في عمق المداشر الهوارية يتلعلع البارود وتنتشف كؤوس الشاي المنعنع الهواري

قامت جمعية الرمى لدوار الكبير ” اولاد علي ” التابع للجماعة الحضرية سبت الكردان الواقعة بنفود عمالة اقليم تارودانت وبجهة سوس ماسة درعة ، بمبادرة احياء جملة من العادات والطقوس الاحتفالية المتجدرة في التربة الهوارية الممتحة من عبق تاريخها ، وخاصة الاحتفالي منه اصول الفنية الشعبية وكذا طقوس الفروسية ( تبوريدة ) الى جانب اللغطة الهوارية ، كل هذه المظاهر اخدت الجمعية عل عاتقها عبر امكانياتها الداتية من اجل ترسيخها وتطويرها وتشبيبها حيث كل الفرق المشاركة في الفروسية التبوريدة ، والقادمة من مدينة الاخصاص ومدينة تارودانت الى جانب فرقة اولاد علي المحلية ، فكل الفرسان يمثلون ما دون الخامسة والعشرين سنة ونفس الشئ بالنسبة للمجموعات المحلية وعلى راسها فرقة الأستاذ والفنان والمغني والملحن ” توفيق شكران ” دي الاصول الهوارية الذي يعشق النزول الى مثل هذه الدواوير وهذه المداشير الغنية بتراثها وخاصة اللامادي ( الدقة او اللغطة الهوارية ) .
ان دوار اولاد علي يمثل احد المراجع الاساسية في الثقافة الشفهية المرتبطة بالادب الشعبي ودليلنا على ذلك هو انتقالهم من خلال الممارسة الى فئة الشباب ، هذا الذي حول هذا المدشر الى قبلة تحج اليه جل الدواوير القريبة او البعيدة حيث النساء بزغاريدهن في جهة والرجال والشيوخ والشباب في جهة والفرق المحلية في جهة والعاب الخيالة والفروسية تتقاطع هذه السمفونية الشعبية الطبيعية الاصيلة وكؤوس الشاي المنعنع بنعناع هوارة تظلل الجميع ونسمات النباتات العطرية ” الحبق ” تلفح وجوه االمشدوهين وكذا رائحة التربة المبللة بالماء تفوح عنبرا ومسكا لهذا الكم وهذا الزحف الهائل من الجمهور المنظم في غاية التنظيم العفوي التلقائي ودونما اي شكل او لون من الامن ، والجميل في هذه اللمة و هذا التجمع الشعبي الرائع والذي قل نظيره هو تلك البشاشة التي تعلو وجوه الجميع كانما هي مناسبة دينية او وطنية لكن الامر هو احياء موسم الرمى والذي عاد بفضل همة وحنكة ومبادرة بعض من رجالات دوار الكبير باولاد علي وعلى رأسهم رئيس الجمعية ” عبد الرحمن نويف ” ومقدم الرمى ” الحبيب نويف ” .
والمثير للانتباه والاعجاب هي طقوس الذبيحة المسائية وعشاؤها المسائي الذي حضره ازيد من 600 شخص ما بين رجل وامراة طعامهم واحد وجلستهم واجدة وطبيعتهم واحدة وليصنعوا فرحهم الواحد وبالصوت الواحد وان اختلفت اعمارهم وانسابهم الا ان هذه العادة الطيبة الحسنة استطاعت ان تجمعهم في محيط واحد وصعيد واحد تحت فرحة واحدة عشقهم للفن الشعبي والطرب الحساني والاغنية المغربية والفروسية ‘ تبوريدة ) رمز الشهامة ورمز الشجاعة ورمز كسب المعارك لتحرير الوطن وتحرير الانسان من قيود روتين العمل .
انها لحظات حميمية يجمعها النبل والقيم وحب الانسان الهواري لاخوانه كيفما كانوا واينما وجدوا وتلك صفة لن تفارق الهواري اينما حل وارتحل لا تفارقه الذعابة ولايفارقه الجد الممزوج بالهزل المعروف بطيبوبته ، هكذا استطاعت الجمعية ان تكسب رهان ترسيخ وتتبث الخصوصية المحلية فنيا وتراثيا وجماليا ويعود الفضل في ذلك لجمعية الرمى ةرجالات اولاد علي الذين يعملون في الخفاء لاستضافة الضيوف وفرسانهم طيلة ايام الرمى ، والتي ستنتهي في التاسع من هذا الشهر .