قدماء المقاومون وأعضاء جيش التحرير نموذج لتهميش رجال خدموا الوطن بأرواحهم

عادل قرموطي 

رجال حملوا أرواحهم على أكتافهم و خرجوا للجهاد في سبيل الله و الوطن، تاركين وراءهم عائلات و أحباب ففضلوا الوطن على الأبناء و حملوا أسلحة بدائية لمحاربة المستعمر الذي كان مدججا بالمدفعيات و الرشاشات، ورغم ضعف إمكانياتهم بالمقارنة مع المستعمر إستطاعوا سحقه في أكثر من مناسبة بل أنهم زرعوا الرعب في قلوب جيشه، قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير منهم من إستشهد و منهم من توفي و منهم من لازال ينتظر، قدموا للوطن ما لم يقدمه لا وزراء ولا سياسيون ولا هم يحزنون، دولتنا و للأسف تكرم من يتكلم كثيرا ولا تأبه لمن عمل كثيرا، و إعلامنا يصنع من رجال من ورق أبطالا، ولا يكلف نفسه حتى عناء الحديث عن الرجال الذين جاهدوا و حملوا أسلحة من أجل تحرير الوطن و طرد الأعداء، حتى التاريخ الذي لا يمكن أن تمحوه الأيام يعيدونه لنا على طريقتهم.

ورغم ماقدمه هؤلاء الأبطال لهذا الوطن فإن أغلبهم يموت في صمت ولا أحد يطرق بابه بل من يوجد من بينهم من يعيشون تحت عتبة الفقر، ولم نسمع أحدا دافع عنهم تحت قبة البرلمان و بينما يقدمون بعض السياسيين كأبطال حررو المغرب من الإستعمار علما أن الأبطال و المحررين الحقيقيين لم يتركوا وراءهم سوى كتب و روايات عن تاريخ المغرب يتجاهل إعلامنا و للأسف المقاومين قدماء و جيش التحرير الذين قاتلوا في سبيل الوطن و أرغموا أبناءهم على الإنضمام إليهم.

هل سمعتم يوما أن مجاهدا ضد الإستعمار أرسل إبنه للدراسة بفرنسا ليعود للمغرب طبيبا؟ ما لا يتقبله العقل ولا المنطق هو تمجيد بعض السياسيين ورجال السلطة أيام الإستعمار بدعوى محاربتهم لفرنسا و أبناؤهم إنتقلوا في تلك الحقبة للدراسة في باريس، فكيف يعقل أن ترسل إبنك للإتمام دراسته بدولة معينة و أنت تعتبرها عدوة لك؟ و منذ زمن المد الإستعماري بإفريقيا هل سمعتم يوما برجل قضى حياته في الدفاع عن وطنه ضد الإستعمار وبعد وفاته ترك ثروة؟ عمر المختار، عبد الكريم الخطابي، الشيخ ماء العينين، عز الدين القسام، سيدي ولد مولاي الزين… وكثرون دافعوا عن أوطانهم وجاهدوا في سبيل الله فعاشوا فقراء و ماتوا فقراء، أدعو كل مواطن يهمه تاريخ مغربنا الحبيب أن يبحث عن الأشخاص الذين قاوموا الإستعمار بمدينته كي يفهم اللعبة جيدا.