أخبار جهويةأخبار وطنيةالأخبارثقافة وفنربورطاجاتصحافة واعلامصوت وصورة

احتفال رأس السنة الأمازيغية بالدشيرة: “تاكلا” تجمع الأصالة بالفرح

بقلم :باسين عبد العزيز

صور الزميل الحسين اجديك

في أجواء تعبق بعبق التراث، احتضن القصر البلدي بمدينة الدشيرة الجهادية احتفالاً خاصاً بمناسبة رأس السنة الأمازيغية “إيض إيناير”، بتنظيم من جمعية مجاوي للثقافة والفن في دورتها السابعة. كان الحدث فرصة للاحتفاء بالهوية الأمازيغية وتعزيز قيمها الثقافية، من خلال برنامج غني ومتنوع جمع بين الفن والموروث الشعبي.

حضر هذا الاحتفال المئات من أبناء المنطقة وضيوفها، ليشهدوا واحدة من أبرز مكونات الثقافة الأمازيغية، وهي أكلة “تاكلا”، التي حظيت بمكانة محورية خلال الحفل. تم إعداد “تاكلا” بطرق تقليدية، مقدمة في أجواء احتفالية ترمز للكرم والتلاحم الاجتماعي، مما عزز شعور الحاضرين بالانتماء والاعتزاز بجذورهم.

الحفل لم يكن مجرد مناسبة لتذوق “تاكلا”، بل كان أيضاً منصة لإبراز الإبداع الفني الأمازيغي. استمتع الجمهور بعروض موسيقية مبهرة شاركت فيها فرق متنوعة، من بينها مجموعة أزوران تزنزات التي افتتحت السهرة بأداء يمزج بين الأصالة والحداثة. تلتها مجموعة حسن تافويت التي أبدعت في تقديم ألحان مستوحاة من التراث، ثم مجموعة تيمتار تاكروبيت التي لاقت تفاعلاً كبيراً من الحضور.

تميز الحفل أيضاً بمشاركة مبدعين في فن “تروايسيت”، أبرزهم الرايس بن علي إيسار والفنان مصطفى آمال والرايس الطيب طريح، الذين أضفوا أجواء مميزة بأصواتهم وألحانهم التي نقلت الحاضرين إلى عمق التراث الموسيقي الأمازيغي.

الأمسية كانت بإدارة عمر بواح، الذي أضاف لمسة مميزة بأسلوبه المحترف في تقديم الفقرات رفقة الزهرة تملاست بحضورها البهي الذي أثرى الأمسية. أما التنظيم فقد كان نموذجياً، بفضل جهود اللجنة المنظمة وفريق العمل، مما ساهم في إنجاح الحدث بكل تفاصيله.

هذا الحفل لم يكن مجرد احتفال عابر، بل رسالة تحمل في طياتها دعوة للحفاظ على التراث الأمازيغي وتعزيزه. وقد استطاعت جمعية مجاوي للثقافة والفن من خلال هذا الحدث أن تجدد التأكيد على أهمية مثل هذه المناسبات في تقوية الروابط الاجتماعية وتعزيز الوعي الثقافي،وذلك رغم غياب الدعم، وفق تصريح رئيس الجمعية مجاوي، الذي أشار إلى أن الجمعية تسعى جاهدة لإنجاح هذا الحدث بجهودها الذاتية

اختتم الحفل وسط أجواء من البهجة والفرح، حيث أعرب الحاضرون عن سعادتهم بهذا الحدث الذي جمع بين الماضي والحاضر في لوحة ثقافية رائعة. الاحتفال بـ”إيض إيناير” يظل محطة مهمة لتجديد العهد مع التراث الأمازيغي والاعتزاز بالموروث الذي يشكل جزءاً لا يتجزأ من الهوية المغربية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: