مدينة آسا تحتضن الملتقى الجهوي الثاني حول الواحات
تحتضن مدينة آسا الملتقى الجهوي الثاني حول الواحات، و الذي ينظمه مركز الشباب الصحراوي للإبداع الاجتماعي، خلال الفترة الممتدة مابين 18 و20 دجنبر القادم، تحت شعار “التراث الثقافي لواحات أسا في المنظومة الثقافية لواحات المغرب”.
ويتضمن البرنامج الثقافي للتظاهرة، تنظيم ندوة علمية تناقش وضعية الماء بالواحة من خلال ضبط كميات الماء بالواحات قديما وحديثا، وتقديم أهم تقنيات التدبير المائي ارتباطا بنوعية الزراعات وحاجيات المنطقة، مع ذكر جوانب من التاريخ المحلي لمنطقة أسا وواد النون، وكذا الجغرافية الثقافية لواحات الجنوب المغربي وإبراز طابع التعدد الثقافي، إلى جانب التراث ما قبل تاريخي للمنطقة والذي يشمل النقوش الصخرية، المعالم الجنائزية القبل إسلامية.
كما تناقش الندوة العلمية على مدى يومين دور واحات الجنوب المغربي في تأطير التجارة الصحراوية وربط المغرب بعمقه الافريقي والصحراوي، مع جرد للتراث المعماري للمنطقة بمختلف أنواعه (المساجد، الزوايا، الحصون، القصبات، القصور، الأبراج) بالإضافة إلى التنوع القبلي بالصحراء وارتباطهم بأقطاب التصوف بالمنطقة، والدور ألتحكيمي لشيوخ الزوايا، ومساهمة زوايا المنطقة في نشر الإسلام والتصوف المغربي بربوع الصحراء والساحل وأفريقيا الغربية، مع إبراز تنوع التراث الشفهي والمعنوي بالمنطقة(اللسان، الشعر، الرقصات والغناء، اللباس، الموسيقى – ازوان)، مع ذكر إمكانيات التنمية السياحية من خلال المؤهلات الثقافية المحلية، وآفاق التنمية الاجتماعية من خلال تطوير وعصرنة الحرف التقليدية وتنويع أنشطة الاقتصاد التضامني.
وفي تصريح للجريدة أبرز بوجمعة بوتوميت رئيس مركز الشباب الصحراوي للإبداع الاجتماعي، أن الندوة العلمية ذات بعد وطني تتميز بحضور أساتذة متخصصين في التراث والسياحة وثقافة الواحة، من جامعات الرباط والمحمدية مع نشر أعمال الندوة كاملة لتعميم الفائدة. كما ستمنح الفرصة للدكاترة الباحثين الشباب من أبناء المنطقة لاستعراض أهم نتائج البحوث الجامعية في المجال التراثي والثقافي بتنظيم ملصقات ومعلقات ذات طبيعة علمية.
وأوضح المتحدث أن الندوة تهدف إلى التعريف بالتراث التاريخي للمنطقة ومحاولة القيام بجرد أولى للمواقع التاريخية المحلية، مع تسليط الضوء على التاريخ المشرق لواحات الجنوب المغربي كصلة وصل بين المغرب وعمقه الصحراوي والإفريقي، وتجميع الكفاءات العلمية المتخصصة في تثمين التراث بغرض توظيفه في المسار التنموي للمنطقة، وكذا تشجيع البحث العلمي حول واحة أسا خاصة وواحات الجنوب المغربي عامة، مع إبراز التنوع الثقافي للواحات والتأكيد على الخصوصيات المحلية، وفتح النقاش حول السبل للحد من التدهور المتسارع للتراث الشفهي واندثار المواقع الصخرية والتاريخية، مع العمل على تشجيع سياحة ثقافية لتثمين التراث بشكل يحافظ على هوية المنطقة ويحترم خصوصياتها، وتحسيس القطاع الخاص والمسؤولين عن العمران والمعمار بضرورة احترام الخصوصيات المعمارية للواحات، وكذا المساهمة في تنمية الواحية من خلال التوظيف الأمثل للتراث الثقافي المحلي.
ويتضمن البرنامج الفني للملتقى تنظيم قراءات شعرية وأمسيات موسيقية وغنائية من التراث المحلي، فيما يشمل الشق التراثي للملتقى تنظيم معرض للتراث ومعارض للكتب من تأطير المؤسسات المهتمة بالمجال التفافي والعلمي والسياحي ومعارض للصناعات التقليدية والمنتوجات المحلية والتي تبرز مهارة حرفي وفلاحي المنطقة والتي ستشارك فيها مختلف التعاونيات الحرفية والفلاحية المتواجدة بالأقاليم الجنوبية، مع تنظيم جولة ثقافية لفائدة الحضور الرسمي والصحفيين والباحثين والمنتخبين لأهم المواقع الثقافية بغرض إبراز غنى المواقع الثقافية والتراثية ذات البعد التاريخي من قصور ونقوش صخرية بغرض تسطير المسارات السياحية الثقافية لمنطقة أسا وإدراجها في شبكة المسارات السياحية للجنوب المغربي، وتنظيم معرض للتراث الثقافي الواحي والذي يختزن التراث الثقافي الأمازيغي والحساني والإفريقي إضافة إلى التراث الصوفي لزوايا أسا (أدوات تراثية، مخطوطات، ملصقات، صور)