موضوع محاضرة بأكادير حول تاريخ وأركيولوجية زراعة وصناعة السكر في سوس
تنظم جمعية سوس ماسة درعة للتنمية الثقافية بتعاون مع مختبر جغرافية البيئة وتنمية المجالات الجافة والشبه الجافة التابع لشعبة الجغرافية بكلية الآداب والعلوم الانسانية بأكادير محاضرة حول موضوع “تاريخ وأركيولوجية زراعة وصناعة السكر في سوس : آخر نتائج البحث” يلقيها السيد Gérard GIULIATO أستاذ باحث بجامعة لورين بمدينة نانسي الفرنسية، وذلك يوم الإتنين 10نونبر 2014بفضاء الإنسانيات بكلية الاداب والعلوم الإنسانية بأكادير إبتداء من الساعة الرابعة مساء. ويأتي تنظيم هذه المحاضرة في إطار التعريف بالمعالم التراثية التي تزخر بها جهة سوس ماسة درعة وخصوصا المعالم التاريخية والأثرية لزراعة وصناعة السكر بسوس والتي أتت عليها عوامل الزمن وطالها الخراب والدمار…، أملا في التعريف بها وإعادة الإعتبار إلى مخلفاتها الأثرية وإدماجها في مسالك السياحة الثقافية مستقبلا. كما يأتي تنظيم هذا النشاط في إطار إنفتاح الجمعية على محيطها الخارجي وخصوصا جامعة إبن زهر كمشتل لمختبرات البحث العلمي وتعميق الدراسات في مختلف الظواهر الثقافية والبشرية والطبيعية.
وقد جاء إختيار موضوع زراعة وتصفية السكر بسوس كمحور لهذه المحاضرة نظر لـأهمية هذه الزراعة في التاريخ الفلاحي والإقتصادي والدبلوماسي للمغرب، وخصوصا في القرن السادس عشر إبان الحكم السعدي؛ حيث يروي المؤرخ الإيفراني في “نزهة الحادي” كيف أن السلطان أحمد المنصور الذهبي الذي بنى قصر البديع وقبور الأسرة الملكية بمراكش كان يستقدم الرخام اللازم من إيطاليا ويدفع مقابله السكر “وزنا بوزن”. حيث كان المغرب واحدا من أكبر البلدان المنتجة والمصدرة للسكر سواء في إتجاه أوربا وخاصة فرنسا وإيطاليا وإنكلترا أو في إتجاه بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، وقد كانت مزارع ومصانع السكر حينها بيد الدولة و يفوت استغلالها لعدد من الوسطاء الأوربيين والتجار اليهود. كما حضيت صناعة السكر بعناية خاصة لما لها من أهمية في جلب السلاح و تأمين الموازنة الإقتصادية للدولة، لذلك أبدع السعديون في تطوير المزارع وبناء معامل السكر، وحفر الخطارات وإستنباط العيون ومد السواقي لتصلها بالمياه التي تستعمل قوتها في إدارة المراوح والرحي، وخصوصا بأحواز تارودانت التي كانت تضم عددا من المراكز ذات الشأن العظيم في إنتاج هذه المادة الحيوية و التي ما تزال بعض معالمها بادية للعيان رغم ما لحقها من دمار، وخاصة في تيوت و تازمورت وأولاد مسعود وأولاد بوريوس و أولاد تايمة وغيرها من المناطق، حيث أشار أحد المؤرخين البرتغاليين إلى أن عدد مصانع السكر في عهد السلطان المنصور الذهبي كان يببلغ 18 معملا وأن الزراعة إمتدت من سوس إلى الحوز وبلاد حاحا.
هذا ويعتبر الأستاذ Gérard GIULIATO واحدا من الباحثين القلائل الذين إشتغلوا على هذا الموضوع وخلصوا إلى نتائج جد مهمة بخصوصها، لذلك سيكون هذا اللقاء فرصة لتعميق النقاش حول زراعة وصناعة السكر بسوس منذ العصر الوسيط إلى العصر الحديث، وكذا تبادل الأفكار سعيا وراء إماطة اللثام عن هذه الكنوز التي صنعت أمجاد المغرب في الماضي قبل أن تتراجع أهميتها بعد إكتشاف القارة الأمريكية وتتحول موازين التجارة العالمية من البحر المتوسط والصحراء إلى المحيط الأطلسي.
.