أخبار جهويةأخبار وطنيةفي الواجهة

الفنانون يغيبون عن توشيحات الملك محمد السادس في عيد العرش

ككل سنة، دأب الملك محمد السادس على توشيح عدة أسماء فنية وأخرى سياسية حققت إنجازات مهمة في السنوات الأخيرة، خلال الاحتفالات بالأعياد الوطنية؛ إلا أنها، وعلى غير العادة، غاب توشيحها في احتفالات عيد العرش التي أقيمت يوم الأحد بقصر مرشان بطنجة.

واقتصرت الأوسمة الملكية على أصحاب التفوق العلمي على شاكلة عدنان الرمال، أستاذ ومدير أبحاث بكلية العلوم بجامعة محمد بن عبد الله بفاس، الذي حصل على وسام الكفاءة الفكرية. كما حصل على الوسام نفسه عبد الواحد بنصر، أستاذ التعليم العالي بالمعهد الوطني لعلوم الآثار والتراث، الذي قام رفقة فريق كبير باكتشاف أقدم إنسان من فصيلة “أوموسابيان”. ووشح أيضا الفرنسي جون جاك هوبلان، أستاذ ورئيس شعبة بمعهد ماكس بلانك للأنثروبولوجيا التطورية، بالإضافة إلى التلميذ أسامة مفتاح المصاب بإعاقة حركية وحاصل على الباكالوريا بميزة مستحسن في شعبة الآداب والعلوم الإنسانية.

وحول تفسير هذا الغياب، يرى ادريس الروخ، الممثل والمخرج المغربي الذي ذاع صيته في السنوات الأخيرة في الساحة الفنية المغربية عقب نجاحه واحتلال أعماله الفينة الرتب الأولى في نسب المشاهدات، أنه راجع إلى “رؤية حكيمة لا يعرفها إلا المسؤولون عن اختيار الأسماء الموشحة”.

وعن تردي المستوى الفني الذي يمكن أن يكون سببا في غياب فنانين وحال دون حصولهم على الأوسمة الملكة مثلما راج بعد هذا الغياب، يوضح الروخ: “بالعكس تماما أعتقد أن هناك مهنية واحترافية وتنوعا في المواضيع وكذا تعددها، وهناك أيضا احترافية كبيرة من ناحية التمثيل والأدوات والمعدات المعتمدة في الأعمال الفنية المغربية… وأجزم أن هذه الميزات منحت الساحة الفنية قيمة مضافة”.

واسترسل المتحدث كلامه مدافعا عن مستوى الفن المغربي وممتهنيه قائلا: “الساحة الفنية تعرف تضافر جهود عدة أسماء فنية شبابية تحاول الارتقاء بمستوى أدائها في عدة مجالات، مثل الكتابة والإخراج والتمثيل… وكل هذا يمنح المجال قيمة مضافة في شتى تخصصاته”، مضيفا “إلا أن هذه الجهود غير كافية إن لم تتضافر مع الجهات المسؤولة والمنتجين والداعمين للمجال الفني بصفة عامة للارتقاء بالفن المغربي إلى المستوى العربي والإفريقي ولما لا العالمي”.

وتعليقا على الموضوع ذاته، قال إدريس القري، كاتب وناقد في الجماليات البصرية، إن “الحكم على جودة ومستوى الفن وربطه بعدم إدراج أسماء فنية ضمن الحاصلين على أوسمة ملكية في هذه المناسبة الكبرى أمر صعب جدا، ولا يمكن إرجاعه إلى مسألة التراجع بالرغم من أنه واقع لا محال منه”.

وأضاف المتحدث، في تصريح لهسبريس، “أظن أنها مسألة مناصفة وتكريم للشعب المغربي عوض توشيح أسماء تعتمد على قاعدة جماهيرية كبيرة كميا، مثلما خلقت العديد منها جدلا كبيرا بعد حصولها على أوسمة ملكية شريفة في مناسبات سابقة”.

وأكد القري: “أعتقد أنها مسألة إعادة النظر فيما سبق، وربما هي مقدمة لتغير المعايير وتشريف المواطنين وتجليلا وتعظيما لهم، وبما تكون مسألة صرامة تساير ما ثم الإعلان عنه سياسيا للاشتغال بجدية أكثر يعني أقل تسامح على السطحية وإهمال الواجب الوطني”.

وختم الناقد حديثه بالقول: “سلوك الدولة أصبح يساير التغير، وتوشيح هؤلاء العلماء البارزين في مجالهم هو وقفة للتأمل واقتصار على معايير وحقول لا تقبل الجدل؛ فلا يمكن التشكيك في مستوى الأسماء التي حصلت على وسام ملكي، لأن الاعتراف بالإبداع يجب أن يكون كونيا مثلما حصل مع العالم الفرنسي جون جاك هوبلان والأسماء الأخرى، لكن الميدان الفني والثقافي فيه نقاش كبير لأن المعايير المعتمدة فيه معقدة كون هذا المجال يظل جديدا على المغاربة”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: