صور مفبركة ومصطلحات عنصرية.. إسبانيا تطلق حربا إعلامية بعد “إقتحام” سبتة المحتلة
قامت الصحف الإسبانية، خلال الأيام القليلة المنصرمة، بنشر مجموعة من التقارير والأخبار حول عملية الإقتحام التي قام بها عدد من المهاجرين من جنسيات مختلفة لثغر سبتة المحتل، والذي لقي إتماما منقطع النظير من طرف الإسبان وباقي سكان أوروبا، نظرا لكونها سابقة من نوعها.
وفي الوقت الذي اختارت فيه بعض المنابر نقل الصورة الحقيقية التي تظهر ما يحدث في الثغر المحتل، فضلت منابر أخرى الإستعانة بصور مفبركة من دول أخرى وعبارات ذات حمولة عنصرية تنتقص من قيمة المهاجرين، من أجل تغليط الرأي العام وإظهار صورة مخالفة للحقيقة.
وبهذا الصدد، قامت يومية “إل باييس” الإسبانية، بنشر صورة في غلاف عددها الخاص باليوم الأربعاء، تظهر رجلا يحمل رضيعا على متن عجلة نجاة تستخدم عادة في المراكب، من أجل العبور به الى الشط، وهو ما نسبته هذه الأخيرة لمحاولة الهجرة التي قام بها عدد من الأشخاص لسبتة المحتلة، في حين يظهر بحث بسيط على محركات البحث أن الصورة تعود لمهاجر غير نظامي بتركيا.
ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فقد عمدت قناة “تيلي سينكو” الإسبانية، على إستضافة أحد عناصر الحرس المدني “غوارديا سيفيل” من أجل الحديث عن الأمر، حيث زعم هذا الأخير أنه هو من قام بإنقاذ الطفل الرضيع ونقله الى بر الأمان، بعدما أعيت الأمواج والده.
الحرب الإعلامية التي تشنها إسبانيا، تجاوزت الصور وانتقلت الى العبارات العنصرية، حيث وصفت النسخة الإلكترونية ليومية “ال باييس”، ما يحدث في سبتة المحتلة بـ “المسيرة السوداء” في إشارة الى المهاجرين المنحدرين من إفريقيا جنوب الصحراء، واللذين قاموا بدورهم بالدخول الى التغر.
وبلغ عدد الأشخاص الذين تمكنوا من الوصول إلى مدينة سبتة المحتلة سباحة، منذ يوم الاثنين، ما مجموعه 8000 شخص، من بينهم 2700 قاصر، في أكبر عملية نزوح جماعي عبر المسالك البحرية، انطلاقا من مدينة الفنيدق.
وتواجه سلطات الاحتلال الاسباني؛ ضغطا كبيرا بسبب التدفق غير المسبوق للمهاجرين المغاربة على المدينة السليبة؛ ما دفعها للاستعانة بحكومة بلادها التي اوفدت تعزيزات عسكرية إلى المدينة لدعم جهود احتواء الوضع الذي وصفته الصحافة الإسبانية بأنه “صعب”.