أعمدة

“أسلم تسلم “بين قيصر الروم “هرقل” و الفيلسوف “عصيد “

 

مختار خوش
إن عبارة” أسلم تسلم” التي كان سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام يحرص على أن يعتمدها في رسائله التي يوجهها الى عظماء وملوك في عصره،لها من الدلالات ما لايستطيع عصيد وأمثاله الذي همه الوحيد التفسير،والخوض بدون علم في كل شيئ هو متعلق بالدين،و كل ما من شأنه أن يستفز به أبناء جلدته من المسلمين،حيث لا يتوانى ولو لحظة لكتابته ولو كان على حساب إستقرار البلد،لقد كانت عبارة”أسلم تسلم” في رسالة سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام الى هرقل عظيم الروم هي التي جعلته يتأثر ويؤمن ويعترف بنبوته،أمام مبعوثه إليه،إلا أنه فضل أن يحافظ على حياته ومركزه على أن يشهر إعترافه بالنبي محمد عليه الصلاة والسلام،وكل التفاسير العلمية والمراجع التاريخية الدينية أكدت أن العبارة المشهورة” أسلم تسلم” كانت ذات بلاغة،وتحمل في طياتها أكثر من معنى،وكانت هذه العبارة بالضبط لا تشكل أي إحراج لكل من قرأها ولا تشكل أي خطر على مبعوث الرسول عليه السلام وهذا دليل على أن سيدنا عليه الصلاة والسلام يعرف جيدا العبارات التي يختارها عكس ما يفسرها به محدودي الفكر في زماننا هذا ..

كان العظماء والملوك في ذلك التاريخ يتمتعون بقدر كبير من الحكمة والتبصر، وكان جلهم يستعينون في اتخاد قراراتهم بالحكماء،والنجباء والسياسيين،وكبار الدولة، من الجيش والاقتصاد،وكانوا دائما يتشاورون في كل صغيرة وكبيرة في بلادهم،وكانت رسائل النبي محمد صلى الله عليه وسلم التي شغلت عقولهم قبل أن يتعرفواعليه،إستنفرت الإمبراطورية الرومانية  العظمى على أعلى مستوياتها ورسالة سيدنا محمد عليه أفضل الصلوات الى هرقل قيصر الروم،كانت رسالة من رئيس دولة صغيرة جديدة هي دولة المدينة المنورة، وجيشها على أكبر تقدير (3000) جندي، وعمرها لا يتجاوز (6) سنوات، وأسلحتها بسيطة، وعلاقاتها في العالم محدودة جداً، ومع ذلك كله كانت هذه الرسالة ترسل إلى هرقل قيصر الروم، الزعيم الأعظم للدولة الأولى في العالم الإمبراطورية الرومانية،والإمبراطورية الرومانية تسيطر تقريباً على نصف أوروبا الشرقية، غير تركيا والشام بكامله،وغير مصر وليبيا، وجيوشها تقدر بالملايين،وأسلحتهم متطورة جداً، وتاريخها في الأرض له أكثر من (1000) سنة،ويجب ان نضع كل هذه الأمور في اذهاننا ونحن نقرأ أو نسمع كتاب وخطاب الرسول عليه الصلاة والسلام إلى قيصر الروم..

ان عبارة “أسلم تسلم “بعد التأمل في قراءة عصيد لها يتضح أنه للأسف لازال متأثرا بخطابات القدافي،ورسائله الى أمريكا التي كان يحذر فيها دائما من خطر الإرهاب إبان الثورة الليبية للحصول على تأييد وحصانة لجرائمه وقمعه للمتظاهرين ..  وكلمة الإرهاب كانت دائما ذريعة من أمريكا والأنظمة الأوروبية لشن هجومات ،أو تشديد اللهجة ،وتضييق الخناق،وحتى التدخل في سيادة دول،بالتدخل في مناهج تعليمها،وخاصة التي  تدعي أن فيها تهديدا أمنيا  لبلدانها،وخاصة المناهج التعليمية للدول الإسلامية ،وبالضبط في مواد التربية الإسلامية.

والأكيد أن عصيد في رسائله المشفرة هذه يستهدف مناهج التعليم وخاصة مادة الإسلاميات ،أسوة بأسياده الديموكتاتوريين الأمريكان والأوروبيين.

اذا كانت عبارة “أسلم تسلم “جعلت هرقل عظيم الروم يلين،ويتأمل  في رسالة النبي رغم ديانته،ويرسل له هدايا عوض قطع رأس حامل الرسالة إليه جوابا على تحدي الرسول له،وانتصارا لقوته وكبريائه وتحكمه في ثلث العالم آنذاك ،إن كانت تحمل هذه العبارة ترهيبا وتخويفا حسب تفسير الفيلسوف عصيد،فعليه إن أراد أن يتفلسف في مفهوم الإرهاب فعليه أن يتفلسف فيه بدون المس بعقيدتنا واستقرار بلادنا، واحتقار منهج التربية الاسلامية.

مختار خوش /تيمولاي

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: