سألوني من أين أنت ؟ فأجبتهم بسرعة “من بلاد الغرائب…

سألوني من أين أنت ؟ فأجبتهم بسرعة “من بلاد الغرائب طبعا” ، فتعجب الجميع من كلامي “احقا هناك بلاد تسمى الغرئب؟” ، فتبسمت رغم عني ثم انصرفت بهدوء ، بينما أنا في طريقي الى البيت ، راودتني العديد من التساؤولات ، هل أنا على صواب ؟ هل أنا طبعا أعيش في أغرب بلد في العالم ؟ فجأة سمعت صوت يقول ” نعم، لقد أصبت ، لقد أصبت “.

” اليس من الغريب أن يموت المواطنون في الجبال من الفقر و البرد في بلد يحتل الرتبة الأولى من حيث الإستثمارات الخارجية بشمال افريقيا ؟ أليس من الغريب أن تحتل بلادك الرتبة الأولى عالميا من حيث سيارات الدولة ، و عندما تريد شهادة الحياة في الإدارة العمومية يجب ان تنتظر أسبوع وليلة ؟ أليس من الغريب أن تأخد بلادك قروضا من البنك الدولي ، بينما تصرف المليارات من الدراهم على المهرجانات في أسبوع فقط ؟”.

نظرت إليه فرأيته يبكي و يتحسر ، رفع رأسه الى السماء ثم قال بصوت عال ” اليس من الغريب أن تجد مجتمعات يكرمون معلميهم بتدليك أرجلهم ، وفي بلدكم يكرمون المعلمين بالهروات اذا طالبو بحقهم ؟ أليس من الغريب أن ترتفع نسبة اغتصاب الذكور و الفتيات الصغار ببلدكم بينما ترتفع نسبة العنوسة لديكم ؟ أليس من الغريب أن يعيش نصف الشعب على عتبة الفقر و جامعة كرة القدم تصرف 190 مليارا في أربع سنوات ؟ أليس من الغريب أن تنتظروا من نواب الأمة أن ينوبوا عنكم وأن يتحدثوا عن إعادة تصريف هذه الأموال في ما يهم الشعب ، فيردوا عليكم بفتح حوار عن زراعة القنب الهندي ؟” .

فتبسمت مرة أخرى و قلت له ، لقد صدق من قال “إذا كنت في المغرب فلا تستغرب”.