ها هو نبراس جديد بزغ وذاع صيته في كل مكان ، ونبع في بساط الفن الامازيغي الاصيل ، ها هو قادم ببحبوحته الفياضة والتي كسبها من تلك المنطقة المعروفة بفنها الامازيغي وعسلها الخالص وطيبوبة اهلها ، هو كما سموه بامير الفن الصاعد ، طل علينا بالجديد وحرك الساكن من خلال إبداعه الذي لا يضاهيه إسهاب ، تفنن في الكلمة والنغمة واللحن الجياش مرسلا إشارة الى انه قادر على معاقرة الفنانين الكبار ، جمع في موهبته بين الاثنين ، بين النظم في الشعر الامازيغي الاصيل واللحن المركب الفياض الذي يقبله الحس قبل السماع ، شاب ترعرع وسط عائلة فنية عريقة معروفة لدى الكبير والصغير ، انه الفنان الوديع ” حفيظ اثري نسوس ” والذي تتلمذ على يد نفر من الرعيل الاول من جهابذة الفن الامازيغي الاصيل ومنهم : ” الحسن بالمودن صاحب الرباب الذهبي والملقب بميسترو الفنانين – حسن بومليك – بانضاج – حميد امناي – الشاعر الكبير سعيد اد بناصر – الحاج احمد الريح – نجوم اشتوك … ).
ويعتبر الشاب حفيظ اثري نسوس هو النجم الاول الذي استطاع ان ينتج ستيلا جديدا ومعاصرا، والذي جمع فيه بين فن الروايس وفن المجموعات الغنائية الامازيغية بحيث تفنن وابتكر مسارا جديدا لنفسه ولمجموعته ، هذا لإرضاء الجيلين سواء محبي فن الروايس او فن المجموعات الغنائية الامازيغية ، وحافظ على الاصل بالنغم والنظم ومن جهة ، وبالجديد بالإبداع والابتكار وإضافة ترانيم جديدة تساير الركب من جهة اخرى ، وقد نعتبر هذا الفنان قد لازم الكلمة الدائعة الصيت التي تركها الاجداد : ” الجديد حبو والأصل لا تفرط فيه “.
وبكل أطياف الكينونة الامازيغية استطاع حفيظ اثري نسوس ان يصدر ألبوما غنائيا جديدا اعطاه عنوان ” اوي البحر مديدناد احنان ” كلمات لها من المعاني ما يكفيها من ان تكون دات سمو ، لكونها ترفل أبعادا ومغاز بعيدة ،والتي خرجت من مفكرة الشاعر الشاب ،من خلالها حرك الساكن ونثر شعرا ولحنا متماشيا مع ما يعيشه مجتمعنا اليوم من حوادث مؤلمة والتي تركت هموما لا تنسى وزيادة على تطرقه لظواهر اجتماعية سلبية تنخر مجتمعنا اليوم ومنها الانحلال الخلقي وضيق النفس ولخبطة الخاطر وكثرة البغض والكراهية ، فحاول الفنان ” حفيظ ” ان يرسل رسالة مشفرة لا يعيها الا حكيم موجهة الى المحيط لعله يتداوى بالتي هي كانت الداء .
والجميل في الامر هو الكيفية والتقنية التي تم بها تسجيل هذا الشريط والذي يتواجد في الاسواق ، بحيث استطاع تقنيو استوديو افولكي ان يعززوه بنواطق وايقاعات خالية من كل العيوب هذا من اجل اخراج منتوج كامل ومتكامل ليس فيه عيب او لبس قد ينفر عند سماعه محبي هذا النمط الغنائي الجميل ، ومما زاد ايقاعا لما يحتويه هذا الشريط من اغاني هو طينة الفنانين الكبار والمشاركين مع الفنان حفيظ اتري نسوس في هذا الإبداع وهم ( الحسن بالمودن ميسترو الرباب الامازيغي – الصديق عبد الصادق صاحب الالات – محمد معتدل في الايقاع – وفي الكولار كل من عزيز توجا و خديجة تاعيالت – مينة تيتريت …).
“حفيظ اتري ن سوس ” مؤسس مجموعة ” اثران نسوس ” شاب مارس الفن مند نعومة أظافره ، وها هو اليوم وقد مرت عليه 15 سنة كلها تجارب وإبداع وبها استطاع ان يرسي القاطرة على سكتها الصحيحة ويساير الفن الامازيغي من خلال خلخلة مجموعة من الاحداث والتي تركت جرحا عميقا في مغربنا الحبيب ، ومنها تلك الفاجعة الكبرى التي ذهب ضحيتها مواطنون” ” بحارة كان غرضهم هو البحث عن مصدر الرزق وابتلعهم الامواج العاتية ببحر الداخلة بجنوب وطننا الحبيب، وتركوا في النفوس خدشا مؤلما كبيرا … كما كان للشاعر والفنان ” حفيظ ” ضربا آخر من النغم والنظم في مجال الحب فتغنى عن العلاقة الحميمية والحب والود الذي يجمع بين عاشقين حتى يتمم بما يرضي الله ورسوله ، كما ناول في شعره الغيرة الكبرى عن الوطن والارض والكينونة الامازيغية والتطفل والحسد ….