أكادير.. ممارسات غير مهنية بممر تفوكت تثير الجدل ومطالب بتنظيم يخدم كافة المهنيين

باسين عبد العزيز
يشهد ممر تفوكت، أحد أبرز الممرات التجارية والسياحية في قلب مدينة أكادير، حالة من التوتر بسبب ممارسات وُصفت بغير المهنية من طرف بعض الجهات التي تم التطرق إليها خلال ندوة صحفية، وهو ما أثار استياء عدد من المهنيين والتجار، خاصة بعد ما اعتبروه استفزازاً لمنتوجاتهم وطريقة عرضهم داخل الفضاء.
اللقاء، الذي احتضنته غرفة التجارة والصناعة والخدمات بأكادير، عرف حضوراً مكثفاً لتجار الممر وأعضاء من الجمعية المهنية للصناعة التقليدية، وتم خلاله طرح عدة إشكالات يعيشها هذا الفضاء الحيوي، من أبرزها احتلال الملك العمومي، التضييق غير المباشر على الزبائن، وممارسات تعكس غياب التنسيق والتنظيم بين الفاعلين داخل الممر.
وقد عبّر المتدخلون عن تخوفهم من تأثير استمرار هذه الوضعية على صورة الممر كمعلمة تجارية وسياحية مهمة بالمدينة، خاصة في ظل التحديات المرتبطة بجذب الزوار والحفاظ على تنافسية الفضاء التجاري.
وأكد عدد من المهنيين أن المشكلة لا تتعلق بصراع بين التجار أو الحرفيين، بل تنبع من غياب إطار تنظيمي واضح وشامل ينظم العلاقة بين مختلف الأطراف، ويضمن احترام القانون ومبدأ المنافسة الشريفة، بما يخدم مصالح الجميع دون استثناء.
وطالب المشاركون في الندوة بتدخل عاجل من الجهات المعنية، وفي مقدمتها السلطات المحلية والغرف المهنية، لإرساء قواعد واضحة للعمل المشترك داخل الفضاء، وتفعيل القوانين المنظمة لاستغلال الملك العمومي، بما يحفظ كرامة المهنيين ويضمن جودة الخدمات المقدمة للزوار.
كما دعا المتدخلون إلى فتح حوار جاد وشامل يضم كافة الأطراف المعنية دون إقصاء، من أجل بناء أرضية مشتركة للتعاون وتجاوز الإشكالات القائمة، بما يساهم في تعزيز صورة أكادير كوجهة تجارية وسياحية راقية.
ويجمع الفاعلون في القطاع على أن مدينة أكادير، بما تملكه من مؤهلات اقتصادية وسياحية، بحاجة إلى منظومة تنظيمية متماسكة وفعالة، تُكرّس مبدأ احترام الحقوق وتُعزز الاستقرار المهني، لتحقيق تنمية اقتصادية عادلة وشاملة يستفيد منها الجميع.
وإلى حين صدور توضيحات رسمية من الجهة التي يرى بعض التجار أنها تمارس عليهم ضغوطاً وابتزازاً يؤثر على نشاطهم المهني، يظل الغموض يلفّ خلفيات هذا الوضع الذي دفعهم إلى دق ناقوس الخطر، محذرين من ضياع مصدر رزقهم، خاصة أن هذا الفضاء يُعتبر مورد عيش لأكثر من 165 أسرة. ويمكن للمهتمين الاطلاع على التفاصيل الكاملة ومتابعة تصريحات المتضررين من خلال الفيديو المرفق الذي يوثّق كل المعطيات من عين المكان.