أعمدة

دجل في العقول

   صحيح أننا في زمن التقدم العلمي و التجارب الحديثة ،  صحيح أننا في زمن الاكتشافات العلمية المتجددة و الثورة المعلوماتية الفتاكة ، كما أنه صحيح أننا في زمن الافلاس الفكري و الثقافة المحدودة و التقليد الأعمى ، زمن التباهي بالحضارات الغربية والعقليات الأروبية ،  زمن نكران الذات والأصل والبحث عن مواضيع تنعش أقلامنا الميتة  ، الباحثة عن  متنفس ينسيها الواقع المرير وعذاب الضمير.

 جليا ما وقفنا تائهين غير مصدقين منبهرين لما وصل اليه العلم الحديث ، من نظريات وقوانين تحكم حركة الكون مكتفون بالتهليل والتصفيق ونظرات الاعجاب والتقدير، دون أن نكلف أنفسنا عناء الرجوع لأصلنا فالرجوع للأصل فضيلة ، لكن أين هي الفضيلة..؟ لا نحمل أنفسنا عناء البحث و التمحيص و اكتشاف أن جل ما وصل اليه علماء العصر الحديث تجلى في كلام الله المنزل علينا في القران الكريم ..

صحيح أن هّذا الزمن ليس ذاك الذي ولى فكل شيء تغير… البنايات ، الطرقات وسائل الاتصال ، حتى طرق العلاج.

 فقديما في عهد رسولنا الكريم لم تكن هناك أدوية أو مختبرات أو أبحاث لعلاج الأمراض ، لم يكن هناك سوى النباتات الطبيعية التي أوصانا بها الرسول عليه الصلاة و السلام ، والتي للأسف أصبح البعض الآن ينعتها بالرخيصة بالإضافة الى  العلاج عن طريق الرقية الشرعية الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم ، والمتمثلة في بعض الآيات القرآنية و الأوردة و الأدعية ، أما الآن و أمام موجة الاكتشافات الطبية و الأدوية الاصطناعية الجديدة ، أصبح العلاج بالنباتات و الرقية الشرعية ما هي الا توا ليف وتمائم وشعوذة ، لكن ماذا عسانا نقول سوى شتان بين الرقية الشرعية و الشعوذة  فهما بحران لا و لن يلتقيان …

وكما ذكرنا  ، صحيح أن العديد من الأشياء في حياتنا تغيرت ، و لكن فرائضنا لم تتغير أوقات الصلاة ، لن تتغير كلام الله المنزه ،  لا و لا يمكن أن يتغير سنة نبينا علية الصلاة و السلا م  ووصاياه  ، لن تتغير باختصار دستور حياتنا القران و السنة وقيمنا الدينية و ضمائرنا الحية لا يجب أن تتغير.

وبالرجوع الى الأقلام النائمة التي صحت من غفوتها  ، لترسم معالمها الغير واضحة على مواضيع تفتقر فيها الى البحث و المعرفة وتركز على نقط لا أساس لها من الصحة ، لتحاول تمويه الناس عن الهدف و الغرض الرئيسي لبعض المواضيع ، التي تخص الرقية الشرعية رافعة راية الضمير المهني و الواجب الاعلامي.

    فأين أنت أيتها الأقلام من البورنوغرافية الإعلامية والجنس الفموي؟ أين أنت أيتها الأقلام من المواسم التي تسزد فيها طقوس زواج المثليين ويقدم فيها الاطفال قرابين لمن رفعتهم اموالهم لمنصب الشيوخ فوق موريديهم  ؟ أين أنت أيتها الأقلام من الأوكار الحقيقية للدجل و الشعودة؟ واين انت ايتها الاقلام لمن يستحلون اكل رمضان جهارا مستفزين مشاعر المسلمين ؟ واين انت ؟ واين انت ؟ واين انت ؟… عدرا لن اضيع لكم وقتكم ، لن تجدوا هذه الاقلام الا ادا رحلتم الى ما وراء الطبيعة …!!!!

 

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: