الحوادتصحافة واعلام

اعتداء على مستخدم بمربد بتغازوت يثير الجدل ومطالب بتحري الدقة في النقل الإعلامي.

مصطفى اومشيس- اكادير

تحول شاطئ كلم 25 بتغازوت، يوم الأحد 13 يوليوز، إلى مسرح لحادث اعتداء أثار موجة من الاستنكار، بعدما أقدم أحد المواطنين على تعنيف مستخدم بمربد السيارات، في مشهد موثق بالصوت والصورة، توصل به موقعنا، وأظهر فيه المعتدي وهو يمسك المستخدم من عنقه ويقوم بجره بشكل مهين.

وتعود تفاصيل الواقعة، حسب ما أكده مصدر مطلع، إلى مطالبة المستخدم، المكلف بتنظيم موقف السيارات، للمواطن المعتدي بضرورة ركن سيارته بشكل قانوني، وفق الضوابط الجاري بها العمل لضمان انسيابية حركة السير وتنظيم المربد، غير أن المواطن لم يتقبل الملاحظة، وانهال عليه بوابل من السلوكات العنيفة والعبارات النابية التي تخدش الحياء.

الغريب في الأمر، أن بعض المنابر الإعلامية سارعت إلى تبني رواية أحادية الجانب نقلها المواطن، دون عناء التأكد من ملابسات الحادث، أو الرجوع إلى الطرف الثاني في المعادلة، ما اعتبره مهتمون بالشأن الإعلامي إخلالا بمبدأ التوازن والتحري الواجب في قضايا الرأي العام.

وقد تدخلت عناصر الدرك الملكي بعين المكان فور إشعارها، وفتحت تحقيقًا أوليًا في الموضوع، أسفر عن استماع الطرفين، قبل أن يبادر المعتدي نفسه إلى تقديم اعتذار للمستخدم، بعدما علم بوجود تسجيلات موثقة توثق كل لحظة من لحظات الاعتداء، وهو ما دفعه إلى طلب الصفح، في مشهد يعكس حجم التسرع والانفعال الذي طبع سلوكه.

ويأتي هذا الحادث في وقت تحرص فيه السلطات الإقليمية بعمالة أكادير إداوتنان، تحت إشراف الوالي سعيد أمزازي، على تنزيل نموذج تدبيري مبتكر لشواطئ المنطقة، وعلى رأسها شاطئ كلم 25، الذي شهد في الآونة الأخيرة طفرة نوعية في مستوى الخدمات، من خلال تنظيم المرابد والأكشاك والكراسي بشكل يضمن راحة المصطافين، ويحول مستغلي هذه الفضاءات إلى شركاء فعليين للجماعة الترابية في التسويق الترابي وتشجيع الاستثمار السياحي المسؤول.

ويعد مربد السيارات بهذا الشاطئ واحدًا من المشاريع النموذجية التي عرفت تنظيمًا دقيقًا وشفافًا خلال هذا الموسم الصيفي، بشهادة عدد من الزوار، مما يستوجب احترام الجهود المبذولة من طرف العاملين به، وتوفير الحماية اللازمة لهم لأداء مهامهم بعيدًا عن التهديد أو الاعتداء، خصوصًا وأنهم يشكلون الواجهة الأولى لاستقبال الزوار، ويؤدون مهامهم في ظروف مناخية ومجالية لا تخلو من الصعوبات.

الحادث أعاد إلى الواجهة النقاش حول ضرورة التحلي بروح المسؤولية، سواء من طرف المواطنين في تعاملهم مع العاملين بمرافق الشاطئ، أو من طرف بعض وسائل الإعلام التي يفترض فيها الاحتكام إلى ضوابط المهنة والحرص على تقديم المعلومة من مصادر متعددة وموثوقة، حتى لا تسقط في فخ الإثارة والتضليل.

ويأمل المتتبعون أن تشكل هذه الواقعة لحظة مراجعة لكل الأطراف، حتى لا تتحول السلوكيات الفردية المنفلتة إلى عقبة أمام الجهود الجماعية الرامية إلى جعل شواطئ أكادير، وتغازوت على وجه الخصوص، وجهة نموذجية للسياحة الداخلية والخارجية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: