الرياضةصحافة واعلام

أيها الرياضيون العرب : عرفتم الآن مع من حشرنا الله بالجوار

يوسف غريب

أيها الرياضيون العرب..

عرفتم الآن مع من حشرنا الله بالجوار

من بين المحطّات المتميزة في تنظيم كأس العرب هذه المرّة هي المواكبة الإعلامية القوية التي أبدعت فيها القنوات الناقلة لأطوار هذه البطولة من بينها منصّات النقاش بين خبراء ومعلقين رياضيين من مختلف البلدان العربية وبمقاربات جد مختلفة وغنيّة.. وبفسحات لا تخلو من الفرجة والتشويق أحيانا..وفي احترام أخوي متبادل بين الجميع ساهم فيه طبيعة الديكور الذي استحدثته إحدى القنوات برمزية الخيمة وشكل الجلسة العائلية بطابعها الحميمي والأخوي

كان هو الجو العام الذي ساهم في ارتفاع نسبة المشاهدة مع ارتفاع درجة التنافس داخل البطولة.. وخاصة بعد إقصاء المغرب وتوظيف النظام الجزائري لنتائج المقابلة كانتصار ساحق على العدو المغربي الكلاسيكي..

هذه الهيريستريا العدائية تجسّدت بشكل فضيع عبر ممثل الدولة الجزائرية الحاضر كمنشط في الخيمة الرياضية وهو يهدي أقمصة فريقه الوطني لكل الحاضرين ما عدا الأخ أسامة المغربي..

وإذا كان من الطبيعي أن يعلّق بعضهم على هذا السلوك المرضي فإنّ الجواب كان أفضع.. حيث برّر هذا الجزائري بأن هذه الهدية أمانة من الاتحاد الجزائري إليكم.. ولا حقّ لي أن أتصرف خارج ما أمرت به.. وأنت لا حقّ لك في أن تعلّق على ما قمت به..

( بمعنى خذ الهدية وسْد فمك)

في الجواب يتّضح أن استثناء ممثل المغرب في الجلسة هو قرار مركزيّ ومن مؤسسة رياضية للدولة الجزائرية.. وأن الهدف منه إيصال رسالة مفادها العداوة الأبدية إلى يوم القيامة..

وهي رسالة أيضا لحاملي شعار ( خاوا خاوا) الذي لا يجد أي صدىً عند شعب بوخروبة في الضفة الشرقية..

هي أيضا مناسبة رائعة كي يعرف الجميع مع من حشرنا اللّه من الجوار.. فنحن أمام شعب ونظام بنى عقيدته التربوية على العداوة لكل ما هو مغربي.. وكبروا بهذه العقدة التي حوّلتهم إلى أضحوكة وسط الأمم وبسلوكاتهم من الرئيس إلى آخر واحد من جيلهم..

ولأن كل هداياهم مسمومة طيلة صراعنا مع هذا النظام العسكرى الفاشستي منذ طرد مغاربة المسيرة الكحلا دون احترام لشريعة دينية مثل عيد الأضحى.. وصولا إلى جمهورية الوهم.. فطبيعيّ أن يرفض الأخ أسامة المغربي قبول تلك الهدية من زميل له تضامنا معه من جهة.. ودرس أخلاقي لوريث عقيدة بوخروبة نيابة عن نظامه وشعبه..

والأكثر من الطبيعي أن يضيف الأخ أسامة المغربي جملة حضارية بليغة وهي قوله ( لو جئت بقميص فريقنا الوطني المغربي لاخترت الجزائر كأول بلد أقدّمه لها)

ليس هذا خوفا أوتقربّا أو محاباة..

هو انتصار لقيمنا وتربيتنا المتجدرة في عمقنا الحضاري.. ووعينا الديني الصحيح الذي يوصي بالجار ثم الجار..

وأجمل تجليات هذا الموقف هو استعداد المغرب لتقديم طائرات الإطفاء اثناء أزمة حرائق الغابات بالجزائر..

بيننا وبينكم هذا الانتصار الأخلاقي بقدرنا يرفع من قيمة بلدنا ومكانة مواطنينا وسط الأمم.. بقدر ما يكتشف العالم أن بجوارنا شعب يحتاج إلى إعادة التربية..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: