الاسطورة ” خربوشة ” لحميد الزوغي يفتتح النسخة السادسة لملتقى سوس الدولي للفيلم القصير بايت ملول

الحسن البوعشراوي

افتتح٬ ليلة أمس الجمعة 10 ماي 2013 ،  فعاليات ملتقى سوس الدولي للفيلم القصير في نسخته السادسة بايت ملول   ، والمنظم من طرف محترف كوميديا لمسرح العرائس والإبداع الفني بتعاون مع عدد من الشركاء ، والذي يجري  من 10 ماي إلى  12 منه ،  بعرض الشريط السينمائي “خربوشة ” وهو  من الأفلام المغربية الناجحة والقيمة والتي تؤرخ لزمن كانت فيه السيبة طاغية على الحق ، الفيلم عن سيناريو الناقد السينمائي خالد الخضري مع شقيقه عبد الباسط الخضري، وأول أفلام المخرج حميد الزوغي.
هذا الفيلم يدور أساسا حول شخصية المغنية الشعبية والشاعرة “حادة الزيدية” التي تحدت القائد أو الحاكم المستبد الطاغية في التاريخ المغربي الذي يعود إلى أواخر القرن التاسع عشر، وجعلت سلاحها الوحيد في مواجهة بطشه هو الكلمة والغناء. وقد عرفت أشعار حادة، أو “خربوشة”، بالعيطة، وهو نوع من الغناء التحريضي المشوب بنغمة حزينة، فقد قتل الطاغية المستبد كل أفراد أسرتها ونجت هي لكي تحقق انتقامها وتصبح سلاح الضعفاء في مواجهة الاستبداد، وذلك كله في اطار الصراع القبلي الذي كان سائدا في تلك الفترة قبل تأسيس المغرب كدولة حديثة.

هناك جانب “أسطوري” لاشك فيه، في حكاية “خربوشة”، رغم أنها رواية حقيقية. وقد تطورت الأسطورة واستقرت في ضمائر المنشدين والمغنين من الأدب الشعبي أو الشفوي المغربي، عبر العصور، لأن الشخصية المتمردة هنا التي تمكنت من قهر القائد الظالم وتحطيمه نفسيا وأصبحت رمزا للبطولة هي شخصية امرأة.
وهو يحاول إسكاتها بشتى الطرق: بالتهديد والوعيد والإيذاء والاعتقال، ثم لا يجد سوى سلاح القهر الذي يستخدمه الرجل ضد المرأة في مجتمعات القبيلة، أي بالزواج كوسيلة للإخضاع. فيعرض عليها القائد عيسى بن عمر أن تتزوجه، لكي يضمن بالتالي سكوتها بعد أن تصبح حريصة على مصالح القبيلة التي تندمج فيها. لكنها توافق، بينما تخفي بالطبع “أجندتها” الخاصة، وهي تحطيمه وفضحه على الملأ من منابر السلطة.

يشار إلى أن اليوم الأول من فعاليات هذه الدورة٬ التي تميز حفل افتتاحها بالخصوص بحضور  كل من رئيس المجلس البلدي لايت ملول وباشا المدينة ووفد مرافق لهم يمثلون المجالس المنتخبة ورؤساء المصالح ، كما حضر حفل الافتتاح ممثلين ومخرجين معروفين في الساحة السينمائية الدولية والوطنية  منهم الفنان محمد الجم و الفنانة  المغربيية بوشان فاطمة  والممثل حسن علوي والفنان عبد الجليل البعمراني ، إضافة الى ممثلتين ومخرجين اخرين من دول اخرى من ليبيا والجزائر وتونس ومصر وسوريا وفلسطين والعراق وفرنسا وبلجيكا وكوريا الجنوبية والمانيا والكويت ، ووجوه فنية اخرى.

في البداية اعطى مدير المهرجان ” حنكاش ” كلمة رحب فيها بالحضور وخصوصا من قدم من بعيد من اجل المشاركة في هذا الملتقى السينمائي ، وشكر كل من شارك من قريب ومن بعيد لانجاح هذا العرس الفني السينمائي ، ليعقب على المنصة بعد ذلك رئيس المجلس البلدي الحسين اضرضور ، لؤكد في كلمته مذى الفرحة الكبرى لاهل ايت ملول بتنظيم مثل هذه الملتقيات الدولية بنفودهم ، شاكرا المنظمين على الاهتمام بالتعريف بالجهة التي تزخر بالشئ الكثير .

لينتقل الكل الى الاحتفاء بالسنما الكردية ” كورديستان العراق ” بحيث تم توزيع عدة شواهد وتدكارات الملتقى على المخرجين والممثلين الكرد ستانيين الذين حضروا للمشاركة في الملتقى والذين بلغ عددهم تسعة ، وانتهزوا الفرصة لتعطى لهم الكلمة ليعبروا فيها على فرحتهم القدوم الى المغرب والمشاركة في هذا الملتقى الدولي ، والاحتفال بالسينما الكردية .

ومن بين اهم الافلام المشاركة في الملتقى :

–     فيلم مغربي “الوان الصمت ” والذي يحكي قصة معاناة طفلة من دوي الاحتياجات الخاصة وهي تعيش في اسرة من الطبقة الفقيرة ، تصارع مشاكل الحياة اليومية مما يعيقها التعليم المناسب ، هذا دفعها الى الاشتغال في الييوت كخادمة رغم صغر سنها .

–     فيلم كويتي ” ماي الجنة ” والذي تدور احداثه حول بائع متجول “توفيق”ر  ولعشقه سمكة صفراء في محل بيع السمك الحي ، وهناك يتعرف على فتاة حامل ليساعدها على الاجهاض في سيارة تائهة .

–      فيلم فلسطيني ” خليه يسكت” ويتحدث عن المشاكل النفسية بعد حرب غزة 2008، حيث قامت المؤسسات بعمل دعم نفسي لهؤلاء الاطفال ، وجاءت حرب 2013 وبددت ذلك الدعم النفسي .

–     فيلم وثائقي مغربي ” اسير الالم ” والذي يعبر عن ماساة جل العائلات التي يعيش معها مريض مزمن او معاق ، والحالة تشخص السجن والمعاناة التي يعيشها لله البطل لله مع افراد عائلته والمحيطين به ، ويعتبر الفيلم ايضا رسالة مهمة

–     فيلم ليبي ” سيمفونية بنغازي”  والذي يتحدث عن الاندماج كفرد في مجتمع بنغازي رغم ان الحياة صعبة ومعقدة ، ولكن قد يكون الانسان جزءا منها يشعر وكانه عازف سيمفونية ، يتمنى الانسان لو انها تدوم في العزف الى ما لا نهاية .

–         الفيلم الليبي “عودة علم ” ويتحدث عن علم الدولة الليبية ” علم الاستقلال ” الذي اخفاه القدافي منذ 40 سنة ، والذي ظهر في بداية الثورة وعاد من جديد .

–         فيلم سوري ” عفريت النبع ” يتحدث عن وجود جني او عفريت سكن واستوطن بئر ، وهنا يستطدم الخيال بالحقيقة .

–         فيلم مشترك تونسي – الماني ” الحب والموت” والذي يظهر انه لا زالت الارادة قائمة بين الحب والموت.

كما سيتم من خلال هذا الملتقى تكريم السينما الكردية في افلامها المشلركة  (انتينا- طين- التماثيل الرملية ) .

وسيخصص الملتقى اربع جوائز للافلام المشاركة وهي كالتالي :

     _ الجائزة الكبرى لافضل فيلم قصير .

     _ جائزة لجنة التحكيم لافضل فيلم قصير .

     _ الجائزة الجمهور لافضل فيلم قصير.

     _ الجائزة الكبرى لافضل فيلم وثائقي .

     _ جائزة لجنة التحكيم لافضل فيلم قصير وثائقي .

وتتكون لجنة التحكيم من المخرجة التونسية ” ايمان بن حسين” والسيناريست والمخرج المغربي ” احمد منتصر ” والسيناريست المغربي ” رضى عثمان” والفنان السوري ” رشيد عساق ” والمخرج المغربي ” حميد الزوغي ” .

ومن المرتقب ان يكون من بين ضيوف الشرف لهذا الملتقى السينمائي كل من : ( الفنانة بوشان فاطمة – السيناريست عبد الله الزروالي – المخرج الحسين بوزكارن – الفنان عبد الجليل البعمراني – الفنان سعد تسولي- الفنانة فاطمة خير – الفنان حسن علوي – المخرج عادل الفاضلي )

وسيعرف الملتقى الاحتفاء ببعض الفعاليات السينمائية والشخصيات المحلية من بينها : ( الفنان السوري ” رشيد عساف” و الفنان المغربي ” محمد الجم ” والفنانة التشكيلية السورية ” سمر دريعي” والممثل المغربي القدير ” حسن بن بديدة ” بالاضافة الى رئيس المجلس البلدي لايت ملول ” الحسين اضرضور ” وفي النهاية تكريم السينما الكردية .

وبالموازاة مع اشغال الملتقة ستنظم بالمناسبة ورشات وندوات تهتم بالمجال السينمائي ، وكذا تاطير بعض الممثلين والمخرجين و المهتمين والمختصين في الميدان .

 بعض صور الملتقى