الأمن والامتحانات الاشهادية

مع كل استحقاق خاص بامتحانات الباكالوريا ،تتجند كل الدوائر والجهات الامنية والادارية والتربوية ،لتمرير ذلك الاستحقاق في ظروف حسنة، حتى يكون ذلك العيد التربوي بمناسبة لمكافئة المجدين والمستحقين للتتويج بعد سنة من الكد والاجتهاد والعمل ،وفي هذا الاستحقاق التربوي تتجند الاطر الادارية والتربوية بالمؤسسات التعليمية وبالا دارات الاقليمية والجهوية، ويتعبأ الجميع شهرا كاملا قبل انطلاق الامتحانات سواء تعلق الامر بالمراقبة المستمرة او برنامج “مسار “او الامتحانات الوطنية والجهوية كتوفير المعدات التربوية واللوجستيكية ،وتوفير القاعات المجهزة بكافة الوسائل مع توفير الموارد البشرية القادرة على تمرير الاستحقاق.
ويبقى في الجانب الاخر الدعم الذي يمكن ان تقدمه السلطة الترابية وخصوصا الدوائر الامنية لتوفير جو من الامن والاطمئنان ومحاربة كل ما يمس قدسية ومصداقية الاستحقاق التربوي، ولذا كان من اللازم عقد لقاءات تشاورية بين رؤساء مراكز الامتحانات وهاته الدوائر الامنية لكون هؤلاء الرؤساء والمدراء يتوفرون على تجربة وخبرة كافيتين لتحقيق نجاح الاستحقاق بتنسيق تام مع هاته الدوائر الامنية ،فهاته الاخيرة لم يعد منها مطلوبا منها التتبع والمراقبة عن بعد ،لكن التدخل في اللحظات الحاسمة لردع اي سلوك يمكن ان يتسبب في اي اضطراب او اخلال بقدسية الامتحان ،فكيف يعقل مثلا ان الاجهزة الامنية تتدخل بحزم ويقظة خلال المقابلات الرياضية بينما خلال فترة الامتحانات تبقى على متابعة الوضع عن بعد وربما ان حكمتها في ذلك ان هذا الاستحقاق له جنود يمتلكون خبرة تربوية وقادرون على حسم اي معركة تربوية مع اي شخص حاول الاخلال بنظام الامتحانات .
الا انه في السنوات الاخيرة بدات تلوح في الافق ظواهر تسبب في العديد من الحوادث المؤسفة ،اخلت بالنظام العام واستهزات بقواعد الحزم التربوي كتهديد المراقبين ،واستعمال ادوات تكنولوجية واليات الكترونية عن بعد في مجال الغش مما حول محيط بعض المؤسسات الى خنادق واوكار لارسال الاجوبة عن بعد الى قاعة الامتحان لذا فالمطلوب من هاته الاجهزة الامنية تطهير المحيط الخارجي للمؤسسات من كافة الغرباء او المشبوهين الذين اما انهم يتسللون عبر اسوار المؤسسات او يتخذونها فضاء لجمع المعلومات والاجوبة وارسالها عبر الهواتف النقالة او غيرها بتقنية البلوتوت لذا يجب تغيير وظيفة وادوار التدخل الامني خلال هاته الامتحانات الاشهادية من خلال الحزم والصرامة امام ابواب المؤسسات التعليمية وتطهير المحيط الخارجي من كل الغرباء عوض البقاء في وضعية الحياد السلبي الذي يقتصر على المتابعة والمراقبة عن بعد.