ثقافة وفن

مهرجان أمسادار بإفران الأطلس الصغير يتوج المستشار الملكي أندري ازولاي بدرع فارس السلام في دورته الأولى

    ”  فارس السلام مستشار جلالة الملك اندري ازولاي ” كلمات وردة على لسان مدير مهرجان التعايش بافران الاطلس الصغير في أكثر من مناسبة على مدى أطوار مهرجان امسادار و قد لوحظ انه كلما ذكر اسم ازولاي من طرف مدير المهرجان إلا و يستقبل بزغاريد النساء و الأهازيج مما يوحي انأ ساكنة أفران كانت تنتظر بشوق ابنها على حد تعبير احد الفاعلين الجمعوين و هنا يقول محمد امنون باحث في تاريخ اليهود بالجنوب المغربي ومدير المهرجان أن ازولاي من أصول افرانية و قد غادر احد اجدادة افران إلى ايليغ حيث يوجد قبر جده موشي ازولاي ، و يشار أن المهرجان أسدل الستار عن فعالياته يوم الأحد الماضي بمركز جماعة إفران الأطلس الصغير على وقع نجاح جماهيري كبير وغير متوقع، إذ حضر وتابع فعالياته أزيد من 120 ألف متفرج على مدى ثلاثة أيام، حسب ما ذكرته مصادر أمنية. وتفاجأ المنظمون ومعهم ساكنة الجماعة القروية بالإقبال الجماهيري غير المسبوق، وحضور زوار من مختلف المدن والجماعات المجاورة، خاصة من كل من كلميم وبويزكارن وتغجيجت وتيمولاي ولخصاص وفم الحصن وتيزنيت وإنزكان وأكادير وتالوين وغيرها.

  وتتحدث ساكنة المنطقة، ومعهم المنظمون، بافتخار واعتزاز كبيرين عن نجاح المهرجان، خاصة أنه مر في أجواء جيدة، ولم تسجل أية حادثة أو اصطدام بين الجماهير الحاضرة، رغم كثافتها وكثرة عددها. وفي هذا الإطار، يقول محمد أمنون، مدير المهرجان ورئيس جمعية إفران الاطلس الصغير للتنمية السياحية، “نحمد الله على أن شعار المهرجان تحقق وتجسد على أرض الواقع، خلال فعاليات الدورة.. فالتعايش والحب والسلام كانوا سائدين بين الجميع، وأرض إفران ومعها الساكنة أبانوا عن حسن وكرم ضيافة لا نظير لهما وأثبتوا أن إفران – الأطلس الصغير تستحق أن تلقب بـ “أرض السلام وأرض التعايش”، فشكرا جزيلا للساكنة وألف شكر لكل الزوار”.

  وعرف المهرجان على مدى أيامه الثلاث تنظيم عدة أنشطة ثقافية ورياضية وفنية جسدت أصدق تعبير عن شعار المهرجان. ففي صبيحة اليوم الأول، (يوم الجمعة) كان عشرات الفعاليات الجمعوية على موعد مع أربع دورات وورشات تكوينية، أولاها حول “الحماية المؤسساتية للتراث” والثانية حول “الحماية القانونية للتراث” وثالثة حول “الكتابة الأمازيغية تيفيناغ”، ورابعة في موضوع إعداد المشاريع، أطرها كل من الأستاذ أحمد أموس والأستاذ عبد الله أبودرار والأستاذ أحمد عديدي والأستاذ… . وفي مساء نفس اليوم، كان الجمهور وزوار المهرجان على موعد مع سهرة فنية كبرى، انطلقت بفقرة من أحواش ماخفمان، بمشاركة كل من لحسن أجماع، الحاج عابد أوطاطا ومولاي الغالي والمحفوظ زنيور، صعدت بعدها فوق منصة السهرة كل من مجموعة تنزروفت باند ومجموعة إجديكن إفران المحليتين، وقدمتا عدة أغان نالت استحسان الجمهور، لتفسحا المجال بعدها إلى واحدة من كبار رواد فن ترويسا، التي صارت تفرض نفسها يوما عن يوم في مجال الأغنية الأمازيغية، وأصبح لا يستقيم مهرجان فني دون أن تكون إحدى ثوابته، ويتعلق الأمر بالرايسة فاطمة تاشتوكت، لتختتم السهرة بفقرة الفنان الحسين أمراكشي، الذي فعل ما شاء فوق المنصة، وجعل الناس متسمرين في أماكنهم لا يبرحون ساحة الحفل إلى غاية الساعات الأولى من صباح اليوم الموالي.

  خلال صبيحة اليوم الثاني من فعاليات المهرجان، تم تنظيم ندوة وطنية حول موضوع “التراث والهوية” شارك فيها عدة أساتذة باحثين ودكاترة وإعلاميين، وفي مقدمتهم الباحث الأمازيغي أحمد عصيد، والدكتور عز الدين بونيت، والأستاذ الحسين أيت باحسين، وآخرون. وكما كان مبرمجا، فقد كان لعشرات الأطفال بإفران الأطلس الصغير فرصة لقاء بعض قدماء المنتخب الوطني، وعلى رأسهم اللاعب الدولي السابق بابا، صاحب الهدف التاريخي الذي توج من خلاله الفريق الوطني بالكأس القارية الوحيدة في تاريخ مشاركاته في كأس إفريقيا للأمم، إضافة إلى الإطار الوطني، المدرب عبد الهادي السكيتيوي، والحاج لحسن الكاموس، أحد قدماء مسيري فريق حسنية أكادير. وقد كان اللقاء فرصة لتوزيع لباس رياضي كامل على أزيد من 112 طفلا من أبناء المنطقة.

  وفي مساء نفس اليوم، كان جمهور وزوار المهرجان على موعد مع سهرة ثانية، اختير لها اسم ليلة الوفاء للأوفياء، تم خلالها تكريم عدد من الفعاليات التي أسدت خدمات جليلة للمنطقة وأخرى حاملة لمشعل وقيم التسامح والتعايش في المغرب، وعلى رأسها، فارس السلام وحوار الأديان، الذي تعذر عليه الحضور واعتذر عن ذلك في آخر لحظة عبر اتصال هاتفي مع إدارة المهرجان بسبب التزامات وطنية خارج المغرب، إضافة إلى تكريم وزير الثقافة محمد أمين الصبيحي، والفنانة فاطمة تبعمرانت والحسن بوفوس، مخرج برنامج “أمودو” والسيد والي جهة كلميم السمارة والسيد أحمد حجي مدير وكالة الإنعاش والتنمية الاجتماعية والاقتصادية لأقاليم الجنوب وماستر التراث والتنمية وفعاليات أخرى.

  وأحيا حفل ليلة الوفاء للأوفياء كل من مجموعة نجوم كلميم الحسانية، ومجموعة اكروبات إنزكان، التي قدمت عروضا من فنون الرما سيدي علي بن ناصر. بعدها صعدت إلى منصة الحفل مجموعة تودرت، وأدت كشكولا من أغانيها الأمازيغية الرومانسية، ألهبت بها حماس الجماهير الحاضرة، التي طالبتها بالمزيد. مباشرة بعدها كان الجمهور على موعد مع الفنان سعيد أوتجاجت، لتختتم الفنانة الكبيرة فاطمة تبعمرانت، ابنة المنطقة، حفل اليوم الثاني، بعدما تركت انطباعا في نفوس ساكنة المنطقة وزوارها سيظلون يتحدثون عنه لعقود، خاصة أن الجميع تجاوب مع أغانيها، وأطلقت النساء الزغاريد ترحيبا بالفنانة تبعمرانت، خاصة أنه لأول مرة في تاريخ المنطقة تغني الفنانة أمام جمهور حطم كل الأرقام القياسية، وفاق تعداده 45 ألف متتبع. هذا الحضور الجماهيري الكبير جعل المنظمين يعتبرونه أكبر وأبلغ رسالة للرد على المجلس الجماعي لإفران – الأطلس الصغير الذي تخلف عن الموعد ولم يقدم أي دعم للمهرجان، بل منهم من حاول الحيلولة دون تنظيمه ووضع عراقيل أمامه، ومن بينها المحاولة الفاشلة لقطع التيار الكهربائي عن ساحة الحفل، إلا أن المنظمين توقعوها واستعانوا بمولد كهرباني استقدموه لذات الغرض.

  خلال اليوم الأخير، كان الجمهور مع حفل فني ختامي أحيته كل من مجموعة أحواش إفران ومجموعة نجوم إفران ومجموعة تكمات، بعدها أدت المجموعة الأسطورية أودادن مجموعة من أغانيها التي يحفظها الجمهور عن ظهر قلب وتجاوبوا في أدائها مع المجموعة، لتختتم فعاليات الدورة الأولى بفقرة غنائية لمجموعة إزنزارن محمد الشامخ، التي أدت مجموعة من أغانيها الخالدة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: