بصهيل الخيل ورقصة احواش ودقة كناوة رحب اهل تيزنيت بالوزير قيوح لافتتاح مهرجان تيميزار الفضة

الحسن البوعشراوي
بالزينة الجميلة الاخادة والبسمة بالوجوه البشوشة ، وتحت صهيل الخيل ونغمات صفير العواد ورقصات أحواش الايحاحية ، استقبل اهل تزنيت زوارهم الذين توافدوا من جميع جهات المغرب للحضور والمشاركة في الاحتفال البهيج الخاص بافتتاح مهرجان تيميزار ” الفضة ” ، فالكل ساهم من زاويته ليظهر ان اهل تزنيت كلمة ويد واحدة من اجل انجاح هذا المهرجان الذي قل له نظير ، فالزرابي المزركشة البديعة الالوان واسراب من الخيل المصونة وهي تترنح بهذوبها وفرسانها متأبطي الجأش ببنادق تقليدية زادتهم شهامة ، مجموعات غنائية راقصة منها العواد واحواش وكناوة ، هندام كل مجموعة يدل على صياغة وفنون القبيلة التي منها ينحدرون ، كم الجمهور الغفير الذي قدم لساحة المشور الخالدة يدل على شغفهم لهذا النوع التراثي العريق ، ملامح الوجوه المرابضة بجنبات الساحة تدل على ان من بينهم زوار توافدوا من كل حدب وصوب للتمتع بهذا المهرجان الذي ستعرفه تيزنيت في ايام صيفية طوال ، والذي ستتخلله معارض وندوات وسهرات قل لها نظير ، هذا من اجل الترويح عن النفس في هذه المدينة الهادئة المفعمة بالسكينة وطيبة أهلها السوسيون .
بالفعل كان حفل الافتتاح جميلا كل شئ منظم ، اجنحة المعارض مصفوفة حيث تناغمت ايادي الصياغ بمعدن الفضة بالتخرام واللياكة والتشباك والتسباك ، وبرعت في اعطاء منتوج من الحلي البديع الشكل والألوان ، لم يقصر منظمو المعارض على استقطاب الصناع التقليديون من المغرب فقط ، بل تركوا الفضاءات لدول اخرى لها باع طويل في انتاج اروع الحلي الفضية على الصعيد العالمي ، هذا من اجل كسب الخبرة وزرعها في عقول الصياغ بالمدينة وتحديتها لتساير العصر .
والعجيب في الافتتاح ذلك الذي تتميز به دهشة هذه السنة للمهرجان ، هو ذلك الخنجر الكبير ” تكميت ” طوله ” ثلاثة امتار ” ، والذي برعت فيه الأيادي لتخرجه الى الوجود وفي شكل بديع جميل ، ابهر الحضور وتوالت عليه لتاخد صورا تبقى ذكريات شاهدة على هذا اليوم المعلوم .
حفل الافتتاح عرف حضور وزير الصناعة التقليدية ” عبد الصمد قيوح ” يترنح بين ثلمة من أسياد المدينة منهم رئيس المجلس البلدي أوعمو عبد اللطيف و النواب البرلمانيين ومجموعة من الفعاليات السياسية والجمعوية ، وبوجهه البشوش شارك الكل الحفل وبدون تملق ولا نفاق ، همة أخدها من والده الذي بصم ايجابيات في تاريخ سوس المناضلة ، قطع شريط افتتاح المعرض تحت أهازيج الطبول وصفير العواد ودقة كناوة ، و صخب ازدحام المصورين والصحفيين ، كان منظرا جميلا واخادا حتى يخيل لنا اننا نحن ايضا لمرحبون ولهي لاشارة لها مفاهيم ، ليمر بعد ذلك بأرجاء المعرض ليتعرف على الصناع المشاركون وخصوصا الذين قدموا من دول اخرى والذي شكلوا اضافة نوعية لهذا المعرض الواسع الاركان .
كما لم يفت الامر لوزير الصناعة التقليدية ان اقترب لصانعي الخنجر الكبير ” تكميت” ليمدوه بمعلومات كافية عن هذا المنتوج العجيب ، وطريقة صياغته والمادة التي منها سبك ، لياخد الكل رفقة الوفد المرافق صورا لتبقى راسخة في ذكريات المستقبل ، ليتجه الوفد الوزاري في النهاية لورش للصناعة التقليدية والمركب فوق شاحنة كبيرة متنقلة ، خصصها مكتب التكوين المهني كورشة نموذجية لتثير فضول الشباب وتشجيعهم للالتحاق بمعاهد التكوين المهني ، ومن هناك أعطيت للوزير والوفد المرافق له شروحات عن كل ما تحتويه هذه الورشة المتنقلة من آليات ومعدات تقنية لاستعمالها في الصياغة والسماكة والتخرام .
وفي الختام توجه الوفد الى قاعة باحدى الفنادق بتزنيت حيت اقيم حفل كبير على شرف الحضور ، حيث القى المنظمون كلمات كلها عبارة عن اهداف المهرجان وكذا كلمات ترحيبية بالحضور ، كما تقدم وزير الصناعة التقليدية ليقدم كلمة منوها بكل المتداخلين وخصوصا الشركاء الذين تفانوا في اخراج هذه الدورة للوجود والتي سيكون لها وقعا اقتصاديا وسياحيا وثقافيا واجتماعيا على الجهة والاقليم .
وكانت كلمة لمدير المهرجان كافية ليعي البعض انما هذه هي البداية وان الحفل والاحتفال سيعم ارجاء المدينة كلها ، حيث السهر والمرح ، وفسح المجال لاشراك تجار وصناع المنطقة بهجتهم وحفلهم الذي سيبقى على مر الزمان .