أراء وحواراتربورطاجات

حتى لا ننسى.. الجنود المرابطين في الحدود ورجال الدرك والشرطة والوقاية‎

لكل رمضانه الخاص به ، منا من يمضيه مع الأهل و الأحباب و منا من يزجيه مغتربا عن اللمة و حتى التقاليد ، تختلف طقوس هذا الشهر الفضيل حسب الشخص و ظروفه و محيطه، غير ان فئة تشكل نسبة مهمة من أبناء هذا الوطن رمضانها يختلف بشكل كبير عن باقي المغاربة.

فبينما نكون نحن منهمكين في تناول ما لذ و طاب في الفطور و السحور، يكونون هم منشغلين بحمايتنا من كل من يتربص بأمننا و سلامتنا نحن و ممتلكاتنا معا ، نعم إنهم أولئك الجنود المرابطين في الحدود و رجال الدرك و الشرطة و القوات المساعدة و الوقاية المدنية و باقي الخدمات العسكرية و شبه العسكرية.

في حدود هذا الوطن ، يتناوبون على حماية وحدتنا الترابية من كل الأعداء و المتربصين، يسهرون الليالي الطوال متحملين قساوة المناخ و مخاطر الفيافي و غضب الطبيعة و تقلبات الأوامر التراتبية في هرم المسؤولية ، لكن رغم كل ذلك تجد همهم الأول و الأخير هو خدمة الوطن و التضحية بالروح قبل كل شيء ذوذا و دفاعا عن أمن المغرب ، إنهم ببساطة جنود و عساكر هذا الوطن.

رجال الدرك ، في قرى و مداشر و طرقات هذا الوطن، تحت اشعة الشمس اللافحة ينتشرون فرادى و جماعات ، يؤدون واجبهم المهني حتى ولو لم ترقنا أحيانا تلك المخالفات التي يسجلونها عنا أو تلك الملاحظات التي نسجلها نحن عليهم ، في نهاية المطاف هم يؤدون واجبهم المهني بكل تجرد.

أما رمضان عند المنتسبين لسلك الشرطة فيختلف عن باقي الفئات ، قد يفطرون في الشارع أو في مقرات العمل أو في أي مكان يحل عليهم فيه وقت الآذان ، يفطرون بعيدا عن فلذات كبدهم لأنهم دائما في حالة استنفار ، قد يحل عليهم وقت الإفطار و هم منهمكين في تنظيم حركة المرور او تعقب “مرمضن” روع الشارع العام او في تأمين حدث ما ، المهم بالنسبة لهم أن نفطر نحن أبناء هذا الوطن في أمن و أمان.

بدورهم رجال القوات المساعدة ينطبق عليهم كل ما سبق ذكره ، مجهود بدني كبير و طاقة مضاعفة ، مشقة و تعب في سبيل تحرير ملك عام و إعادة ضبط النظام رغم كل الصعوبات و العراقيل التي تعترض مهامهم ، و مع ذلك تجد البسمة مرسومة على محياهم في نهاية اليوم حتى و لو كان مقابل أجرتهم لا يرقى لمستوى التطلعات رغم كل التحسينات التي طرأت عليه مؤخرا.

نساء و رجال الوقاية المدنية من بين أكثر الأشخاص الذين يستحقون التحية و التقدير في هذا الشهر الكريم ، يستيقظون باكرا كالعادة ، يلبسون هندام التدخل و يستنفرون العدة و العتاد لتأدية واجب إنساني هم مستعدون للتضحية بحياتهم من أجل انجاحه ، حياتهم لا تساوي شيئا و لا تهم في سبيل إنقاذ الغير كيفما كانت كينونته و ماهيته.

اما أسر و عائلات كافة المشتغلين في القطاعين العسكري و شبه العسكري فتستحق بدورها الإشادة و التنويه في هذا الشهر الفضيل ، زوجات و أطفال يدركون جيدا أن العمل النبيل و خدمة الإنسانية و الوطن معا يستحق التضحية و لو كان المقابل حياة بعيدة عن دفء الزوج و حنان الأب و عطف الأخ و رأفة الابن.

أيام رمضان عند هاته الفئة التي تؤمن بمقولة “العمل عبادة” ليس كأيام باقي الفئات ، مجهود مضاعف طيلة اليوم و عرق يتصبب على طول ، وجوه شاحبة و أعناق مشرئبة و عيون تترقب مغرب الشمس و آذان تتطلع لصوت المؤذن إيذانا بحلول وقت الإفطار و قبل كل ذلك فالعمل بالنسبة لهم هو الحياة.

رمضان هذا العام يأتي تزامنا مع موجة حر شديدة مما يضاعف محنة المشتغلين في القطاع العسكري و الأمني إسوة بعديد العمال في مجالات و قطاعات أخرى ، “طرف الخبز” الحلال يجعلهم يكابدون الهموم و يتحدون كل المصائب و المطبات بعيدا عن دفء العائلة و حلاوة اللمة مع الأحباب ، “مبروك العواشر” و تحية تقدير لهم جميعا …

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: