إداوسملال..أو حين يستحيل الدمع دما

عبر تعاريج الأمكنة الغريبة أقلتنا لساعتين من الزمن حافلة النقل المدرسي، تيه في مصير صغيرات أبين إلا أن ينخرطن في لعبة لا حظ منها لهن أقدارا..يتعاركن والظروف القاسية، منذ السادسة مساء وهن ينخرن مسافات تضاريس تميل للشرق و مرات للغرب، السبيل وعر وشاقّ..سائق الحافلة يبتسم في وجوههن عزاء لهن.. وينصرفن تباعا ،الأولى: بعد خمسة عشر دقيقة. والثانية : بعد ساعة والثالثة رغم قرب مقر سكناها، إلا أن القدر حتّم عليها الانتظار حتى الساعة الثانية لتعود من بعيد ..من بعيد جدّا..التلاوين المختلفة للطريق المؤدية لدواويرهن لم تحدّ من عزيمتهن..السماء ممطرة خارجا والأهازيج المحلية تعلو داخل مقصورة الحافلة السي أحمد، السائق أخبرنا أن ليلة الأمس كانت حافلة لمرور عدد كبير من “الحلوف” في الطريق قرب دوار من تلك الدواوير التي أثارت زميلي ع.. لبنيانها المتراس الذي ينم عن طينة أهل المنطقة.. الحياء من خلال ما التقيناه من نسوة، رغم استسلام الجمال لقوامهن، إلا أن الناظر لا تسعفه الأزياء المحلية لتبين متن الشكل..
للا تعزة تسملالت: الضريح والمدرسة العتيقة وآذان صلاة المغرب يتردد صداه في الجبال المحيطة التي تخفي الكثير..بومروان:المدرسة العتيقة التي تحفل بطلبة العلم من كل حدب..دواوير ومنعرجات خطيرة ولم نصل بعد..الدواوير تحلق على بعد مسافات كبيرة بينها.الصغيرات أندب حظهن..دار الطالب على بعد عشرين دقيقة والمسافات الفارغة لبناء دور للطالب بصيغة الجمع لا تبدأ لتنتهي..من المسئول.السي أحمد يعود الثامنة مساء ليستيقظ في الخامسة صباحا..والصغيرات الجميلات البريئات يتجرعن مصير منظومة متهالكة..من الخامسة صباحا..يأتينك وعقولهن في بطونهن..زقزقات عصافيرها لا تنتهي..وجع الدماغ..المؤسسة في انتظار شطر سيأتي ..لكن متى..وندعوا لمحاربة الهدر بالريح العليلة.أنا آسف يا صغيرات فما باليد حيلة.والعزاء كل العزاء تفوّقكنّ.