أخبار وطنيةالأخبارالرياضةصحافة واعلام

أولمبيك الدشيرة.. من إنجاز الصعود إلى رفع كأس التميز: مسيرة استثنائية لفريق لا يعرف المستحيل

بقلم: ✍️ باسين عبد العزيز

في ليلة كروية لا تُنسى، بصمت أولمبيك الدشيرة على صفحة ذهبية جديدة في سجلها الرياضي، بعد فوز مستحق على فريق اتحاد التواركة في نهائي كأس التميز، الذي جرى بمدينة الدار البيضاء. إنجازٌ لم يأتِ من فراغ، بل كان ثمرة سنوات من العمل المتواصل، والتخطيط الاستراتيجي، والإيمان الجماعي بأن فريق الدشيرة يستحق مكانه بين الكبار.

ليس من السهل أن تحقق الصعود إلى القسم الأول من البطولة الوطنية الاحترافية، ثم تُتوج في نفس الموسم بلقب وازن مثل كأس التميز، التي عرفت مشاركة أقوى الأندية المغربية. لكن أولمبيك الدشيرة فعلها، وأثبت أن الطموح عندما يُصاحبه العمل الجاد والنية الصافية، يتحول إلى إنجازات ملموسة تهتف لها الجماهير وتُسجَّل في ذاكرة التاريخ.

ما تحقق لم يكن وليد ضربة حظ، بل نتاج مسار طويل بدأ منذ سنوات، توج هذا الموسم بتلاحم قلّ نظيره بين اللاعبين، والجهاز الفني، والمسؤولين، وحتى الجماهير. فجميعهم آمنوا أن الحلم قابل للتحقيق، وأن نادي الدشيرة يملك من المقومات ما يؤهله للعب أدوار طلائعية في البطولة الوطنية.

الفضل الكبير في هذا الإنجاز يُنسب إلى رئيس الفريق، الحاج افلاح، الرجل الذي ظل وفياً للنادي، مؤمناً بقدرته على التميز. إلى جانبه، يبرز اسم نائبه، السيد الزيتوني، الذي لعب دوراً حاسماً في تسيير شؤون الفريق ودعم استقراره، متحدياً كل الشكوك ومبرهناً على أن الكفاءة والعزيمة تصنع الفارق.

ولا يمكن الحديث عن هذا الإنجاز دون الإشارة إلى الأدوار الفعالة التي يقوم بها منذ سنوات كل من محمد أومريبط ومبارك الدهموش، وهما من الوجوه المخلصة التي ساهمت بصمت وإصرار في بناء هذا الفريق وتطويره، إلى جانب عدد من جنود الخفاء الذين يعملون خلف الستار وكان لهم دورٌ أساسي في هذا النجاح الجماعي.

كما لا يمكن إغفال الدور المحوري الذي يضطلع به عذري، المدير العام لفريق أولمبيك الدشيرة، والذي ساهم في توفير بيئة عمل مثالية، وإدارة شؤون الفريق بكفاءة عالية، مما كان له أثر واضح في تحقيق هذه النتائج الاستثنائية. وإلى جانبه، يُسجَّل الامتنان الكبير لما قدمه المدرب اللويسي، الذي قاد الفريق بكل احترافية، ونجح في إعداد مجموعة قوية ومتماسكة قادرة على تحقيق الانتصارات والوصول إلى القمة.

كأس التميز التي أضيفت إلى خزانة النادي، هي أكثر من مجرد تتويج رياضي، إنها رمز لمسار استثنائي يَعد بمزيد من المفاجآت السارة. هذا اللقب التاريخي سيبقى محفوراً في ذاكرة الجماهير، وسيُدرَّس مستقبلاً كنموذج يُحتذى في كيفية بناء فريق صاعد ينافس الكبار بكل ندية واحترافية.

بعد تحقيق الصعود والتتويج بالكأس، لا شيء يمنع أولمبيك الدشيرة من الحلم أكثر. بل إن الطريق قد بدأ لتوّه نحو مرحلة جديدة عنوانها الثبات في القسم الأول، ثم التطلع إلى منصات التتويج المحلية وربما الإفريقية. فريق يمتلك هذه الروح وهذه القيادة وهذا الجمهور الوفي، لا حدود لطموحه.

أثبت أولمبيك الدشيرة أنه ليس ضيفاً عابراً في الساحة الكروية، بل رقماً صعباً يُحسب له ألف حساب. هو الآن بين الكبار، وسيبقى كذلك، لأن من يزرع بإخلاص، لابد أن يحصد المجد.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: