فوزية حدوكة : الفن التشكيلي دعامة أساسية للتنمية الصناعية ،واللوحة يلزم أن توثق هوية الفنان
فوزية حدوكة حاصلة على كفاءة تشكيلية ،عاشقة للفن التشكيلي حيث راكمت تجربة في هذا الميدان منذ سنة 1988 كأستاذة لمادة التربية التشكيلية ،كما شاركت في عدة مهرجانات و ملتقيات وطنية .وفي هذا الصدد أنجزنا معها الحوار التالي :
– ماذا عن واقع الابداع التشكيلي بمنطقة سوس ؟
أكيد أن الابداع التشكيلي لم يوثق مكان وبيئة الفنان ،حبيس في اللوحة التي تظل بعيدة في مضامينها عن تراث و تقاليد وعادات المنطقة الزاخرة .لأن اللوحة إن لم تكن تجريدية وكانت معبرة عن الواقعية ،فلتقدم رسالة عن أمل و ألم الفنان في زمنه ومكانه وبيئته .
– ماهي المواضيع التي تحاولين إثارتهم في لوحتك ؟
تطرقت لمواضيع مختلفة التي استلهمتني،كجمالية المدن المغربية العتيقة بآثارها و أزقتها وما تحمله من معالم معمارية ،والتي تبرز في طريقة الابداع في الأبواب و النوافذ والشرفات ،وكذا الزخارف المتنوعة ،فضلا عن الابتكار في الجبس و الرخام و الطين والخشب .هي مكونات تمثل هويتي و تاريخي و حضارتي ،علاوة على أنني أعمل على التعبير ما بدوا خلي من إحساس ووجدان برموز أستنبطها من الطبيعة .فالشجرة مثلا تشبه الانسان في الصبر و العطاء ،رغم الصعب و الاكراهات ،متجدرة في موطنها وتعلو شموخها ،حيث تفرخ أغصانها بكل سخاء في كل اتجاه،و كلما أعطيت لها الاهتمام والحنان و الحب ،أنتجت وأثمرت .
– كيف يمكن للفن التشكيلي أن يكون مدخلا رئيسيا لإرساء دعائم التنمية المجتمعية على مستويات متعددة .؟
في نظري ،الفن التشكيلي أراه مدخلا رئيسيا لإرساء التنمية المجتمعية على مستويات متعددة ،حيث أن في بداية الفنان التشكيلي يتلقى أبجديات التربية قبل الفن ،الأمر الذي يساعده على تطوير مخيلته باكتسابه لمهارات الابداع والخلق و الابتكار والذوق وإرساء قيم الجمال ومحاربة القبح و الركاكة . مما يؤثر عليه إيجابا في حياته الشخصية والعملية.لدى يمكن القول ان الفن التشكيلي هو دعامة أساسية للتنمية الصناعية الأصيلة منها و الحديثة خارج إطار اللوحة .
– هل هناك مقترحات يمكن ان تؤسس لمشروع فني وجمالي فاعل بمنطقة سوس ،وبالتالي تحويلها إلى قبلة للفن و الفنانين التشكيليين ؟
بالطبع ،على المسؤولين الحفاظ على البناء المعماري الذي تزخر به منطقة سوس وترميمه ،والفريد من نوعه إفريقيا و عربيا ،والذي يتجلى في السوق المركزي مثلا والسينما السلام وغيرها من المؤسسات الادارية المتواجدة بالمدينة ،حيث تمثل فن “البهوص “.بالاضافة إلى العمل على تزيين الشوارع و الساحات بمجسمات فنية تحكي تراث المنطقة الغني و المتنوع ،وذلك باستعمال رموز منطقة سوس على مستوى اللوحة .
– من خلال تجربتك ،كبف يمكن تشجيع الناشئة عن الاقبال على الفن التشكيلي ،في ظل غياب كلية الفنون الجميلة و المهن الفنية ؟
في الحقيقة ،يلزم تهيئ فضاءات العمل التشكيلي بالمدارس ،بإنشاء أقسام ومقاعد خاصة ،ووضع مراجع فنية في تناول الجميع ،وتشجيع الشباب على الاقبال على الوسائل التكنولوجيا الحديثة ،فضلا على بناء معاهد الفنون ىالتشكيلية ،وسعي الجهة المسئولة على إدماج الفن التشكيلي في معاهد الصناعة التقليدية ،لأجل الوصول إلى تقديم جودة الخدمات .