الرياضةصحافة واعلام

أولمبيك الدشيرة يصنع التاريخ… صعود مستحق إلى القسم الأول بعد أداء بطولي أمام شباب السوالم..باسين عبد العزيز

أولمبيك الدشيرة يصنع التاريخ... صعود مستحق إلى القسم الأول بعد أداء بطولي أمام شباب السوالم

بقلم باسين عبد العزيز

في أمسية كروية لا تُنسى، دوَّن فريق أولمبيك الدشيرة اسمه بأحرف من ذهب في سجل الكرة الوطنية، بعد أن حقق إنجازًا طال انتظاره، متمثلًا في الصعود إلى القسم الأول من البطولة الوطنية الاحترافية، وذلك إثر فوز مستحق بثلاثية نظيفة على حساب شباب السوالم، في المباراة الحاسمة التي جمعت بين الفريقين يوم الجمعة على أرضية الملعب البلدي بمدينة برشيد.

وكانت مباراة الذهاب التي جمعت الفريقين قد انتهت بفوز شباب السوالم بهدفين مقابل هدف، ما جعل مباراة الإياب أكثر حسمًا وتحديًا لأبناء الدشيرة، الذين دخلوا اللقاء بشعار “لا خيار إلا الانتصار”. وفعلاً، تدارك الفريق الموقف، وقلب المعادلة على أرض الملعب بثلاثية نظيفة، مؤكداً علوّ كعبه، ودوّن اسمه بجدارة في صفحات التاريخ الكروي المغربي.

دخل الفريقان المواجهة بتركيز عالٍ، حيث ساد الحذر في أغلب فترات الشوط الأول، خصوصًا أن كلا الفريقين كانا يدركان أهمية النتيجة في تقرير المصير. وانتهى النصف الأول من اللقاء بالتعادل السلبي، رغم بعض المحاولات التي لم تُترجم إلى أهداف، وسط ترقب جماهيري مكثف، سواء من مدرجات الملعب أو من قِبل أنصار الدشيرة الذين تابعوا مجريات المباراة بشغف بالغ من مختلف مناطق المغرب.

ومع بداية الشوط الثاني، بدا واضحًا أن أبناء المدرب الوطني لفريق أولمبيك الدشيرة دخلوا بعزيمة لا تلين، وأظهروا رغبة قوية في تحقيق حلم الصعود الذي طالما راود مكونات الفريق. وجاءت اللحظة الحاسمة في الدقيقة 52، حين تمكن اللاعب سفيان الجازولي من فك شفرة دفاع شباب السوالم بهدف أول أطلق شرارة الحماس، وأشعل المدرجات.

ومع تواصل الضغط الهجومي والانسجام الجماعي، استطاع أيوب أجار أن يضيف الهدف الثاني في الدقيقة 85، ليُعزز تفوق الفريق ويُقربه أكثر من تحقيق الإنجاز. ولم تمر سوى لحظات، حتى عاد نفس اللاعب ليوقع الهدف الثالث، واضعًا بذلك الحد للفصل الأخير من حلم الدشيرة، وجاعلًا من هذا الانتصار ليلة لا تُنسى في ذاكرة جماهير الفريق.

وفي لحظة تاريخية، خرجت ساكنة الدشيرة عن بكرة أبيها في مشهد مهيب لم تعرفه المدينة منذ سنوات، احتفالًا بهذا الإنجاز الكبير الذي طال انتظاره. رجال، نساء، شيوخ، وأطفال، جميعهم توافدوا إلى الشوارع والساحات، يرفعون أعلام الفريق، ويرددون شعارات الفخر والانتصار، في مشهد وحد القلوب وزرع البهجة في النفوس. وتعالت الزغاريد والهتافات، وصدحت مكبرات الصوت بأهازيج النصر، فيما رفرفت رايات الفريق فوق السيارات والمنازل، في لحظة وطنية محلية خالصة، جسدت حب ساكنة الدشيرة لفريقهم، واعتزازهم بما حققه من مجد طال انتظاره. لقد كانت ليلة تاريخية بامتياز، عنوانها الفرح الجماعي، والانتماء الراسخ، والحلم الذي صار حقيقة.

ما ميز هذه المباراة المصيرية، هو الحضور الجماهيري المذهل، حيث لم يتردد عشاق الفريق في التنقل من مختلف ربوع المملكة لمؤازرة فريقهم، ووقفوا بكل وفاء خلف اللاعبين حتى اللحظات الأخيرة. وكان لتفاعلهم الكبير، سواء في الملعب أو عبر منصات التواصل الاجتماعي، أثر بالغ في شحذ همم اللاعبين ودفعهم لتقديم أفضل ما لديهم.

إن صعود أولمبيك الدشيرة لم يكن صدفة، بل هو نتاج سنوات من العمل الجاد والتخطيط المحكم، سواء على مستوى الإدارة التقنية أو البنية التحتية أو التكوين. الفريق أثبت في أكثر من محطة أنه أهل للمنافسة في أعلى المستويات، وتمكن هذا الموسم من مقارعة أقوى الفرق، وتحقيق نتائج متميزة كانت كفيلة بتزكيته ليكون ضمن نخبة أندية القسم الأول.

بهذا الإنجاز، لا يسعنا إلا أن نُحيي كل مكونات الفريق، من إدارة ولاعبين وأطقم تقنية وطبية وإدارية، على ما بذلوه من جهد وعطاء. كما نُهنئ ساكنة الدشيرة وسوس عامة بهذا الصعود التاريخي، آملين أن يكون الفريق خير سفير للمنطقة في البطولة الاحترافية، وأن يواصل كتابة فصول المجد والتألق في المواسم القادمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: