أعمدة

تأنيب الضمير

 

بقلم      فاطمة الزهراء كدي

كيفما كنت وكيفما ستكون, حنين أو قاسي القلب, سيأتي يوما تذرف عيناك دمعة ندم,سيأتي يوم تحس أنك ظلمت أحد ,سيأتي ذالك اليوم مهما طال الزمن.

مادمنا بشر فنحن نخطئ لكن أفضلنا من يخطئ ويحس بخطئه أولا ثم يصلحه, وهذا الإحساس هو ما يسمى بتأنيب الضمير ,وما دمت تحس به فأنت على قيد الحياة.

فهو شعور نبيل يساعدك على تصحيح الغلط قبل فوات الأوان ,حيت يمكن أن لا تسمح الفرصة مجددا لنا بأن نعتذر ,إما بسبب سفر الشخص قريب أو بعيد من الممكن أن يعود منه أو لا يعود .

فسبب شقاء بعض البشر إدراكهم بخطئهم ,وإحساس بالذنب اتجاه شخص ما ,لكن مع ذالك لا يستطيع طلب المسامحة والصلح ,أو بالمعنى الأصح يعترف بخطئه مع نفسه لكن لايعترف به أمام الغير, ولا يحاول بذل مجهود بالقيام بخطوة صلح ,إما كبرياءه أو غروره أو إحساس بالخوف من ردة فعل المتضرر….

لكن الإدراك بالخطأ هو في نفس الوقت مبادرة جيدة,تبقى الخطوة الثانية وهي الاعتراف به.

فالحقيقة  الحياة جد قصيرة تمر الأيام بسرعة ,تتسارع الأنفس في ما بينها ,هناك من أغرته ملذات الحياة وأبعدته عن جانب الأخلاق  ,فلا تنسوا أن الكذب مهما طال ينكشف .

فمثلا  وقع لي موقف محرج مع صديقة لي حسبتها أختا لي ,كذبت وأنا أعلم كل القصة منذ بدايتها ,لكن أتظاهر بأنني لا أعلم شئ ,فالغريب في الأمر أنها تأتي لزيارتي كل يوم وتتصل بي ,وتقول لي دائما عبارة أنت أختي .

لكن الحقيقة الثقة  انعدمت بها ,ومسايرتي لها فقط لسببين الأول وهو أنني أتمنى أن يؤنبها ضميرها ,وتقول الحقيقة ,مادمت الفرصة موجودة ,زائد أنني لا أريد أن أضعها في موقف محرج ,بل أنتظر فقط.

الآن بدأت أتجاهلها بعض الشئ  قلت اتصالاتي ,كلماتي , أبتعد بهدوء حتى تذرك خطئها .

فنصيحتي أنك إن اعتذرت هذا لا يحط من مقدارك بل يزيدك قيمة مع نفسك ومع الغير كما يقول المثل المغربي المشهور “صفي تلقى ما تشرب”,ومعناه واضح فصفاء الأفعال يجعلك صافي القلب وهكذا تحس بالراحة وعدم تأنيب الضمير.

فكثير منا قبل النوم يفكر كثيرا في ما وقع خلال اليوم ,وهذه هي فرصتك في مراجعة نفسك ,حيت تذرك بعض النقط والتفاصيل ,التي  ربما  تصرفت  في لحظة غضب  بتصرف ظهر لك أنه تصرف عادي ,لكن يمكن أن يكون تصرف غلط ولهذا سوف تكون قد تهورت بدون قصد ,وجرحت بدون قصد.

فلهذا إن أحسست بتأنيب الضمير لا تتأخر ,وأعترف به  وصححه قبل أن ينظر لك الغير بنظرة خاطئة ,وقبل أن يتطور المشكل وتصبح نادما .

فتصحيح الخطأ ليس بخطأ بل الخطأ هو أن تترك الخطأ خطأ.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: