترتيب الطموحات والآمال التي ظل يعقدها على حبه للكرة الساحرة المستديرة.
بيد أن منسوب الأمل والعزيمة اللذان ظل دبيبهما يسري بقوة مبهرة في جسد حمزة ، الذي أقفل ربيعه الثامن والعشرين، تمكن من قهر ثقل الإعاقة البدنية الجاثمة إلى أن لاحت بارقة أمل كبيرة ، في الباب الذي فتح له ، بمعية عبد الله، الذي بلور معه حلم إخراج فكرة ” النهضة الأكاديرية لكرة القدم لمبتوري الأطراف ” وهي تجربة نوعية محليا ، انطلقت أولى جلسات التحضير لها من قلب مدينة الإنبعاث في 21 مارس من السنة الماضية.
الحلم الذي ظل جنينيا يكبر في العالم الداخلي ، سرعان ما حفزت إمكانيات التواصل الاجتماعي المتاحة أمامهما ، من توسيع الفكرة لاستقطاب مهتمين بهذه الرياضة ذات الخصوصية الجسدية.
من الافتراضية إلى الواقع ، والاقتناع بالمشاركة ، طوى الفريق مسافة هامة أمام مختلف التحديات والإكراهات التي تفرضها البدايات ، حيث تعاضدت حيوية وطاقة العكازات مع الآمال الفولاذية لتخرق حجب اليأس وتذلل الصعوبات وتضع الفريق أمام نظرائه بالعاصمة الاقتصادية الدار البيضاء التي واجه بها وديا في السابع والعشرين من أبريل بنفس السنة ، فرقا في دوري خاص ، فتحت له فرصة دوري آخر بمدينة سلا في يوليوز من العام ذاته.
لم تقف السرعة الثانية لحيوية انطلاقة هذا الفريق ، عند هذا الحد، بل ضمنت له تأشيرة خوض غمار المرحلة الأولى من البطولة الوطنية لكرة القدم لمبتوري الأطراف التي أقيمت بالدار البيضاء في يناير من السنة الجارية ، ومواصلة التحدي خلال المرحلة الثانية التي احتضنتها مدينة أكادير بعد شهر من الأولى ، وتكللت نتائجه بالتأهل للبطولة الوطنية التي كان مزمعا إقامتها بمدينة سلا ، لولا الظرفية الاستثنائية الوبائية.
وبالرغم من كل هذه الطموحات التي ترجمها أصدقاء حمزة وعبد الله ، إلى نتائج مبهرة وفي زمن قياسي ممهور بصعوبة البدايات ، مازال ثقل إكراهات الموارد المالية والأرضية المناسبة للتداريب والممارسة ، يفرضه حضوره الجاثم ويضع ، في عدد من لحظات التفكير والتخطيط ، العربة أمام حصان استشراف الخطوات المقبلة ، فالفريق في حاجة لمزيد من الدعم والمساندة ، لتذليل مختلف العقبات ، سيما وأن العديد من اللاعبين يتواجدون في مناطق متباعدة خارج المدار الحضري لمدينة أكادير، وإن التأموا فإن الواقع الحالي لملعب التداريب يقذف إحساس الإحباط وقد تتداعى معه أسقف الأمل التي شيدها اللاعبون ومحبوا الفريق ، التي مازالت قوة العزيمة وعلو الهمة تشكل أعمدتها الشامخة، فقد أثبت الفريق وفي ظل ظروف استثانية ، أن اشتغال جذوة الفكر والتعبير والأمل ، سلاح قوي لقهر حقيقي لإعاقة وقع حادث على حروفها داخل تضاريس الجسد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: