ما جرى في مصر انقلاب عسكري وهؤلاء هم المدبرون الحقيقيون له

اكابريس : مواقع
قالت صحيفة النيويورك تايمز إن الانقلاب العسكري الذي وقع في مصر كان يدار من وراء الكواليس، ويديره أعضاء في النظام القديم، وبعضها مقرب من السيد مبارك وكبار الجنرالات في البلاد، وأن هناك من ساعد بتمويل وتقديم المشورة والتنظيم ، يجمعهم التصميم على إسقاط القيادة الإسلامية، بما في ذلك نجيب ساويرس، الملياردير وهو عدو صريح للإخوان؛ وتهاني الجبالي، القاض السابق في المحكمة الدستورية العليا وهي على مقربة من الجنرالات الحاكمين الآن، وشوقي السيد، المستشار القانوني لأحمد شفيق، آخر رئيس وزراء السيد مبارك، الذي خسر سباق الرئاسة لصالح الرئيس محمد مرسي.
وقال ساويرس أحد أغنى الرجال في مصر وواحد من جبابرة المؤسسة القديمة، للصحيفة، أنه كان يساند جماعة تمرد، التي قادت حملة عريضة للإطاحة بالرئيس مرسي. وتبرع باستخدام مكاتبه في جميع أنحاء الجمهورية وسخر البنية التحتية للحزب السياسي الذي يملكه – المصريين الأحرار- واعترف أنه قدم الدعاية من خلال شبكته التلفزيونية الشعبية -أون تي في- ومن خلال حصته الرئيسية في أكبر صحيفة خاصة في مصر – يقصد المصري اليوم – حتى أنه تكفل بإنتاج المواد الموسيقية والمصورة الشعبية التي لعبت دورا كبيرا في عملية الإطاحة مستغلا شبكته الإعلامية.
وقال ساويرس بغرور “لم يكن أحد يعرف أن تمرد هي أنا.. أنا لا أخجل من ذلك”.
وأضاف ساويرس أنه كان قد تنبأ علنا بأن الإطاحة بمرسي سيدعم الاقتصاد المصري الأخرق لأنه جلب مليارات الدولارات في صورة مساعدات من الممالك الغنية بالنفط التي خشيت من امتداد الحركة الإسلامية إلى شواطئها. لافتا إلى أنه بحلول يوم الأربعاء، كان ما مجموعه 12 مليار دولار تدفقت من المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والكويت وهو ما من شأنها أن تدفعنا لمدة 12 شهراً دون أي مشكلة”.
وأضافت الصحيفة أن الشوارع التي كانت في حالة من الهيجان والاحتجاجات، باتت بطريقة أو بأخرى أفضل لكثير من الناس في جميع أنحاء مصر: اختفت خطوط الغاز، وتوقف انقطاع التيار الكهربائي والشرطة عادوا إلى الشارع.
ورأت الصحيفة أن إصابة الحياة بالشلل في الجوانب السابقة وغيرها قد لعبت دورا مهماً- بقصد أو بدون قصد – في تقويض الحياة عموما في ظل الإدارة الإسلامية للسيد مرسي، وإفشال محاولات حكومته إحداث التحول المفاجئ.
وقال ناصر الفراش للصحيفة والذي شغل منصب المتحدث باسم وزارة التموين والتجارة الداخلية في عهد الرئيس مرسي. “الدوائر المختلفة في الدولة، سواء محطات تخزين الوقوقد أو السيارات الناقلة له إلى محطات الوقود، بالفعل شارك الجميع في خلق هذه الأزمة”.
واعتبرت النيويورك تايمز أن عودة الشرطة للشوارع سواء في شكل دوريات أو نشاط ملحوظ تعد العلامة الأكثر وضوحاً على أن المؤسسات جميعها وكتلة واحدة موالية للسيد مبارك بعقد “خلفي” رغم وجود مرسي في السلطة.
وقالت الصحيفة أن الرئيس محمد مرسي ناضل طوال فترة ولايته سنة واحدة لاسترضاء الشرطة، حتى سعى أنصاره إلى التخلص من الفاسدين منهم بدلا من محاولة إصلاح وزارة الداخلية. حيث زادت الجريمة والاتجار في المخدرات وحالة انسداد عامة للطرق ، معتبرة أن ذلك كان بمثابة تقويض ليس فقط لنوعية الحياة، ولكن الاقتصاد أيضا.
وأشارت الصحيفة إلى أن ضباط الشرطة أصحاب الملابس البيضاء العائدين لشوارع القاهرة يلقون احتقاراً على نطاق واسع، لافتة إلى أن تدخل الشرطة بالغاز المسيل للدموع وطلقات بنادق الحرطوش ضد الإسلاميين خلال اشتباكات في الشوارع على مدى الأسبوعين الماضيين، دفع معارضي مرسي بمدح رجال الشرطة على أنهم أبطال، وأن بعض المعارضين رفع اللافتات في جميع أنحاء المدينة بهذا المعنى، ولافتات أخرى تحمل صورة ضابط شرطة يبتسم لأطفال وفوق رأسه كلمات “الأمن الخاص بك هو مهمتنا، سلامتك هدفنا”.
وفي عموم مؤسسات الدولة أشارت الصحيفة إلى توغل نظام مبارك فيها وقالت “عندما تمت إزالة السيد مبارك بعد ما يقرب من 30 عاما في منصبه في عام 2011، والبيروقراطية التي بناها بقيت إلى حد كبير في المكان. احتفظ العديد من قادة الأعمال، وأعضاء من حكومته القديمة بثرواتهم ونفوذهم”.
ولفتت إلى أن ذلك كان سببا في عدم قدرة الرئيس مرسي في تمديد سلطته على أجهزة الدولة المترامية الأطراف، على الرغم من وصوله إلى السلطة من خلال الانتخابات الأكثر حرية في تاريخ مصر، واشتكى حلفاؤه مما أسموه “الدولة العميقة” وتقويض جهوده في الحكم.