صحافة الأجهزة.. التناسلية!!
===============================================
بقلم : رضوان الرمضاني
سنسير عكس القاعدة. وعوض أن نبدأ بالبسملة، كما جرت العادة، طلبا للبركة وللتيسير، سنبدأ برزمة من اللعنات، تماشيا مع السياق.
أولا: لعنة الله على الأنترنيت الذي فتح الباب أمام كل من هب ودب ليكتب ما هب ودب تحت عنوان «الصحافة».
ثانيا: لعنة الله على منكر يسمى الصحافة الإلكترونية مكن كل “منبوذ” من أن يكتب، ويسب، ويلعن، ويشتم، ويتهم، من شاء، ومتى شاء، وكيفما شاء، وإلى أن يشاء، بلا حسب، ولا رقيب، ولا ضمير، ولا أخلاق (مهنة طبعا).
ثالثا: لعنة الله على مبدأ يسمى “انصر أخاك ظالما أو مظلوما” يفرض علينا، نحن المحسوبون على حرفة الصحافة، أن نسكت على مُنكر يرتكب باسم الصحافة.
رابعا: لعنة الله على من رأى المنكر فسكت عليه. أما من أضفى عليه الشرعية، بأي شكل من الأشكال، ومنحه “القبعة”، فلعنات الله عليه إلى يوم الدين.
انتهينا من “المقدمة”، فإليكم العرض… وبعد العرض ستكون الخاتمة.
منذ شهور (ربما) ظهر في المشهد الإعلامي المغربي “موقع” غريب، تحت اسم “تيليكسبريس”. هذا الموقع، الذي يديره، أو يملكه، أو يكتب فيه، “صحافي مهني” له موقع في النقابة الوطنية للصحافة المغربية، لا يفعل غير تخوين هذا، وسب ذاك، وشتم الآخر، وللأسف، غالبا ما ترتكب هذه المنكرات باسم الوطنية، كأنما نحن جند من جنود البوليساريو، أو مقاتلون في صفوف القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.
وقد كان محزا في النفس أن يكتب هذا الموقع، وللتاريخ فله الريادة في اختراع جنس جديد في الصحافة تحت شعار “خمر، جنس، وشذوذ”، أن الزميل الفلاني “شاذ جنسيا”، وأن الزميل الآخر “يبيع أخته للخليجيين”، وأن آخر يعاني “مشكل ضعف الانتصاب”، وزد على ذلك ما شئت من الأساليب الوقحة.
ولو كان الأمر يتعلق بموقع يديره واحد من “الجزارين” لهان الأمر، وقلنا إن الحال هو الحال، ولا بأس أن يكون في مهنة ما طفيليون، أما وصاحبه (الموقع) “صحافي مهني”، وله موقع في نقابة الصحافيين، ويحضر لقاءات مع وزير الاتصال ليناقش أخلاقيات المهنة (هههه والله يلا بصح) فالأمر طامة كبرى.
ولست ممن سينجرون إلى اتهام “الزميل” بأنه مدفوع من “جهة ما” ليشوه سمعة فلان أو فلان، فلا أعتقد أنه في هذه البلاد “جهاز” بهذه الدرجة من الغباء ليلجأ إلى هذا الأسلوب الغبي لـ”تصفية خصومه”، لذلك أرى أن الأمر “عرض خدمات” لا أقل ولا أكثر، وكلما كان في الأمر “جفاء” من “الجهاز” كلما زادت جرعة “الوقاحة” عند “زميلنا” في الموقع المذكور.
وآخر ما فعل هذا “الزميل”، تعليقا على تعليقي على “خبر كاذب” نشره على الزميل علي أنوزلا، أن كتب “خبرا” آخر كاذبا يفيد بأن العبد لله سيستضيف علي أنوزلا في برنامج “في قفص الاتهام”. وقد فعل الأمر، في الوهلة الأولى، في شكل تحد، وفي الوهلة الثانية، في شكل “طنيز”.
ما على “الزميل” أن يعلمه هو أن “شتم” علي أنوزلا ليس مفخرة، والعداء معه ليس “شرفا”، وترويج الأكاذيب عنه ليس “وساما”. وتعبيري، من باب الغيرة على أخلاقيات المهنة التي تجمعنا بأمثالك، عن رفضي للحقارة التي كتب بها ما كتب عن الرجل لا يعني اتفاقا معه، واختلافي معه لا يعني أن أكررها كل يوم حتى يرضى عني أمثالك.
اختلافي مع أنوزلا، وهو بالتأكيد يعي الأمر، لا يبرر أن أكتب عن الرجل ما ليس فيه، أناقشه في أفكاره، وأعارضه في طروحاته، أحيانا بلطف، وأحيانا بقساوة، إنما لن يصل بي الأمر، مهما حدث، إلى أن أبحث في جهازه التناسلي إن كان قادرا على الانتصاب أم لا، فهذه مهمة لا يتقنها غير أمثال “زميلنا” في الموقع إياه.
واحترام أخلاقيات المهنة، أيها “الزميل النقابي”، لا يعني، بالضرورة، أن نتفق مع أنوزلا في ما يكتب. ولا أحتاج إلى تذكيرك وتذكير أمثالك، مع أنه لا أعتقد أنه في هذا المجال واحد يشبهك في ما تصنع، أنه ليس بيني وبين الرجل عن الاحترام، نحيي بعضنا إن التقينا والسلام، مع أن معرفته تشرفني أكثر مما تشرفني معرفتك.
أما موقفه من الصحراء، أو من الملكية، أو من قضايا أخرى، فمجالها الاختلاف الفكري، وليس البحث عما بين فخذيه… مرة أخرى أذكرك بأن هذه هواية أمثالك.
وموقفي من القضايا المذكورة لا أنتظر منه “رضى” ولا “أجرا”، ولا أعبر عنه بسبب من أختلف معهم.
وبعد المقدمة، والعرض، إليك الخاتمة..
أعي أنك ستشرع في السب في شخصي، وستشرع في البحث عمن أكون، ومن أين جئت.
من هذا المنبر، أؤكد لك أنني على استعداد تام لأفيدك بجميع ما تحتاج من معلومات، حتى الأكثر حميمية منها. أما وأنت لا يهمك في الناس غير أعراضهم، فإني أدعوك إلى ما يلي:
إذهب لتبحث في نزواتنا، وفي ميولاتنا الجنسية، وفي مغامراتنا العاطفية، وفي تاريخنا، وفي تاريخ أجدادنا، وفي تاريخ أجداد أجدادنا، وفي أشكال أجهزتنا (التناسلية طبعا)، فحتى إن نشرت أنني من أحفاد القردة فلن تثبت أنك صحافي.
لعنة الله عليك… أيها الزمن.
سنعود.