أخبار وطنيةصحافة واعلام

كيف تميز وزارة الاتصال بين صحفي ورقي وإلكتروني وحساني وأمازيغي وإخواني؟!

وزارة الاتصال أصبحت مثل شي حمقة وكالو ليها زغرتي، في ما يتعلق بمسألة تنزيل الدستور، حيث منحت جائزة لعمل صحفي حساني وجائزة لعمل صحفي أمازيغي، وبدل الأجناس الصحفية.
منذ الإعلان عن نتائج الجائزة الكبرى للصحافة المغربية وأنا أستغرب وأسأل نفسي كيف استطاعت لجنة التحكيم ورئيسها الكتاب مبارك ربيع التمييز بين ترشيحات الصحفيين الورقيين والإلكترونيين.

خمنت مليا وقلت ربما يبعث الصحفيون الإلكترونيين ترشيحاتهم في كومبيوتر أو جهاز أيباد أو مضغوطة في قرص مدمج أو مخبأة في مفتاح تخزين، بينما يرسل الصحفيون الورقيون ترشيحاتهم مكتوبة في ورق أبيض أو مطبوعة في صفحات الجرائد.

وإذا لم تكن هذه الاحتمالات صحيحة، فإنه لا معنى لجائزة تميز بين الصحفيين، كأن الحامل الإلكتروني أقل شأنا وقيمة من الورقي والعكس، وكما لو أن الصحفي الورقي يكتب ما يكتب بقلم حبر جاف، والإلكتروني يكتب بقلم من الليزر.

تفهم وزارة الاتصال الصحافة بالمقلوب، ودون أن تدري تمارس التمييز بين الصحفيين، وبدل أن تمنح جوائز للأجناس الصحفية، تفرق بين الصحفي والصحفي حسب الحامل، في ما يشبه طبقية صحفية.

لنتخيل مبارك ربيع ولجنته وهم ينقطون الصحفيين، ولنتخيل من يستقبل ترشيحاتهم، وهم ينتبهون للشروط الموضوعة، ويرفضون ترشيح أي صحفي في الصحافة الورقية ثبت تورطه وهو يستعمل الفيسبوك أو تويتر أو وهو يتصفح موقعا في الإنترنت، كما يرفضون أي ترشيح إلكتروني سبق لصاحبه أن كتب في جريدة ورقية.

إما أن تكون إلكترونيا أو لا تكون، حسب وزارة الاتصال، وإما أن تكون ورقيا أو لا تكون، وكل استعمال غير مبرر لواحدة منهما يجعل صاحبه محروما من التتويج.

الصحافة صحافة، ووضع جائزتين للتمييز، يعني فهما خاطئا للمهنة.

الأدهى أن وزارة الاتصال أصبحت مثل شي حمقة وكالو ليها زغرتي، في ما يتعلق بمسألة تنزيل الدستور، حيث منحت جائزة لعمل صحفي حساني وجائزة لعمل صحفي أمازيغي، وبدل الأجناس الصحفية المعروفة كالروبورتاج والتحقيق والبورتريه أصبحنا أمام أعراق صحفية ومكونات هوياتية، مع تغييب جائزة للمكونات العبرية والأندلسية والإفريقية، التي حرمت وأقصيت من أي تتويج، حسب منطق وزارة الاتصال.

ما يجري في وزارة الاتصال هو تمييع لهذه المهنة وتمييع للتعدد في المغرب وللهوية وللدستور، حيث أصبحنا بدل الروبورتاج نسمع عن الإمازيغية، وبدل الاستجواب يمنحون الجائزة للعمل الحساني، وبدل التحقيق صرنا نتحدث عن صحافة إلكترونية وصحافة مكتوبة.

والجديد وغير المسبوق في أي دولة في العالم هو إضافة جائزة جديدة إسلامية وقد حصلت عليها جريدة التجديد في صنف التصوير، تقديرا للمكون الإخواني في المغرب، الذي يختلف عن المكون الإلكتروني والمكون الورقي والمكون الحساني والعبري والأمازيغي ومكون الصحافة الحائطية الذي يحتج ويطالب أصحابها بإنصافهم في العام المقبل، انسجاما مع روح الدستور وإنصافا لكل المكونات والأعراق والهويات الصحفية الموجودة في هذه البلاد السعيدة، التي تعتبر رائدة في المنطقة، لأن جرائدنا ومواقعنا وأعراقنا الصحفية تتدافع بشكل سلمي، في ما يشكل استثناء تحسدنا عليه صحافة وإعلام الدول المحيطة بنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d مدونون معجبون بهذه: