“أفراح الواحات” تقرّب المسافات في رحلة “العيد الكْبير” إلى طاطا

يشهد إقليم طاطا، خلال الاحتفال بعيد الأضحى من كل سنة، توافد الآلاف من أبناء الإقليم الذين يشتغلون في المدن الكبرى؛ وذلك من أجل قضاء أيام عيد الأضحى بين ذويهم.
ويشتكي المسافرون إلى الإقليم سالف الذكر، هذه الأيام، من ارتفاع أسعار التنقل إلى طاطا، خاصة من مدن الشمال كطنجة والدار البيضاء والرباط وغيرها.
بالرغم من بُعد المسافات وصعوبات التنقل التي تُكلف مصاريف مهمة، يتحدى أبناء إقليم طاطا كل هذه الصعاب للاستمتاع بالعيد في واحات ومداشر الإقليم في أجواء الأفراح والأعراس.
من طنجة إلى طاطا
يقول رشيد ساعو، وهو شاب ينحدر من طاطا، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن “مشكل النقل إلى طاطا يتكرر كل سنة، ويعاني الناس من مزايدات واستغلال أرباب الحافلات النقل لفترة العيد والزيادة في أسعار التذاكر”.
وأضاف الشاب، الذي يشتغل بمدينة طنجة، أن “تذكرة سفر من طنجة إلى طاطا تصل إلى أكثر من 450 درهما في هذه الفترة؛ وهو ما يكلف أسرة مكونة من خمسة أفراد مثلا مصاريف كبيرة فقط في التنقل، ناهيك عن مصاريف أخرى للأمتعة”.
وطالب الشاب ذاته الجهات المعنية “بتوفير خطوط نقل مباشرة من طنجة إلى طاطا، لأن المسافرين يضطرون إلى السفر من طنجة الى الدار البيضاء أو إلى أكادير، ومنها يبحثون من جديد على حافلات إلى طاطا في رحلة صعبة”.
وأشار ابن طاطا إلى أن “السنة الماضية شهدت إثارة الانتباه إلى هذا المشكل، من لدن شباب طاطا عبر الشبكات الاجتماعية، ووجهوا دعوات إلى المسؤولين من أجل التدخل للتخفيف من مشاكل النقل؛ غير أننا لم نر أي جديد في الموضوع هذه السنة”.
من جهته، يرى مصطفى الريفولي، أحد أبناء طاطا ويشتغل بمدينة الدار البيضاء، أن “السفر من الدار البيضاء إلى طاطا أيام عيد الأضحى يكون صعباً، إن لم تحجز تذكرة سفر قبل ذلك بفترة، وتصل التذاكر إلى أكثر من 400 و500 درهم انطلاقا من الدار البيضاء، خصوصا خلال يومين قبل العيد”.
وأضاف الشاب، في حديث لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “شباب طاطا يلجؤون إلى تنظيم رحلات خاصة والبحث عن حافلات لتجاوز هذا المشكل والتخفيف من غلاء مصاريف رحلة العيد إلى طاطا”.
وأشار الشاب إلى أن “كل دوار أو منطقة يقوم شبابها بتنظيم رحلات، وتتوافد على مداشر وقرى المنطقة خلال هذه الأيام رحلات يومية للحافلات لنقل الآلاف من الشباب والأسر الطاطوية لقضاء أيام العيد بين الأهل والأحباب”.
بالمقابل، يرى عبد الله بطاش، المدير الإقليمي لوزارة التجهيز والنقل واللوجيتسيك بطاطا، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “مشكل التنقل إلى طاطا، خلال أيام الأضحى من المدن الكبرى، يشهد مشاكل فعلا؛ كارتفاع أثمنة التذاكر وقلة الحافلات وغيرها”.
وزاد المسؤول ذاته أن “مصالح وزارة النقل بالإقليم مسؤولة على السهر لإنجاح عملية رجوع المسافرين. أما القدوم فالمشكل يكون في مدن الانطلاق، ونحن نراسل السلطات المحلية بشأن هذا المشكل”.
وأضاف المتحدث أن “السلطات المحلية، وعلى رأسها عامل الإقليم، تقوم بمراسلة الجهات المعنية ومصالح المدن الكبرى والمحطات الطرقية لتكثيف المراقبة على أسعار التذاكر”.
وأشار المسؤول الإقليمي إلى أن “المندوبية تقوم ذلك بتسهيل الإجراءات، ونسلم رخصا استثنائية لأية حافلة فارغة لنقل المسافرين انطلاقا من طاطا، ونراقب الأثمنة بالتعاون مع السلطات المحلية، ونقوم بالإجراءات القانونية والزجرية الجاري بها العمل في حالة تبوث أي تجاوزات”.
وأضاف بطاش أنه “من المنتظر أن تستقبل المحطة الطرقية لطاطا أكثر من 30 حافلة خلال اليومين قبل العيد، وتستقبل عادة أكثر من 13 حافلة يوميا بشكل قار”.
أفراح وأعراس
محمد القادري، الباحث في التراث المحلي بمنطقة طاطا، يرى، في حديث لهسبريس، أن “مناسبة العيد الكبير في طاطا لها مكانة اجتماعية خاصة لدى السكان، وهي فترة تشكل حدثا استثنائيا، وتشهد توافد أغلب أبناء الإقليم المقيمين في مختلف المدن المغربية، بعد عام كامل من العمل أو الدراسة”.
ويضيف الباحث أنه “بالرغم من كل الصعوبات ومصاريف التنقل وبعد المسافات وحتى ارتفاع درجات الحرارة، لا يمنع الآلاف من أبناء المنطقة من العودة وقضاء أيام عيد الأضحى بين ذويهم، والاستمتاع بأجواء الأعراس والمناسبات العائلية”.
وأشار القادري إلى أن “سكان المنطقة لا يزالون محافظين على العادات الاجتماعية وطقوس الضيافة لسكان الواحات؛ منها التزاور خلال أيام العيد وتبادل الدعوات من أجل حضور الولائم الاجتماعية، إضافة إلى تنظيم فعاليات رياضية للشباب كدوريات كرة القدم والحفلات الفنية، في مختلف مداشر الإقليم تحييها فرق شبابية لفنون أحواش الأمازيغي، أو فنون الكدرة والهرمة والطرب الحساني”.