الأخبار

” كيل كبد ” كتاب قيم للأديب أحمد إدوخراز

محمد بوسعيد

احتفالا بالسنة الامازيغية 2975 ،نظم مركز وادي سوس يوم السبت 8 فبراير الجاري بقاعة الحسين قرير بجماعة إنزكان ،قراءة في كتاب اختار له كاتبه الاديب أحمد إدوحراز ،عنوان ” كيل كبد “،اطرها كل من الاكاديمي والكاتب الدكتور جامع هرباط ،الدكتور عبدالرحمان التمارة ،أستاذ بكلية متعددة التخصصات بالراشيدية والدكتور عمر حلي ،العميد السابق لجامعة ابن زهر بأكادير ومستشار المدير العام للإيسيسكو بالمغرب .


هذا الأخير ،أكد أن من خلال العنوان يختبئ سؤال يسكن صاحب الكتاب ،والذي يتعلق بمدينة إنزكان إلى حد التماهي ،حيث أبحر بالقارئ في هذه الباكورة الأدبية ،إلى عوالم ذات المدينة بقلب إبداعي سردي ومتناسق ،والتي زحف عليها الاسمنت ،وكحاضرة للتدبير الجيد للاختلاف وقطب الرحى الاقتصادي ،فقدت هويتها النباتية وطمست تضاريسها المتنوعة .لتبقى إنزكان بوثقه التعايش واستقطاب القبائل والعشائر والديانات ،حيث يتعايش بين احضانها المسلمون واليهود والنصارى .وأبرز أن الكتاب يتضمن فسيفساء لمواقع المدينة وحقبها ،وظفها الكاتب على شكل ليالي وفق تمثيل كرونولوجي ،مرورا بدراسته بالمرحلة الابتدائي والاعدادي والثانوي ،مما جعل القارئ يعيش جيل بكامله ويكتشف إنزكان بعين الكاتب .
من جهة أخرى يرى الدكتور جامع هرباط ،أن من خلال عنوان الكتاب “كيل كبد ” “إفطري نتمارا “،هو تعبير عن حجم المعاناة التي عاشها الكاب أحمد إدوخراز ،من حرقته على إنزكان وأحوالها ،لكونه أستاذا وباحثا وجمعويا ومسيرا للشأن المحلي ،ومدى انتظارات المتلقي من قراءة الكتاب .ولفت أن هذا النص السردي ،جاء مفعما بعوالم التخيلية القادمة من الواقع ،مسنودا بلغة وحس لغوي قوي ونمط أسلوب محكم يستمتع به القراء ،من خلال التداخل النفسي والحوار الداخلي للكاتب ،ليلامس القارئ الكثير من الاحداث التي تم سردها والتي يغلب عليها طابع البوح والافصاح .،لأجل توثيق الذاكرة بطريقة التراجم لشخصيات الانزكانية والتعريف بالأمكنة ،البعد الانتروبولوجي ،الموسيقى ،الطب الشعبي ،المطبخ و طقوس الحمام الشعبي، وذكر الهوية بأمثال وحكم أمازيغية “تماكيت “وعناوين لأفلام سنمائية .ليخلص إلى أن هذه السيرة الذاتية حول مدينة إنزكان ،هو بحث أكاديمي في عمقه ،لكون القارئ سيلمس ازدواجية الاديب والكاتب والباحث الأنثروبولوجي في مجال التراث والموقع الإداري ..

ليسافر الدكتور عبد الرحمان التمارة بالحضور ،إلى الترابط الجدلي بين الذات والمدينة في الكتاب ، واستحضار الماضي ،مع إعادة تشييدها بتصور منقوش برمزية ثقافية ،في إطار تحولات تمس جغرافية المدينة ،تنفتح على إنسان كريم .موضحا على أن العلاقة المبنية المتينة التي يكشفها الكتاب بين الذات والمدينة ،تجلت عبر الإشارة إلى حقائق وقضايا كبيرة محلية ،وطنية ودولية ،خاصة وان مدينة إنزكان فضاء روائي بتميز ،وكاشفة بثقافة امازيغية منفتحة بروح إيجابية و فعالة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: