هموم صحفية ” عندما يتحول التكوين الصحفي الى سلعة للمتاجرة ”
محفوظ ايت صالح
تناسلت في الآونة الأخيرة العديد من من التكوينات التي تدعو إليها مجموعة من الهيئات التي تدعي خبرتها في التكوين الصحفي ، وأصبحت شواهد بمبلغ 300 درهم مقابل يوم من التكوين وكاس الشاي ، والغريب في الأمر ان هذه الجهات تناسلت بشكل كبير ، وأصبحت تعد الناس انهم سيتحولون الى صحفيين مهنيين ، بمجرد الاستفادة من هذه الدورات ، ويسعى بعض منظمي هذه الدورات لاستثمار أسماء بعض الوجوه الإعلامية المعروفة من اجل تمرير هذه الدورات وتسويغها وجلب ” الزبناء ” لها دون العمل على ان يكون المستفيدون من هذه الدورات فئة متجانسة ، ولها نفس الاهتمامات الإعلامية ، أن يفتح الناس على الممارسة الإعلامية ، فهذا امر لا ضير فيه ، ولكن ان يتحول التكوين الصحفي الى سلعة للمتاجرة ، كما هو الشأن لمدربي التنمية الذاتية ، الذين تناسلوا بشكل اكبر رغم ان هؤلاء المدربين لا يصل تأثيرهم حتى جيرانهم ، فما معنى ان تكون مدرب في التنمية الذاتية وأنت عاجز عن إقامة علاقة طبيعية مع جيرانك ، أي ميكانيزمات للتأثير سيكسبها هذا المدرب لطلبته ادا لم يكن هو أصلا ، لا يستطيع التواصل حتى مع اقرب الناس اليه ، ولكن بمجرد المشاركة في الدورات مقابل 2000 درهم يصبح الشخص الخجول الجبان الذي لا موهبة له مدربا في التنمية الذاتية والتطوير، كأي مهنة تحتاج الصحافة الى تكوين أكاديمي بمستوى جامعي لا يقل عن الإجازة ما عدا من كان تكوينه عصاميا والشاذ لا يقاص عليه كما يقول فقهاء الأصول بل يؤكد القاعدة ، كما يذهب في ذلك المناطقة لان الصحفي لا يمكنه ان يكون متابعا للشأن العام ما لم يكن مستوى إدراكه للأشياء التي تدور من حوله بدرجة عالية من التحليل والتفسير ، كما يجب ان يضيف الى ذلك المتابعة الدقيقة في بعض القضايا التي تكون مؤثرة على الشأن العام ، ولما لا الإلمام ببعض تفاصيلها ، فالتكوين والتكوين المستمر من الأساسيات التي لا غني لأي صحفي يحترم نفسه ويقدر مسؤوليته ، ولكن يجب ان يختار لنفسه الأشياء التي يحسن مع مرور الوقت انها تحسن من مستوى تعاطيه مع بعض المواضيع الدقيقة ، وكذا قدرته على التأثير من خلال كتابته على تغيير الأوضاع ودفع المجتمع الى إدراك نبل العمل الصحفي وحاجة المجتمع الى صحفيين متمرسين لا الى هواة متنطعين ، وكما قال الشاعر :
ما كل من ذاق الصبابة مغرم
ولا كل من عشق المدامة نديم
ولا كل من قرا الكتاب فهيم