الجن والجنس..فقهاء يروون قصص “عشق” من نوع آخر !

علم الجن والشياطين demonologie علم تعرفه دائرة المعارف البريطانية بكونه يهتم بالبحث العلمي في دراسته للجن والشياطين والمعتقدات المرتبطة بهما، ومن بينها طبعا الدين الإسلامي الذي يعتبر الجن كباقي الديانات السماوية من مخلوقات الله تعالى (الجان خلقناه من قبل من نار السموم). غير أن المسلمين يفرقون بين الجن والشياطين، باعتبار الشياطين من أتباع إبليس، وهي فئة عاصية وملعونة من الجن تسعى لزرع الشر والفتنة والوسوسة بين الناس (من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس) بينما الجن كما البشر، هم قبائل وشعوب من المسلمين والمسيحيين واليهود والكفار أيضا (ما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون) يتكاثرون ويتعبدون ويتزاوجون ويتناكحون، ورغم أن عالم الجن يندرج ضمن عالم الغيبيات التي يؤمن بها البعض ويرفضها البعض ويتحاشاها البعض الآخر، فإن العديد من الأحداث والوقائع والقصص والحكايات تتحدث همسا وعلنا عن بعض علاقات العشق الشاذة التي جمعت كرها أو طوعا بين الإنس والجن، ليتطور بعضها إلى علاقات جنسية بل وعلاقات زواج كاملة حسب العديد من شهادات ضحايا هذه العلاقات الغريبة، فهل يمكن للجني أن يعشق الإنسية؟ وهل يمكن للجنية أن تعشق الإنسي؟ وهل يمكن للجن أن يمارس الجنس مع الإنس؟ وإذا افترضنا جدلا أن هذا ممكن، فكيف يمارس الجن الجنس؟ وهل لهم أعضاء تناسلية؟ وهل تؤدي هذه الممارسة إلى إنجاب أطفال؟
فقهاء يروون قصص العشق بين الجن والإنس
أكد أحد الشيوخ الدعاة والمشتغلين في مجال الرقية الشرعية منذ سنوات عديدة، أنه استقبل عددا كبيرا من الحالات التي ادعى فيها الناس من الجنسين أنهم متزوجين بالجن، بسبب بعض الأعراض الغريبة التي تنتابهم في النوم واليقظة. ومعظم هؤلاء حسب الشيخ أصيبوا بسحر تبعه مس شيطاني لفترة طويلة. وهذا ما يجعل الجني في كثير من الأحيان يتعلق بالشخص الذي يسكنه ليتحول الأمر إلى عشق لا حدود له لدرجة يرفض فيها الجني مفارقة المرأة التي يسكنها. وأضاف الشيخ بأنه تحدث في العديد من المرات مع هذا الجني فأكد له ارتباطه وعشقه الكبير للفتاة التي يسكنها مما يتسبب لها في مشاكل نفسية واجتماعية حادة لا حصر لها، حيث تمتنع المرأة المصابة بعشق الجني عن معاشرة زوجها وتميل إلى النوم والعزلة والفتور والخمول، كما يخيل لها في المنام أنها تجامع رجالا لا تعرفهم، وتستيقظ في العديد من الأيام على جنابة. وأضاف الشيخ أنه استقبل أيضا شبابا ورجالا يعانون من عشق الجنيات وهو الأمر الذي يجعلهم يحتلمون في نومهم باستمرار، وأكد الشيخ أنه تحدث مع أكثر من جنية أكدت له عشقها للرجل أو الشاب الذي تسكنه، وأنها لن تتخلى عنه مهما حصل، وكلما كان الشخص بعيدا عن الله زاد تأثير العشق والمس والعكس صحيح.
وأوضح الشيخ أنه لا يمكن أن يحدث زواج بين الإنس والجن لعدة أسباب أولها اختلاف تركيبة المخلوقين بالإضافة إلى اختلاف مفهوم وطبيعة الإنجاب والحمل لكليهما.
نساء وفتيات يسقطن ضحية عشق الجن
أما الشيخ أحمد المهداوي أحد الرقاة الشرعيين بالعاصمة اليمنية صنعاء فقد أكد بأن تجربته التي تجاوزت 20 سنة من الرقية الشرعية مكنته من الوقوف على عدد غير محدود من الحالات التي سقط فيها رجال وشباب ونساء وفتيات ضحية عشق الجن، وهذا ما تسبب في إصابة الضحايا بأعراض نفسية وعضوية خطيرة، أقلها العزلة والاكتئاب والرهاب. وكشف المهداوي بأن الإحساس بلذة الجنس يمكن أن ينتقل بين الجن والإنس وهذا ما جعل الرسول (ص) يحث الزوجين على الدعاء قبل الجماع بقولهما «اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا». وأضاف الشيخ بأنه استقبل امرأة متزوجة ابتلاها الله بمس جني، عشقها وتعلق بها لدرجة أنه رفض مفارقتها وكان يجهر بعشقها للرقاة، وكانت هذه المرأة تصاب بتعب متواصل مصحوب بكرهها لمضاجعة زوجها، بالإضافة إلى أنها كانت تتحدث عن أحلام تستيقظ بعدها على جنابة. مؤكدا أن الجن إذا سكن إنسانا وقام بعملية جنسية معه فإن هذا الأخير يشعر بهذه اللذة، وهو ما تأكد منه المتحدث من خلال استقباله لعشرات الحالات لأناس أكدوا تعرضهم لمس شيطاني وشعورهم بأحاسيس غريبة. معتبرا بأن معظم الناس الذين يقعون ضحية عشق الجني يتولد ليهم سلوك انفعالي وانفصامي رهيب، مما يفقدهم العلاقة الموضوعية مع عالمهم ومجتمعهم وأسرهم وذواتهم.
ويحكي فقيه مغربي من مدينة مكناس قصة غريبة لرجل اشتكى له من زوجته التي اعترفت له ببساطة مذهلة بأنها على علاقة بشخص آخر ليس إنسيا بل جنيا اسمه «عجروت»، وأنها حامل منه وهو يحبها حبا جما ويغار عليها حتى من زوجها. فلم يجد الزوج المصعوق والمفجوع أمامه سوى منزل شقيق زوجته ليقص عليه فاجعته، فخيم الذهول على الجميع وعلى رأسهم شقيق الزوجة الذي سارع إلى الاتصال ببعض الرقاة الشرعيين، لكن الزوجة عارضت شقيقها وزوجها وأكدت أنها تحب «عجروت»، ولجأت إلى طلب الطلاق من زوجها رغم تدخل الأهل والأصدقاء والمعارف للوساطة بين الزوجين لكن بدون جدوى. ومع إصرار الزوجة على الطلاق قصد الزوج الفقيه المكناسي المتحدث الذي زار الزوجة من أجل رقيتها لكنها رفضت بشدة وأكدت أنها مستعدة للتنازل عن جميع حقوقها من أجل الطلاق. بعد ذلك أرغم الزوج زوجته على التعاطي مع الرقية بالقوة حيث تمكن الفقيه بعد تقييد الزوجة بالحبال من الحديث مع الجني الذي أكد بأنه مسلم ويعشق الزوجة بسبب جمالها وشعرها الطويل، وأبدى الجني مقاومة كبيرة قبل أن يقول للراقي بأنه مستعد للخروج إذا طلبت مني حبيبتي ذلك. والغريب في الأمر حسب الشيخ المتحدث أن الزوجة أصرت على علاقتها بالجني وطلبت الطلاق مجددا من زوجها بحجة أنها لم تعد تطيق رؤيته والنوم معه في سرير واحد، فما كان من الزوج إلا أن استسلم لحل الطلاق في آخر المطاف. الفقيه الراقي أكد أن الزوجة أصيبت بسحر اسمه «الفراق» وهو من أقوى أنواع السحر الذي يفرق بين الزوجين حيث يستعين الساحر بشيطان عاشق يسلط أحاسيس الشعور باللذة والراحة على أحد الزوجين ليدفعه إلى النفور من الطرف الآخر وفي أغلب الأحيان ينتهي الأمر بالطلاق.
شياطين الإنس
تعد المحاكم الشاهد الأكبر على مآسي وغرائب مجتمعاتنا، خاصة إذا تعلق الأمر بقضايا غريبة المتهمون فيها ليسوا من بني البشر، وإنما ينتمون إلى عالم الشياطين والجن والعفاريت الذين تحولوا إلى متهمين مطلوب إلقاء القبض عليهم، هذا ما شهدته إحدى المحاكم حينما رفع زوج دعوى الطلاق ضد زوجته متهما إياها بالخيانة الزوجية بعدما حملت وأنجبت صبيا ليس من صلبه، وبعد إجراء التحقيقات المعمقة من طرف المحققين ورجال الأمن تبين بأن والد الصبي كان مشعوذا يمارس مهنة الرقية الشرعية التي كان يقوم من خلالها بالتأثير على المرأة قبل أن يعتدي عليها، خاصة وأن هذه الأخيرة كانت مصابة بداء الصرع وتشتكي من مس شيطاني. الفقيه أوهم الفتاة أن شيطان وقع في حبها فتزوجها وهذا ما صدقته الفتاة التي نسبت صبيها إلى الجني، ولكن الزوج وجه أصابع الاتهام إلى الفقيه الذي فضحته تحليلات الحمض النووي التي نسبت إليه الطفل.
زوجة تقاضي زوجها الذي نسب ابنته إلى جني
أغرب دعوى قضائية في تاريخ القضاء المصري، رفعتها زوجة ضد زوجها الذي رفض الاعتراف بمولودته ونسبها إلى عفريت من الجن. وبطل هذه القصة مواطن مصري يعمل كمدرس للغة العربية، فوجئ بزوجته بعد مرور شهور قليلة على زواجهما تخبره بكون «كائن» غريب يأتيها بين اليقظة والمنام ويعاشرها بقوة شديدة، والمريب في الأمر أن هذا الكائن غالبا ما كان يتمثل للزوجة في شخصيات وصور مختلفة كالفنانين ونجوم الكرة وأصدقاء مقربين، حيث كان هذا الكائن يزور الزوجة بشكل شبه يومي مما يجعلها غير قادرة على معاشرة زوجها. ارتاب الزوج في الحالة النفسية للزوجة لكن هذه الأخيرة سرعان ما فاجأته بعد مرور أسابيع قليلة بكونها حامل. هرع الزوج بحكم ثقافته الدينية إلى المراجع الفقهية إلى أن اهتدى إلى بعض فتاوى ابن تيمية والإمام مالك اللذين يؤكدان إمكانية معاشرة الجن للإنس بفتاوى واضحة. اختلى الزوج بزوجته وطلب منها أن تكتب وتدون بالتفصيل الممل كل ما يحدث بينها وبين الجني الذي يأتيها في المنام. مرت الأيام والشهور والزوجة تدون تفاصيل علاقتها المريرة بالجني العاشق إلى أن وضعت طفلة جميلة، وعندما طلبت من الزوج اختيار اسم يليق بابنته الأولى رفض الاعتراف بها وتسجيلها في دفتر الحالة المدنية، مدعيا بأن المولودة ليست من صلبه وإنما هي من صلب الجني الذي كانت تعاشره في فراش الزوجية. انهارت الزوجة عندما تأكدت من جدية رفض الزوج الاعتراف بابنته وقامت برفع دعوى أمام المحاكم المصرية.
الحل لدى الطبيب النفسي
ونظرا لغرابة النازلة المعروضة أمام القضاء استدعت المحكمة أحد الأطباء النفسانيين الذي أقر في شهادته أمام المحكمة بأن الزوج مصاب بخلل نفسي، غير أن المحكمة لم تكتف بشهادة الأخصائي النفسي، وطلبت من دار الإفتاء المصرية فتوى في هذا الشأن. فجاءت فتوى شيخ الأزهر السابق الراحل سيد طنطاوي بكون الزوج مختل عقليا ولا يوجد اتصال جنسي بين الإنس والجن فضلا عن إنجاب الأولاد. وبناءا على مضامين هذه الفتوى أصدرت المحكمة حكمها بنسب المولودة إلى الأب. فيما قامت الزوجة بعد ذلك بطلب الطلاق نظرا للضرر المادي والمعنوي اللذين لحقا بها. ولكون القضية أثارت ضجة في الصحافة والإعلام المصري، ومعها فتوى الراحل سيد طنطاوي، فقد انبرى الشيخ الداعية عبد المنعم الأحمدي للرد على فتوى شيخ الأزهر مفندا ما جاء في فتواه، مؤكدا وجود اتصال جنسي بين الجن والإنس قد يؤدي إلى حدوث أولاد وذلك من خلال رسالة وجهها إلى أعضاء المحكمة استهلها بقوله تعالى في سورة الرحمان «لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان» والطمث هنا حسب الشيخ صاحب الرسالة يعني النكاح، ومعنى الآية إن الله أعد لعباده الصالحين في الجنة حور عين أبكار لم يلمسهن إنس ولا جان. كما أن قوما من أهل اليمن جاؤوا يسألون الإمام مالك عن زواج الإنس والجن فقال مالك «لا أرى فيه بأسا ولكني أخشى أن يكثر الفساد في الإسلام إذا وجدت امرأة حامل قيل لها من زوجك قالت من الجن فيكثر الزنا بين الناس» وفي مجمع الفتاوى لابن تيمية يقول هذا الأخير «يوجد الزواج بين الإنس والجن ويوجد بينهما أولاد وهذا كثير معلوم» هذا رأي ابن تيمية في مجمع الفتاوى، لكن يا أعضاء المحكمة الكرام، إن أولاد الجن من الإنس يتصفون بنفس خصائص الجن أي الطبيعة النارية وعدم الظهور للناس، وما دامت المولودة يراها الناس فهي إنسية من صلب أبيها الإنسي، لهذا فحكم محكمتكم صائب لا لكون الجن لا يعاشرون الإنس كما جاء في رد الشيخ الأزهر ولكن لكون الجني كان يعاشر المرأة عشقا لها وليس بهدف الإنجاب منها، لهذا كان على الزوج أن يعرض زوجته على أحد الشيوخ أو أحد الرقاة الشرعيين لكي يخلصها من الجني بقراءة القرآن والرقية الشرعية.
الزوجة هربت مع عشيقها شمهروش والزوج متهم بقتلها وإخفاء جثتها
قصة غريبة احتضنتها مدينة طنجة في التسعينات ويرويها زوج عاش تجربة فريدة وغريبة واستثنائية. حيث يحكي هذا الزوج بأنه ذات ليلة بينما كان مستغرقا في النوم، إذا بزوجته الراقدة بجواره على الفراش تطلق صراخا رهيبا، صحا من نومه مفزوعا محاولا تهدئة زوجته بكل الطرق لكنه لم يفلح، وبعد إصراره على تهدئتها، طرحته أرضا بقوة خارقة أفقدته الوعي. وفي الصباح استيقظ ليجد نفسه ما زال ممددا على الأرض. ولما استفاقت الزوجة طلب منها تفسيرا لما حدث بالليل، لكنها أنكرت واستنكرت تماما ما وقع منها. وبعد مرور أيام تكرر نفس الموقف ونفس الحالة ونفس الصراخ، فاصطحب زوجته إلى طبيب نفسي أكد له بأن الزوجة لا تشكو من أية علة نفسية. أعاد الزوج زوجته إلى المنزل وخرج قاصدا أحد الأصدقاء ليستشيره في النازلة، وعندما عاد إلى بيته في منتصف الليل اكتشف بأن زوجته غير موجودة، ولما توجه في الصباح إلى منزل أسرتها اكتشف بأنها لم تضع قدمها في بيت أهلها. وبعد رحلة بحث فاشلة غطت المعارف والأصدقاء والجيران، عاد إلى منزله منهكا محاولا لملمة وساوسه وأعصابه المنهارة. وفي منتصف الليل بينما كان يغط في النوم فوجئ بشخص يوقظه بعنف، ولما فتح عينيه وجد زوجته واقفة عند رأسه وهي تصرخ في وجهه: (طلقني دابا). حاول الزوج تهدئتها ومعرفة أين كانت، فصرخت في وجهه قائلة: (أنا دابا زوجة شمهروش وعايشة معاه فالخير والخمير، بعيدة على الهم والحزقة ديالكم، أودابا خصك طلقني باش منبقاش مزوجة جوز) ولما رفض طلبها قالت له: (أنت المسؤول على اللي غادي يوقع ليك،). وبالفعل فوجئ بعدها بمن يجذبه بشدة من فوق السرير ويقذف به على الأرض، فصرخ صرخة مدوية من شدة الألم، فانتفض الجيران لصرخته وجاؤوا مسرعين بعد أن اقتحموا الشقة، ولما استفسروه روى لهم القصة، لكنهم لم يصدقوا حكاية شمهروش، خصوصا وأن زوجته كانت قد اختفت كالشبح بمجرد دخول الجيران، لذلك سارع بعضهم إلى إبلاغ الشرطة التي اتهمته بعد البحث طويلا عن زوجته المختفية بقتلها وإخفاء جثتها، واختلاق هذه القصة الغريبة لإخفاء معالم جريمته. واستمر تحقيق الشرطة مع الزوج، وهذا الأخير يؤكد بأنها هربت مع عشيقها شمهروش. إلى أن جاءه الفرج من طرف أهل الزوجة الذين أكدوا لرجال الشرطة بأن ابنتهم قد ظهرت فجأة في حالة نفسية مريبة، وأنهم يسعون جاهدين لعلاجها من المس.
«جني ثعبان» يقع في غرام ابنة ثري خليجي ويطلبها للزواج
يحكي النائب البرلماني البحريني «محمد بوقيس» وهو السلفي الذي يجمع بين منصبه في مجلس النواب وعمله كطبيب نفساني يعتمد «العلاج بالقرآن وإخراج الجن»، أعجب قصة قابلته خلال رحلته مع عالم الجن والعفاريت عندما زاره رجل أعمال ثري يطلب معالجة ابنته التي تحولت حياتها إلى جحيم لا يطاق بعد أن احتل جني جسدها وتملك حياتها. وبعد أن جالس الفتاة وطلب منها أن تروي له قصتها أكدت له الطالبة التي أنهت دراستها الجامعية بتفوق والتي تبلغ من العمر 23 عاما، بأنها ذات صباح استيقظت مبكرا لممارسة رياضة الجري وأداء التمارين الرياضية، غير أنها أثناء قيامها بالجري داخل حديقة الفيلا فوجئت بثعبان أسود كبير يصارع ثعبانا أبيض، فلم تتمالك نفسها وضربت الثعبان الأسود على رأسه بعصا عدة مرات حتى قتلته، في تلك اللحظة فوجئت بالثعبان الأبيض يتجسد في صورة إنسان ويتقدم منها ويوجه الشكر لها، فلم تتمالك نفسها وسقطت على الأرض مغمى عليها. في الليل زارها الجني الثعبان في غرفتها وأخبرها بأنه عفريت من عالم الجان وأنه مدين لها بحياته وأنه معجب بجمالها وقرر أن يرد لها الجميل بالزواج منها، ثم أخذ يغازلها ويسمعها كلمات الإعجاب بجمالها ويطلب منها الموافقة عليه كزوج بعد أن أكد لها بأن هناك الكثير من العفاريت في عالم الجان مقترنون ومتزوجون بفتيات ونساء من عالم الإنس. وبعد أن رفضت طلبه بشدة أكد لها بأنه لن يغادر جسدها حتى تقترن به كزوج مدى الحياة. بعد سماع حكايتها العجيبة والغريبة، قام الشيخ الراقي باستحضار الجني حيث دار حديث طويل بينهما، ولما أصر هذا الأخير على الزواج بالفتاة حاربه الراقي الشرعي بالقرآن وقام بحرقه وتمكن من إخراجه من جسد الفتاة التي عادت إلى حياتها الطبيعية.
جني ينتقل من برتغالية إلى بحرينية
ومن أغرب قصص إخراج الجن من الإنس التي صادفته صرح بوقيس بأن عائلة برتغالية كانت في رحلة سياحية للبحرين وزارت ساحل «أبو صبح» شمال البحرين. وأثناء ذلك خرج منها جني التبس في عائلة بحرينية موجودة في الموقع. وقد قام بوقيس بإخراج الجني الذي كان يتكلم البرتغالية حسب قوله. ويوضح يوقيس أنه عالج مجانا أكثر من 200 ألف شخص من أعمار مختلفة ومن مذاهب وأديان متعددة بواسطة القرآن الكريم خلال ما يزيد عن 15 سنة. وأكد النائب بوقيس بأن الشفاء من أمراض المس تم بفضل الله سبحانه وتعالى وعبر وسيلة القرآن مؤكدا بأنه عالج عددا كبيرا من الأشخاص المهمين في الدولة بسرية تامة. وأشار النائب بوقيس إلى أنه سوف يعمل بفعالية لسن قانون ضد السحر والشعوذة والمشعوذين – على حد تعبيره – والذين يستخدمون السحر والشياطين للإضرار بالناس، مؤكدا أن ما يفعله مختلف تماما لكونه يدحض أعمال السحرة ويطرد شياطينهم، دون أن ينفي استفادته من عمله في الوصول إلى البرلمان.
هل الجن يضاجعون الإنس؟
أكد عميد كلية الشريعة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور «سعود لفنيسان»، أن عشق الجان للإنس يعود لشعور نفسي أحيانا، مشيرا إلى أن التلبس غالبا ما يكون سببه العشق، وإذا كانت المسألة في غالبها غير سليمة فإن أهم من العشق وقوع التلبس، لذا لزم البحث عن علاج. وأضاف بأن حقيقة التلبس والمس جاءت في القرآن كقوله تعالى (إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس) والتخبط معروف عند العرب ووارد في السنة، مبينا أن العشق يصاحبه أحيانا بعض الأوهام، نافيا أن تكون هناك ممارسة للعلاقة الجسدية بين الإنس والجن نظرا لاختلاف الخلقة بينهما. وعزا انتشار شائعات العشق إلى المرويات الشعبية وكتب الأدب والسينما، مشيرا إلى أن قصص عشق الجان للإنس متداولة عند الغرب كما العرب. وخلص إلى إسهام بعض المشعوذين والرقاة ممن ليس لهم ضمير في نشر داء عشق الجن بين المرضى النفسيين.
أما الراقي الشرعي “عدنان محجوب الهاشمي” فقد أكد حقيقة عشق الجان للإنس حيث تعشق الجنية الرجل وأحيانا العكس، مشيرا إلى أن أغلب الناس مقصرون في الدعاء والتحصين بالقرآن الكريم، وأشار إلى أن من يدعي أن العشق خرافة عليه حضور مكاتب الرقاة الشرعيين وسؤال هيئة كبار العلماء وقراءة كتب الفقه والتاريخ. واستشهد بقصص تؤكد حدوث العشق الممسوس، كفتاة من المدينة المنورة في العقد الثاني من عمرها التي ظن أهلها بأنها مهزوزة نفسيا نتيجة فراق والدها عن والدتها، فلما شرع الراقي في القراءة عليها بآيات قرآنية وأدعية شرعية، أخبره ساكنها الجني بأنه عاشقها، ليظل مستمرا في علاجها قرابة تسعة أشهر ولم تشف بعد أن رفض الجني العاشق الخروج نهائيا.
معاشرة وحمل
كما رفض الراقي الشرعي «عمر العاطفي» الآراء الرافضة لفكرة المعاشرة بين الجن والإنس مؤكدا وجود جماع وحمل ومعاشرة فعلية، مستشهدا بفتاة كان يعالجها قائلا: “جاءتني فتاة عفيفة ملتزمة لكنها مصابة بتلبس جني عاشق لها، مع وجود أشياء خبيثة في رحمها، وبفضل القرآن الكريم تم قتل الجنين في بطنها مضيفا بأن الجني قال له بأن المولود إن استمر فسيكون على شكل آدمي محجوب عن عين البشر يعيش في عالم الجان”. وحول طريقة الاتصال الجنسي، أوضح “العاطفي” أن المرأة أو الرجل ربما شعرا بالمعاشرة في المنام وإن كان لا يريان شكلا أو جسدا. وبين العاطفي أن الجني العاشق غالبا ما يساوم على عدم الخروج من جسد المعشوقة، مؤكدا بأنه في إحدى الحالات العلاجية بالقرآن الكريم طلب منه الجني بعد أن بدأ يحترق أن يتركه ولا يجبره على الخروج من جسد المرأة وعرض عليه أن يسجد له مقابل ذلك. وأكد الشيخ أن أكثر ما يخيف الرقاة الشرعيين هو التعامل مع جني عاشق وساحر في ذات الوقت، مشيرا إلى أن هذه من الحالات الحرجة والمعقدة، مضيفا أن بعض الرقاة لا يوفقون في علاج بعض الحالات وطالبهم بالصبر على العلاج واستخدام الطرق المتنوعة، مضيفا أن حالات العشق واردة كما أن الجن قد يقتحم الجسد الإنسي من أجل الانتقام أو السحر أو بفعل العشق والهيام، حيث يصاب المعشوق أحيانا بالمرض والانطواء والعزلة كي يحظى به الجني العاشق ويصرف الناس عنه.
عشق متبادل
أما الشيخ الداعية «الساخي المحمودي» فيؤكد أن هناك عشقا يحدث من جانب الجن والشياطين تجاه الإنسان ذكرا كان أو أنثى، ويستغرب استنكار البعض للجماع الذي يحدث بين الإنس والجن مستدلا بسورة الأنعام حيث يقول الله سبحانه وتعالى (يوم يحشركم جميعا يا معشر الجن قد استكثرتم من الإنس، وقال أولياءهم من الإنس ربنا استمتع بعضنا ببعض وبلغنا أجلنا الذي أجلت لنا قال النار مثواكم خالدين فيها إلا ما شاء الله إن ربك حكيم عليم) فالاستمتاع في الآية واضح وأن الجن يستكثر من عشقه للإنس بينما الإنس يستمتع بتلك العلاقة الشاذة، وقد يقول أحدهم أن المقصود في الآية هو استخدام الإنس للجني في السحر وللرد على هؤلاء نقول أن عقد الاتفاق أن يسهل للجني والشياطين معاشرة الإنسي عن طريق الساحر والمشعوذ نفسه، فكم من ساحر اعتدى على نساء ذهبن إليه طلبا للعلاج أو طلبا لتميمة، وكم من ساحر سحر لامرأة أو رجل ليمكن لجني أو جنية من معاشرتهما رغما عنهما. بل إن سحر الربط الذي يعقد للإنسي والإنسية يتحول إلى عشق من جانب الجني أو الجنية، إذ أن تسلط خادم السحر يكون في أماكن الغريزة في المخ والمناطق التناسلية للذكر والأنثى من البشر.
أما الشيخ “أسامة أحمد” أشهر المعالجين بالقرآن في مصر والوطن العربي والحاصل على ماجستير الشفاء الروحي والدكتوراه في العلوم الروحانية من جامعة روشفيل والمشهور بمحارب الشيطان، والذي يعمل في مجال العلاج بالقرآن الكريم منذ أكثر من 15 سنة، فيؤكد بأن الجماع يحدث بين الإنس والجن على درجات، فالاحتلام أثناء النوم نوع من أنواع الجماع إضافة إلى الإنزال أثناء النوم حيث يستمتع الجان بالإنس دون شعور منه، وهناك المعاشرة الخفية حيث يأتي الجن في صورة شخص يحبه المرء ويعاشره حيث تحدث عملية جماع وإنزال مثلما يحدث في الطبيعة، وقد تكون تلك المجامعة في كامل وعي الإنسان ولا يستطيع ردها أو رفضها، وأحيانا يتشكل الجان في صورة إنسان ولكن هذا الوضع قليل حدوثه لكونه يضعف الجان، غير أنه في تلك الحالة يحدث جماع حقيقي وقد ينتج عنه حمل لأن الجان يأخذ صفات الإنسان كاملة إذا تشكل به.