العرض الأول لمسرحية “الفاكتور”: إبداع مسرحي يجمع بين المسرح والسينما
شهد المركب الثقافي أوادن بنسركاو يوم الاثنين 21 أكتوبر 2024، انطلاق العرض الأول لمسرحية “الفاكتور”، التي تأتي في إطار شراكة ودعم من وزارة الشباب والثقافة والاتصال. المسرحية تحمل توقيع المخرج الأمازيغي يوبا أبركا، الذي يجمع في هذا العمل بين الإبداع المسرحي والسينمائي في رؤية فنية معاصرة تحاكي جزءاً من حياة الشاعر التشيلي الشهير بابلو نيرودا.
مزيج بين المسرح والسينما
يتميز هذا العرض بدمج مبدع بين عناصر المسرح التقليدي وتقنيات السينما الحديثة، مما يضفي على العمل حيوية وديناميكية تعزز من تأثيره الفني. حيث اعتمد يوبا أبركا على السرد البصري، والإضاءة المتقنة، والتصوير السينمائي لتقديم تجربة متكاملة تعكس رؤيته الفنية المتطورة.
تدور أحداث المسرحية حول العلاقة بين بابلو نيرودا وساعي البريد الذي يتولى إيصال رسائله، وهي علاقة تتطور عبر الحوار والشعر، مما يعكس تأثير الشاعر الكبير على حياة شخصيات بسيطة مثل ساعي البريد. المسرحية تسلط الضوء على قيم الحب والشعر والحرية، وهي مواضيع ظلت حاضرة بقوة في أعمال نيرودا.
أجواء العرض وجمهور الحضور
عرف العرض الأول حضوراً مكثفاً من الجمهور، بمن فيهم مثقفون، فنانون، وجمعويون، الذين أشادوا بالعمل المسرحي الجديد. وقد استطاع طاقم العمل أن ينقل الجمهور إلى أجواء شاعرية ساحرة، حيث شكلت الرؤية الإخراجية مع النص المسرحي تحفة فنية تلامس أعماق المشاهدين.
واستطاعت المسرحية أن تقدم لمسة أمازيغية مميزة في العمل من خلال توظيف اللغة الأمازيغية والرموز الثقافية التي تنعكس في الهوية البصرية للمسرحية، مما جعلها تجربة فريدة من نوعها تربط بين التراث العالمي والأمازيغي.
رؤية فنية جديدة في المسرح الأمازيغي
في كلمته بعد العرض، عبّر يوبا أبركا عن سعادته بنجاح العرض الأول، مشيراً إلى أن “الفاكتور” يمثل خطوة جديدة في مسار المسرح الأمازيغي، الذي يسعى من خلاله إلى تقديم تجارب عالمية بلمسة محلية. وأضاف أن المسرحية تهدف إلى خلق تفاعل بين الجمهور والمسرح بطريقة حديثة، تجمع بين الشعر، الحوار البسيط، والعناصر الفنية المتنوعة.
خاتمة
يعتبر العرض الأول لمسرحية “الفاكتور” إنجازاً فنياً يضاف إلى سجل المسرح الأمازيغي، ويعد بمزيد من العروض الناجحة في المستقبل. ومن المتوقع أن تستمر المسرحية في جذب اهتمام النقاد والجمهور على حد سواء بفضل قصتها الإنسانية العميقة ورؤيتها الإبداعية.