ثقافة وفنصحافة واعلامصوت وصورة

انطلاقة مميزة للمهرجان الوطني لفن الروايس بمدينة إنزكان الدشيرة

✍️ باسين عبد العزيز – أكادير

في أجواء بهيجة تنضح بالفخر بالتراث والاعتزاز بالهوية الثقافية الأمازيغية، واكبنا عن قرب انطلاقة فعاليات اليوم الأول من المهرجان الوطني لفن “الروايس” في دورته المتميزة، المنظم بمدينة إنزكان الدشيرة، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، كعنوان صريح على العناية الملكية السامية بالثقافة والفن الأصيل في مغرب التنوع والوحدة.

وقد شهد حفل الافتتاح حضورًا وازنًا، ترأسه السيد الحسن أذحمو، رئيس فرقة “الروايسة”، بحضور عامل صاحب الجلالة على عمالة إنزكان آيت ملول، السيد إسماعيل أبو الحقوق، إلى جانب وفد رسمي ضمّ عددًا من المنتخبين والمسؤولين المحليين، في مقدمتهم رئيس جماعة الدشيرة السيد إبراهيم الدوموش، ومجموعة من أعضاء المجالس المنتخبة، بالإضافة إلى شخصيات مدنية وعسكرية، ما أضفى على هذا الانطلاقة طابعًا احتفاليًا راقيًا يليق بالموروث الثقافي الذي يحتفى به.

انطلقت فقرات المهرجان بعروض فنية متميزة لفناني الروايس القادمين من مختلف جهات المملكة، حيث امتلأ فضاء العرض بالجمهور الغفير، الذي حجّ إلى المكان شغوفًا بأنغام الرباب وأهازيج الروايس، التي انطلقت قوية ومعبرة، حاملة في طياتها عبق الأصالة والتاريخ.

وقد تخللت هذا اليوم الأول لحظات فنية رائعة قدمها عدد من الروايس الرواد والمبتدئين، ذكورًا وإناثًا، ممن شاركوا في المسابقة الرسمية للفوز بجوائز المراتب الأولى، في أجواء تنافسية مفعمة بالإبداع والروح الفنية.

إن مهرجان الروايس، في يومه الأول، لم يكن مجرد انطلاقة تقليدية، بل كان بمثابة إعلانٍ قوي عن عودة الروح لهذا الفن الأمازيغي العريق، عبر عروض غنائية تحاكي الوجدان وتستنهض الذاكرة، وتؤكد أن الروايس ليسوا فقط فنانين، بل رواة حضارةٍ وهويةٍ ضاربة في أعماق التاريخ المغربي.

هذا الحدث الفني الوطني يُعد فضاءً رحبًا للتلاقي بين الأجيال، وفرصة للاعتراف بالجهود المتواصلة التي يبذلها الفنانون في سبيل صون فن الروايس وتطويره، ليبقى حيًّا ومتجددًا في ذاكرة الأجيال القادمة.

ولا يفوتنا أن نُحيي بحرارة كل من أسهم في إنجاح هذه التظاهرة منذ يومها الأول: منظمين، سلطات، إعلاميين، فنانين، جمهور ومجتمع مدني… فبفضل هذه الجهود الجماعية، انطلقت الدورة بنجاح كبير، واعدةً بباقي أيام غنية بالمتعة الفنية والوفاء للتراث.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: