الأخبارربورطاجاتصحافة واعلامصوت وصورة

بحيرة إيريقي تعود إلى الحياة: استعادة كنز طبيعي في قلب منطقة الوكوم فم زكيد

بقلم باسين عبد العزيز

تُعد بحيرة إيريقي من أبرز المعالم الطبيعية في المنطقة الترابية لجماعة قيادة الوكوم دائرة فم زكيد عمالة طاطا. بعد عقود من الجفاف والاختفاء، عادت البحيرة اليوم إلى الحياة، لتعيد البسمة والأمل إلى قلوب أهل المنطقة.

تُوجَد بحيرة إيريقي على بُعد 56 كيلومترًا من فم زكيد، وقبل زاوية سيدي عبد النبي بحوالي 10 كيلومترات، مما يجعل موقعها الجغرافي مثاليًا كحلقة وصل بين الطبيعة والتاريخ. تمتد البحيرة على مساحة تصل إلى تسعة كيلومترات طولاً وثلاثة كيلومترات عرضاً، مما يضعها بين أكبر البحيرات في المنطقة.

في السابق، كانت بحيرة إيريقي مركزًا حيويًا للتنوع البيولوجي، حيث جذبت الطيور المهاجرة من كل حدب وصوب، وجعلت منها وجهة سياحية عالمية تُضرب بها الأمثال. كان جمالها الطبيعي مصدر إلهام وموطنًا للعديد من الأنواع البرية التي أضفت على المنطقة طابعًا فريدًا.

اختفاء البحيرة في أواخر الستينيات كان بمثابة فقدان كبير للمنطقة. لكن اليوم، بفضل ربنا سبحانه وتعالى، الذي أنعم بالأمطار التي أعادت إلى الحياة هذه المعلمة التاريخية، أصبحت البحيرة تستعيد مجدها وتملأ المكان بالحياة مجددًا. إن هذه العودة ليست مجرد استعادة لمسطح مائي، بل هي تجسيد لحلم طال انتظاره وتعكس الإصرار على الحفاظ على التراث البيئي والطبيعي للمنطقة.

العودة الجديدة للبحيرة تفتح أبوابًا جديدة للسياحة البيئية. يُتوقع أن تجذب البحيرة السياح الراغبين في تجربة الطبيعة الخلابة ومراقبة الحياة البرية. يمكن للزوار الاستمتاع بمراقبة الطيور التي تجد في البحيرة موطنًا طبيعيًا، مما يعزز من جاذبية المنطقة كموقع رئيسي للسياحة البيئية.

تُعد البحيرة أيضًا فرصة كبيرة لتنشيط الاقتصاد المحلي من خلال تعزيز السياحة والأنشطة المرتبطة بها. يمكن تنظيم جولات سياحية ثقافية وطبيعية حول البحيرة، مما يوفر فرص عمل جديدة ويساهم في التنمية الاقتصادية للمنطقة. الحفاظ على البحيرة وتعزيز جمالها الطبيعي سيسهم في ضمان استدامتها للأجيال القادمة.

مع عودة بحيرة إيريقي، تبرز الحاجة إلى حماية هذا المعلم الطبيعي من أي تهديدات بيئية. يتطلب الأمر تعاونًا بين السلطات المحلية والمجتمع المدني لضمان استدامة البحيرة وحمايتها. يجب العمل على برامج توعوية تهدف إلى تعزيز الوعي البيئي بين السكان المحليين والزوار، لضمان الحفاظ على هذا التراث الثمين.

كما كانت بحيرة إيريقي في السابق معلمًا بارزًا ونقطة جذب سياحية عالمية، فإن اليوم تعود إلى الحياة بفضل الخلق العالي القدير الذي أعاد الأمور إلى ما كانت عليه، دون أن يساهم أحد في ذلك إلا الله تعالى. إن هذه العودة ليست مجرد استعادة لمعلم طبيعي، بل هي تجسيد للأمل والفخر، وعنوان للإرادة القوية في الحفاظ على التراث الطبيعي. تعتبر البحيرة اليوم أكثر من مجرد وجهة سياحية؛ فهي رمز للروابط القوية بين الإنسان والطبيعة. مع العناية المستمرة والترويج الفعّال، يمكن أن تتحول البحيرة إلى واحدة من أبرز الوجهات السياحية في المغرب، مما يسهم في تحقيق التنمية المستدامة وتعزيز مكانة المنطقة على الخريطة السياحية العالمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: