عائلة الحرشاوي تستقبل قافلة ” ادوال ن الطلبة ” بتكاديرت نعبادو بجماعة الدراركة اكادير

الحسن الوعشراوي
في حفل ديني رهيب ، وبحضور فقهاء وطلبة حاملي العلم ، وفي مجمع كبير بمنزل ” عائلة الحرشاوي ” بدوار تكاديرت نعبادو التابعة لجماعة الدراركة اكادير، حطت قافلة الفقهاء رحالها في المحطة الثانية بهذا الدوار ، والتي تسمى عند الامازيغ “ادوال ” ، الفقهاء ينتمون لمدرسة اغلان سيدي يحيا الكائنة بقبيلة مسكينة ، بحيث تقوم المجموعة بزيارة لكل الدواوير التابعة لجماعة الدراركة ، من اجل جمع الهبات والتبرعات لفائدة المدرسة العتيقة اغلان سيدي يحيا ، والتي يتم بها النفقة على رواد المدرسة من طلبة العلم وفقهاء طيلة السنة الكاملة ، وخلالها يقومون بتنظيم ليالي دينية بمسجد كل دوار ، بحضور كافة الساكنة وتدبح الدبائح وتوزع على على الكوانين لترسل اطباقا من الكسكس الفوار بالليل الى المسجد الذي جمع ساكنة الدوار وفقهاء ادوال ، كل طبق مهيأ ومحضر حسب المستوى المعيشي لكل عائلة .
وتصدح الحناجر بقراءة القران وإنشاد ما تيسر من الامداح النبوية الشريفة ، وفي كل لحظة تعطى دروس في الوعظ والإرشاد من طرف نبغاء الفقهاء ، ويتم الاجابة على اسئلة الحضور ، وفي النهاية يتم جمع هبات شتى ، كما هو مناسبة تلتقي فيه العائلات من كل الدوواير المجاورة ، وغرضهم هو جمع الشمل ، وسماع القران وشذى الامداح ، التي تاخدهم الى عالم روحاني مفعم بيقين الايمان وما اتى به الرسول (ص).
كما هي مناسبة لاكرام اليتامى والفقراء وابناء السبيل والضعفاء ، وفك بعض الامور العالقة بين افراد القبيلة ، تحت حكم شيوخ وفقهاء المنطقة ، والتدخل بالوسط في فك المخاصمات بين الناس ، ويتقبلوها بكل عفوية وتقدير واحترام .
وفي كل صباح تلقى كل عائلة متربصة بمقدم القافلة من اجل استقبالهم في منازلهم سواء اكان وقت الفطور او الغداء ، لتنال كل عائلة حظها من الاجر والتواب ، وذلك بقراءة القران بالمنازل ، مع اكرام الفقهاء والاحسان اليهم .
هذه عادة من العادات التي ورثوها من الأسلاف الى الأجيال ، ولا زالت قبيلة مسكينة تعظ عليها بالنواجذ ، رغم انها اندثرت في بعض المناطق بسوس ، نتيجة الحضارة التي أصابت قسطا وافرا من هذه العادات والتقاليد والتي تعتبر ارتا تراثيا مهما في معادلتنا الاجتماعية الامازيغية وبامتياز.